جورنال – جريدة الكترونية
الرياض – “جورنال”
اذا صدقت التقارير الواردة بمعظمها في وسائل اعلام اجنبية، فان ولي العهد السعودي محمد بن سلمان يواجه تحديا ربما لم يكن في الحسبان، من ابن عمه رجل الاعمال الأمير وليد بن طلال، المعتقل منذ أسابيع في “فندق الريتز” في الرياض.
ولا تنشر وسائل الاعلام السعودية تفاصيل عما يجري مع عشرات المحتجزين من امراء ووزراء ومسؤولين حكوميين ورجال اعمال في “فندق الريتز” بتهم فساد وجهتها لجنة بعد ساعات فقط على تشكيلها من جانب الملك سلمان بن عبد العزيز.
والتحدي الذي يمثله الوليد بن طلال، احد اكثر رجال العالم ثراء، انه بحسب صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية، يسعى الى التسبب بصداع لمحمد بن سلمان الذي يقف وراء حملة الاعتقالات المفاجئة، برفضه حتى الان، الخضوع للتسوية المالية التي ستجبره على دفع عدة مليارات من الدولارات والاقرار بتهم الفساد المهدد بها، مقابل الافراج عنه.
وبحسب صحيفة “التايمز” البريطانية امس، فان السلطات السعودية طلبت من الوليد بن طلال أن يدفع ما يصل إلى سبعة مليارات دولار للإفراج عنه.
اما صحيفة “الفايننشال تايمز” فقد اشارت الى إن الوليد بن طلال عرض نقل حصته التي تبلغ 95% في “شركة المملكة القابضة”، إلى الحكومة السعودية مقابل الإفراج عنه، لكن الحكومة تطالب بأن يتم الدفع نقدا أو باتفاق يشمل النقد والأسهم.
اما وكالة “بلومبرغ” الأميركية فقد اشارت الى أن مفاوضات السلطات بن طلال مع الوليدبن طلال وصلت إلى طريق مسدود، مضيفة أن بن طلال يرفض المطالبات التي ربما ستفقده “شركة المملكة القابضة”، ويقاوم أي توجه للإقرار بارتكابه مخالفات، لأن لها تأثير سلبي في سمعته.
واعتبرت “بلومبرغ” إن الأشهر القليلة القادمة ستظهر الدوافع الحقيقية لمحمد بن سلمان ونطاق سلطته.
ونقلت “وول ستريت جورنال” عن مصدر مقرب من الوليد بن طلال أنه على استعداد لطرح القضية امام محكمة حتى “يسبب صداعا” لابن عمه محمد بن سلمان. وأضاف المصدر ان الوليد بن طلال “يريد تحقيقا سليما، ومن المتوقع أن يصعّب الأمور على بن سلمان”.
وكان مسؤول سعودي رفيع المستوى اكد اليوم ما نشرته “جورنال” امس حول اطلاق سراح اثنين من أبناء الملك الراحل عبد الله، هما فيصل ومشعل، بعد أن توصلا لتسوية مالية مع الحكومة. وبحسب وكالة “رويترز” فان النائب العام السعودي سعود المعجب لم يقرر حتى الان الإفراج عن شقيقهما الأمير تركي بن عبد الله. وكان الشقيق الرابع، الأمير متعب اطلق سراحه مؤخرا بموجب تسوية قدرت قيمتها بمليار دولار.
ولا تتحدث وسائل الإعلام السعودية عن التسويات المالية التي يجري التفاوض حولها مع المعتقلين. وتشير تقارير غربية الى ان محمد بن سلمان يسعى الى انتزاع نحو 100 مليار دولار من أموال المعتقلين في “ريتز” منذ تشرين الثاني الماضي.
