شارك رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني في ندوة أقيمت في ختام حضوره مؤتمر ميونيخ للأمن في ألمانيا، اكد خلالها على دور العراق في المنطقة ومحاربة الارهاب، إضافة إلى عمل حكومته على قضايا عديدة منها مكافحة الفساد والتغير المناخي والحوار بين ايران والسعودية وحرص بغداد على استكماله.
أكد رئيس الوزراء أن “العراق لم يعد يشكل مشكلة أمنية أو سياسية أو جزءاً من مشاكل مكافحة الإرهاب، بل هو مفتاح للحل في المنطقة”، مؤكدا، أنه “حجر الزاوية لنظام إقليمي مستقر مبني على التعايش والتعاون والشراكات الاقتصادية التي تخدم المنطقة”.
وأشار السوداني إلى أن الحكومة العراقية تقوم على 5 أولويات لمكافحة الفقر، والفساد والإصلاحات الاقتصادية التي تأخذ حيزا كبيرا من الجهد لتنويع مصادر الدخل واستثمار الموارد. وتابع قائلا، “أعمل شخصياً على وضع إصلاحات هيكلية للاقتصاد وإصلاحات جذرية للنظام المالي والمصرفي ليتماشى مع النظام العالمي”، لافتاً إلى أن “العراق يعدّ التغيرات المناخية تهديداً وجودياً له، بسبب حرق الغاز المصاحب الذي لم تستثمره الحكومات السابقة، كما نضع لمشاكل التصحر وشحّ المياه أولويةً للمعالجة ونتّجه للطاقة المتجددة، بوصفها خياراً أساسيا”. وتابع قائلا أن ” الفساد زعزع ثقة المجتمع بالنظام السياسي في العراق وهو يهدد كل برامج وخطط التنمية والإعمار”، مشددا على “البدء بإصلاح المؤسسات المسؤولة عن مكافحة الفساد”.
وعن الارهاب والعلاقة مع قوات التحالف الدولي، قال السوادني أن “العراق انتصر على الإرهاب، والقوات الأمنية على درجة عالية من الكفاءة للمحافظة على الأمن”، مؤكدا أن “موقفنا واضح وصريح، وهو عدم الحاجة لقوات قتالية من التحالف الدولي، لكننا نحتاج الاستشارة والتدريب والتبادل الأمني، ونعمل على تحديد أعداد مستشاري التحالف الدولي في العراق بشكل يحافظ على سيادة بلدنا وهي رؤية تحظى بقبول شعبي وسياسي “.
كما اشار الى أهمية الإصلاحات في القطاع الأمني الذي لم يشهد مثلها منذ سنوات، مؤكدا أن “القوى السياسية داعمة لعملية إصلاح المؤسسات الأمنية وهي إحدى نقاط الاتفاق السياسي لتشكيل الحكومة”.
ولفت السوداني إلى أن الوضع الأمني في سوريا يمثل تحدياً للعراق بما فيه وجود مخيم الهول والسجون التي تضم عددا كبيرا من الإرهابيين، موضحا بأن “مخيم الهول يضم 60 ألف شخص نصفهم عراقيون، والحكومة تقوم بإعادة 150 عائلة عراقية شهرياً وإدخالها في مخيم الجدعة لتأهيلها أمنياً ونفسياً، لاسيما أن استمرار وجود العوائل في مخيم الهول يمثل خطراً على المنطقة، ودور المنظمات في دعم العوائل العائدة من مخيم الهول دور خجول”، ومبينا أن ” العراق سحب عدداً كبيراً من المواطنين من مخيم الهول ونأمل أن تقوم دول العالم بالمثل”.
وحول العلاقة مع أربيل، قال “قطعنا شوطاً مهماً في تذليل العقبات بين بغداد وأربيل وسننهي هذا العام تشريع قانون النفط والغاز”، مضيفا إلى “الحاجة لدعم المجتمع الدولي في استرداد المطلوبين من الإرهابيين وإيقاف التمويل القادم من أوروبا وغيرها”.
ووصف السوداني الولايات المتحدة بأنها شريك استراتيجي للعراق من خلال إتفاقية الإطار وليست شريكا أمنيا فقط، وقال أن “إيران جار تربطنا به علاقات تاريخية في مختلف الأصعدة وإقامة العراق علاقة متوازنة مع أمريكا وإيران أمر مقبول وفق قاعدة المصالح الوطنية للعراق”. وأكد إلى استمرار المساعي للتقريب بين السعودية وإيران والعودة قريبا للقاءات التي توقفت بين الطرفين.
وحول خطوات مكافحة الفساد، اكد السوداني “إننا قمنا باسترداد الأموال والمطلوبين وهو أمر يحدث لأول مرة بعد 2003، وطلبت من مدير الانتربول المزيد من التعاون في استرداد المطلوبين والأموال وإن جزءاً من أموال الفساد في العراق يذهب لتمويل الإرهاب منذ 2003”.
وأشار خلال الندوة أن ” هناك لجاناً تعمل على مشاريع اقتصادية تمثل شراكات منتجة بين العراق والأشقاء في المنطقة وباقي العالم والعراق منفتح على كل الدول في مجال الشراكات الاقتصادية”، مشيرا إلى أن ” كبريات الشركات العالمية في كل القطاعات تقوم بعمليات استثمار في العراق، وهناك قانون للاستثمار هو الأفضل في المنطقة، والتأكيد على الاستثمار في الغاز الذي سيمدّ سوق الطاقة في العالم”، فالحكومة، بحسب السوداني، تقوم بمراجعة شهرية لبيئة الاستثمار وتحسينها من خلال القرارات والتشريعات في العراق، والعمل على إشراك القطاع الخاص في المجلس الوزاري الاقتصادي.
كما شدد رئيس الوزراء العراقي على اهمية “اغلاق ملف النزوح ضمن أولويات الحكومة، وهناك الكثير من النازحين استقروا في إقليم كردستان، وتم تخصيص مشاريع في موازنة 2023 لإعمار سنجار وسهل نينوى”. كما لفت إلى العمل على حل مشكلة الاتجاه للتوظيف في القطاع الحكومي حصراً، والبرلمان بصدد التصويت على قانون التقاعد الموحد الذي سيمثل إصلاحاً هيكلياً مهما، واشار إلى وضع 400 مليون دولار في صندوق القروض الصغيرة لتقديمها بشكل ميسّر للشباب.
أما عن دور المرأة فأكد السوداني أن “المرأة العراقية كانت جزءاً من ملحمة الصمود ضد داعش، والحكومة تعمل على تفعيل عمل دوائر تمكين المرأة “، مشيرا إلى أن العراق “ملتزم بالاتفاقيات الدولية الخاصة بدعم المرأة والأسرة، والمرأة تشارك بشكل فعال في الحياة السياسية العراقية من خلال وجود 82 إمراة في البرلمان”.