كوكب الارض عاجز، فبعد سبعة شهور على ظهور فيروس كورونا المستجد، تململت المجتمعات والحكومات والاقتصاديات حول العالم من تبعات الموجة الاولى ومتطلباتها وخسائرها. لكننا لم ننجو بعد.
الارقام الاخيرة في لبنان مرعبة، والمخاوف في كل العالم تتزايد من “موجة ثانية”، يخشى ان تكون أكثر مأساوية. الا ان قرار نجاتنا هو تماما بايدينا أمام مكر الفيروس وخداعه.
ويحذر خبراء في الولايات المتحدة من موجة ثانية من الوباء مصحوبة بموجة ثانية من اجراءات الاغلاق “ربما ستكون الاسوا”، وذلك على خلفية تزايد عدد المصابين بعد تخفيف تدريجي لاجراءات الحد من انتشار المرض.
ووفقا لتوصيات منظمة الصحة العالمية، فبالامكان رفع قيود الحركة على مراحل، ليتسنى لنا اختبار تأثرنا بكل مرحلة قبل انتقالنا الى انفتاح أكبر.
بامكاننا توسيع نطاق الاختبارات وتطبيق اجراءات صارمة في تتبع المخالطين للمصابين، فيتم عزل المصابين، والمخالطين اذا لزم الامر.
ويتحتم علينا على ما يبدو الاستمرار بذلك. لا مناص من اجراءات التتبع والحجر، الى ان يتوقف انتشار الفيروس، او نتوصل الى عقار ناجح.
او ربما نصل الى ما يسميه بعض الباحثين “مناعة القطيع”، وهو مسار قد يكون مكلفا بارواح ملايين الناس.
فأحد السيناريوهات المطروحة، بحسب صحيفة “الغارديان” البريطانية، هو ان نسبة الاصابات ستستمر في الصعود والهبوط، حتى يتم تطعيم معظم السكان او تطوير مناعة جماعية ضد المرض.
وفي المقابل، فان تقليل المخاطر متاح بين ايدينا بسهولة، اي في سلوكيات الناس نفسها.
ينصح الخبراء بالاستمرار باتباع بعض الاجراءات لمواجهة الموجة الثانية من كورونا، من خلال الحفاظ على التباعد الاجتماعي، غسل اليدين، ارتداء اقنعة الوجه، تجنب الحشود، غسل الملابس بانتظام، تجنب ساعات الذروة، والبقاء في المنزل في حال ظهور أعراض المرض.
ومع ذلك، فان احتمال الموجة الثانية نسبته ليست طفيفة، ويكاد يجمع الخبراء على انها ما بين متوسطة ومرتفعة، وترتبط بمستويات التدرج في الانفتاح التي سنتبعها، ومدى وعي الناس والتزامهم باجراءات الوقاية.
الموجة الثانية يؤكدها الاستاذ في كلية الطب بجامعة فاندربيلت الاميركية ويليام شافنر الذي يقول ان “موجة ثانية من الفيروسات التاجية بدأت في الولايات المتحدة، ويحتاج الناس الى البقاء حذرين”، مضيفا ان “البلاد اصبحت كلها تقريبا مفتوحة، لكن الكثير من الناس لا يحافظون على الاجراءات الصحية، لا سيما الابقاء على مسافة كافية بينهم وبين الاخرين، فضلا عن عدم ارتداء الاقنعة”.
المدير الاقليمي لمنظمة الصحة العالمية في اوروبا هانز كلوج يحذر من ان الوضع ليس افضل مما كان عليه في بداية العام 2020، وينصح بضرورة التزام اجراءات العزل بشكل مدروس.
الهيئة الفيدرالية الروسية لحماية حقوق المستهلك تتوقع ان تكون الموجة الثانية في الخريف.
جامعة هارفارد الاميركية تقول من جهتها انه في حال لم تكن الحصانة ضد فيروس كورونا دائمة، فانها ترجح ان يتجدد المرض في موجات سنوية او كل سنتين او نوبات متفرقة.
فيروس كورونا لا يعتزم ان يمنحنا ترف “اجازته الصيفية”
لكن الخبر المفرح، ان كان دقيقا، ان استاذ الصحة العامة في جامعة اوتاجو في نيوزيلندا نيك ويلسون يعتبر ان الدول التي تمكنت من القضاء فعليا على الفيروس من خلال اقامة انظمة رصد قوية لأي سلسلة تفشي جديدة، قد لا تواجه خطر موجات تفش جديدة او موجات مستقبلية نهائيا.
ومن تداعيات الموجة الثانية، يحذر مدير معهد قياسات الصحة وتقييمها في جامعة واشنطن الدكتور كريستوفر موراي، من ان ارهاق الحجر الصحي، والاثار الاقتصادية للحجر الصحي، قد تتسبب في جولة اخرى من عمليات الاغلاق، سيكون له “اثار اكبر على الشركات التي قد تكون على حافة عدم القدرة على الحفاظ على استمراريتها”.
وفيما تشير البيانات الرسمية الى ان احتياطيات البنوك المركزية على مستوى العالم فقدت اكثر من 175 مليار دولار خلال اقل من شهرين فقط، فانه بحسب صندوق النقد الدولي، فان من بين اكثر من 50 دولة من الدول الكبرى وايضا الاقتصادات الناشئة والنامية، سجلت 30 دولة منها انهيارا حادا في احتياطاتها النقدية حتى الان.
في الخلاصة ان فيروس كورونا لا يعتزم ان يمنحنا ترف “اجازته الصيفية” مثلما حذر خبير الامراض المعدية الاميركي وليام شافنر.
https://www.general-security.gov.lb/uploads/articles/82-17.pdf