“الإخوة” العرب، عواصم الغرب التي تملي علينا دروسًا حول الحرّيّات وحقوق الإنسان والحيوان، الاتّحاد الأوروبيّ الذي أمضى عقودًا وهو يجمّل سياسة “حسن الجوار” معنا، الأمم المتّحدة المختلّة التوازن، السريعة عادة في إدانة كلّ ما تتعرّض له “إسرائيل”، لبنان يشكركم على صمتكم وتلعثمكم وتواطؤ بعضكم.
بينما كانت “إسرائيل” تسقط قنابلها على المبنيَين السكنيَّين في الضاحية الجنوبيّة لبيروت وتقتل أكثر من 50 لبنانيًّا، كان الرئيس الأميركي جو بايدن يقول: “نعمل الآن من أجل إعادة “سكّان الشمال” إلى بيوتهم!
شكرًا بايدن على بلاهتك الأخيرة في أيّامك الأخيرة، وأنت تأبى إلّا أن تخرج “صهيونيًّا حقيقيًّا” مثلما تباهيت مرارًا، فتكتفي إدارتك، بصمت سفارتك العتيدة في بيروت، وبتفهّم إدارتك لحاجة “إسرائيل” لهذا العدوان على أن يكون “محدودًا”، فلا يقتل من اللبنانيين كثيرين.
شكرًا للعرب “الأشقّاء” الذين بالكاد “نسمع حسّهم” منذ تفجيرات “البيجر” وأجهزة الاتّصالات اللاسلكيّة والغارة على الضاحية، وكأنّ ما يجري “نزاع” ما في مكان ما لا يعنيهم بين “خصمَين” لا صلة لهم بهما. شكرًا يا عواصم العرب والعروبة على صمتكم، وليكتب التاريخ ذلك، فيما تتوعّد “إسرائيل” بحملة متصاعدة من العدوان على لبنان واللبنانيين.
استطلاعات العدوّ تقول “إنّ” مستوطنيه يؤيّدون العدوان على لبنان (52% يرونها حاجة، و30% لا يتّفقون معهم). زعيم معارضتهم لابيد يبارك بداية العدوان بالقول “أدعم سلاح الجوّ وجنود الجيش بما يقومون به في لبنان، لقد حان الوقت، ويجب عليهم عدم التوقّف حتى عودة سكّان الشمال لمنازلهم”.
شكرًا أنطونيو غوتيريش وأنت تجمع زعماء العالم من أجل أعمال الجمعيّة العامّة، بمن فيهم القاتل رئيس العصابة نتنياهو، لإلقاء محاضرات على البشريّة حول السلام وأهميّته، لكنّك تكتفي بالقول إنّ “ما يثير قلقي هو خطر تحويل لبنان إلى غزّة أخرى”.
لكن شكرًا أيضًا للقلّة القليلة التي تقاوم وتتضامن وترفع الصوت أو أقلّه تغضب حتى النفس الأخير. شكرًا لأنّ كثيرين صاروا يرون إخفاق هذا العالم واختلاله، بالصورة الأكثر تجلّيًا.