الرئيسية » العالم والخليج » سوريا » رياضيون سوريون يتحدثون  ل “لجورنال” : نستحق الحياة

رياضيون سوريون يتحدثون  ل “لجورنال” : نستحق الحياة

دمشق – وسام عبدالله

 

أغلقت يوم أمس عيون السوريين على حلم التأهل إلى نهائيات كأس العالم، بكل ما حملته الأسابيع السابقة من مساحة مشتركة جمعت الكثير من السوريين في تشجيع منتخب بلادهم. ولتفتح العقول مرة جديدة على أهمية الرياضة ودور الرياضيين الممكن، ليس ضمن الملاعب فقط، وإنما في المجتمع الذي يعيش ويلات الحرب بمختلف انقساماتها.

ويليام حداد لاعب المنتخب السوري لكرة السلة يقول ل”جورنال” ان “الرياضة في كل دول العالم لها دور تثقيفي مربي للأجيال، وهذا ما كان ينقصنا قبل الازمة، عدم الاهتمام بالرياضة بشكل كامل وتوعية مجتمع لضرورتها ودورها، وخلال الازمة من الضروري أن يكون لها دورها إيجابي في توحيد سوريا بكل أطيافها، وهذا ما شهدناه في الفترة الاخيرة، ولولا الرياضة ما كان الكثير من الناس في العالم تعرفوا أننا في سوريا وفي كثير من المناطق أننا نستطيع أن نعيش حياتنا”.

ويتابع حداد قائلا “الرياضة تمثل واجهة لكل لبلد ومن خلال الرياضة نستطيع أن نثقف ونوعي المجتمع بأكمله بدل أن ينحرف أخلاقيا، عن طريق التربية الرياضة نستطيع أن نربي جيلا صاعدا، لهذا مختلف دول العالم تهتم بها لتوعية مجتمعاتها”.

يعتبر الكثير من متابعين الرياضة في سوريا بأن هناك استسهال في متابعة تطويرها في مختلف المجالات وتكثير الانتقادات واسبابها من الفساد أو عدم الادارة السليمة للملف الرياضي. ويشير حداد أن أهم الخطوات هو تفعيل دور الرياضة في المجتمع والاهتمام بكافة تفاصيلها من المدارس إلى الجامعات والمؤسسات التابعة لأي قطاع.  ويقول انه “حين ننشر الرياضة سوف نحصل على تجاوب من الناس بشكل ايجابي لتطوير الرياضة المحترفة وخاصة للصغار، وهنا دور الاعلام الرياضي لأهميته الكبيرة، فمن الضروري أن يكون مكثف وفعال وليس فقط أوقات المباريات”.

وعن دور الرياضة في جمع السوريين يقول “الرياضة هي الامر الوحيد الذي يجمع السوريين، نرى المؤيد والمعارض، يشجعون النادي ذاته، وشجعوا المنتخب… الاهم أن رسالة المنتخب او الرياضة أنها للجميع وليست حكراً لأي شخص لأنها تمثل بلداً كاملاً وتمثل الانسان السوري بقوته و بوجوده رغم كل ما حدث في سوريا”.

ربما لم يحقق المنتخب السوري الحلم في الوصول إلى كأس العالم او أن يحقق منتخب كرة السلة كأس آسيا، ولكن على صعيد باقي الألعاب يحقق الرياضيون السوريون إنجازات على المستوى العالمي، في رياضات لا تعتبر شعبية بالنسبة للسوريين فلا تأخذ حقها بالكامل. لاعب المنتخب السوري لألعاب القوى مجد الدين غزال أحرز الميدالية الذهبية  لمسابقة الوثب العالي في دورة الألعاب الآسيوية للصالات والفنون القتالية المقامة في تركمانستان. يتحدث مجد الدين ل”جورنال” عن أهمية الرياضة في كل الاوقات وخاصة في زمن الازمة، فيقول “أننا نمثل بلدنا في الخارج، نظهر بأن سوريا موجودة في كل مكان، وأننا قادرون ان نحقق انتصارات على جميع الجبهات ان كانت رياضية او سياسية او عسكرية وغيرها”. ويتابع انه “على مستوى المجتمع، الرياضة تعيد الثقة للناس بأنفسهم، الحرب علمتنا الكثير والظروف قوتنا رغم كل المصاعب التي مررنا بها “.

يوضح مجد الدين أن الرياضة هي ثقافة وفي سوريا حاليا هي بعيدة عن المجتمع الذي لديه أولويات، كأن ترجع معيشة الانسان كما كانت وكيفية حياته اليومية، ولكنها تبقى مساحة تجمع السوريين. ويقول “لدينا مثال كرة القدم كيف ان الشعب شكل يدا واحدة، وهو من كافة المحافظات والطوائف، واستطاع أن يجمع الناس على اسم سوريا ودفع الناس للتفاعل معه “. ويشير مجد الدين إلى تجربته الخاصة، فقد يكون نوع الرياضة التي يمارسها لا تتمتع بالشعبية على المستوى الداخلي، ولكن حين يتوجه لتمثيل سوريا في الالعاب الدولية يتلقى الكثير من رسائل الدعم من مختلف السوريين وهو ما يعتبره يشكل أرضية مشتركة استطاع من خلال الرياضة وما حققه من إنجازات إن يجمع السوريين حولها.

وفي مجال آخر، السباحة السورية بيان جمعة التي شاركت في مسابقات دولية وأحرزت ألقاب منها ذهبية 50 متر في بطولة الجائزة الكبرى المقامة في التشيك، تعتبر أن للرياضة فعلا إيجابيا خلال الحرب، وتقول “استطعنا كرياضيين دائما ان نرفع علمنا في المحافل الدولية واثبتنا أننا شعب قوي، والرياضة حالة تساعدنا للخروج من المأساة التي نعيشها، ان كان من يمارسها بشكل احترافي او هواة، حتى من يشجعنا تساعدهم للخروج من الحالة الصعبة حين يتابعون إنجازات الرياضيين”.

وتوضح بيان أهمية أن يكون الاهتمام  بالرياضة السورية عن طريق المدارس لأنها تشكل الاساس في التطور، ففي الخارج يعتمدون على الرياضة المدرسية والجامعية في تأسيس الاجيال والرياضة،  وعن دور الرياضة في المجتمع تقول “من خلال الرياضة يصبح لدينا قضية تجمع السوريين، اكبر مثال على ذلك هو المنتخب السوري لكرة القدم كيف كانت سوريا في قلب واحد لحلم كأس العالم، وغير المنتخب مثل فراس معلا في السباحة ومجد الدين غزال في ألعاب القوى وما تلقوه من دعم كبير، وهو ما يكون واضحا على مواقع التواصل الاجتماعي في الدعم الذي نتلقاه من السوريين في الداخل والخارج”.

 

 

عن جورنال