الرئيسية » العالم والخليج » عُمان » مسقط : اهازيج ومبارزة وكرم في الاعراس العمانية

مسقط : اهازيج ومبارزة وكرم في الاعراس العمانية

مسقط – سومر العلي

 

انطلقنا الساعة السادسة صباحا لتغطية حدث صحافي في منطقة صحراوية تبعد عن العاصمة العمانية مسقط حوالي ساعة ونصف الساعة بالسيارة، لم أكن أتخيل أن ما يجري التحضير له هو عرس بدوي عماني يعبر عن تقاليد أهل المنطقة والمعنيين بالحفل.

فعلا عند تمام الساعة الثامنة صباحا بدأت طقوس العرس من خلال تحضير الفرقة الشعبية المكونة من عشرات الرجال المقسمين لمجموعتين ويقود رجل واحد منهم كل مجموعة حيث تبدأ منافسة غنائية في ما بينهم ويردد باقي الرجال خلفهم ما يقوله الرجلان بشكل جماعي وذلك بلهجة تقليدية خاصة يسردون خلالها قصص الحب والبطولات.

هذه القصص تنتقل من مجرد سرد للكلام إلى واقع يعكسه شخصان من المجوعتين يتوسطا منتصف الساحة للمبارزة الشكلية والودية عبر سيف وترس من التراث العماني وغالبا يكونان من شيوخ المنطقة أو الفرقة نفسها فيما يسمى بفن “الرزحة”.

في مكان آخر داخل الصالة المفتوحة الأسقف حيث ينتظر الناس تحت خيم مفتوحة وساحة صغيرة بينهم، تقف الأحصنة والإبل العربية الأصيلة على باب الصالة بانتظار استكمال وصول المدعوين وخاصة ذوي الشأن الذين يعتبرهم المدعوون وأصحاب الحفل عادة أساسا لمباركة زواجهم وأفراحهم، حيث يرتدي جميع الحضور الزي العماني التقليدي المؤلف من “الدشداشة” و”الكمة” الموضوعة على الرأس مع الخنجر العماني على الخصر والعصا التراثية الخشبية أو الخيزرانة.

بعد وصول الرحالة مع إبلهم وأحصنتهم ينظمون طريقة الوقوف لاستقبال الضيوف كافة في الخارج، أما داخل ساحة الاحتفال فلا بد من دخول التكنولوجيا الحديثة أجواء الأفراح الشعبية حيث يجهز أقارب “المعرس” الأغاني الشعبية التي يؤديها فنانون محليون بإمكانيات متطورة وحديثة، حتى أن الصوت يخترق هدوء الصباح المحيط بالمنطقة فيختلط على الحاضرين توقيت الاحتفال.

موكب كبير لا بد أن يمر لدخول مكان الاحتفال وفي الاستقبال عريس الحفل ليلقى التحية على جميع الحضور وفي داخل خيمة الاحتفال يلقون التحية على الشخصيات المهمة المتواجدة أيضا.

تبدأ المراسم رسميا بمبارزات الفرقة الشعبية والرقصة الشعبية العمانية فيما يسمى بفن “الوهابية” إضافة إلى “الشلة” وهي إلقاء شلة من القصائد في ما بينهم، وفي هذه الأثناء تبدأ مراسم الضيافة التراثية التي تحتوي القهوة والحلوى العمانية والماء على مدار الساعة، حيث تقدم الحلوى في صدور كبيرة فيها ملعقة واحدة فيأخذ الضيف قطعة بالملعقة ثم يسحبها بيده لإبقائها نظيفة للضيف الذي يليه وهكذا.

تنتقل مراسم الاحتفال إلى الرقصة العمانية الشعبية والتي يمشي فيها الرجال بشكل متناسق إلى جانب بعضهم مع التلويح بالعصا العمانية التراثية مع الأنغام التراثية طوال فترة الحفل.

تتنوع المراسم وتنتقل لإدخال فن الرزحة وهو فن إلقاء القصائد بأسلوب ولهجة شعبية تختلف من منطقة لأخرى تتغنى بالعريس وقبيلته، وبالشخصيات المهمة الحاضرة، إضافة لمواضيع الشجاعة والقوة التي تشتهر بها المنطقة الصحراوية البدوية في سلطنة عمان.

بعد ثلاث ساعات تقريبا من الاحتفال النهاري يختتم العرس بتناول طعام الغذاء المؤلف من مناسف لحم الإبل غالبا لجميع الحضور وفور انتهاء هذه المراسم يذهب العريس مع أهله إلى المنزل منتظرا حلول المساء لأخذ زوجته إلى منزلها الجديد.

عن جورنال