وفقا لتقرير البنك الدولي لعام 2016، يحتاج العالم إلى إنتاج المزيد من الغذاء بنسبة 50٪ على الأقل لإطعام تسعة مليارات نسمة بحلول العام 2050.
ولكن تغير المناخ يمكنه أن يخفض غلة المحاصيل بنسبة تزيد على 25٪. ويستمر استنزاف الأرض والتنوع البيولوجي والمحيطات والغابات، وغيرها من أشكال الموارد الطبيعية بمعدلات غير مسبوقة. ويقول التقرير إن فقراء العالم سيكونون في خطر إذا لم نغير طريقة إنتاج غذائنا وإدارة الموارد الطبيعية والأمن الغذائي.
على مدى العقدين اللذين سبقا الألفية الجديدة، ازداد الطلب العالمي على المواد الغذائية ازديادا مطردا مع النمو في عدد سكان عالم، وسجل المحاصيل، وتحسن المداخيل، وتنويع الأنظمة الغذائية. ونتيجة لذلك، واصلت أسعار المواد الغذائية الانخفاض خلال العام 2000. ولكن ابتداء من العام 2004، بدأت أسعار معظم الحبوب في الارتفاع. وعلى الرغم من وجود زيادة في الإنتاج، إلا أن الزيادة في الطلب كانت أكبر.
واستنزفت المخزونات الغذائية. وبعد ذلك، في العام 2005، تأثر الإنتاج الغذائي كثيرا بسبب الأعراض الجوية الشديدة في الدول الرئيسية المنتجة للغذاء. وبحلول العام 2006، كان إنتاج الحبوب في العالم قد انخفض بنسبة 2.1 في المائة. وفي العام 2007، أدت الزيادات المتلاحقة في أسعار النفط إلى زيادة أسعار الأسمدة وغيرها من تكاليف انتاجات المواد الغذائية.
وبوصول أسعار المواد الغذائية الدولية إلى مستويات غير مسبوقة، سعت البلدان إلى طرق لحماية نفسها من إمكانية النقص في الأغذية وصدمات الأسعار. وفرض عديد البلدان المصدرة للمواد الغذائية قيودا على الصادرات. وبدأ بعض المستوردين الرئيسيين بشراء الحبوب بأي ثمن للحفاظ على الإمدادات المحلية.
وأدى الارتفاع الكبير في أزمة أسعار الغذاء العالمية إلى قيام المجلس التنفيذي للأمم المتحدة بإنشاء فريق العمل رفيع المستوى المعني بأزمة الأمن الغذائي العالمية في نيسان/أبريل العام 2008. ويهدف الفريق أساسا إلى تعزيز الاستجابة الشاملة والموحدة من المجتمع الدولي للتحدي المتمثل في تحقيق الأمن الغذائي والتغذية العالمي.
وبينما استمر التقدم في مكافحة الجوع، لا أن الكثير من الناس لا يزالون يفتقرون إلى الغذاء الذي يحتاجونه من أجل التمتع بحياة نشطة وصحية.
وتشير آخر التقديرات المتوفرة إلى أن حوالي 795 مليون شخص في العالم – أي ما يزيد قليلا عن واحد من بين كل تسعة أشخاص يعانون من نقص التغذية بين عامي 2014-2016 . وهذا يعني أن شخصا واحدا من بين تسعة الناس لا يحصلون على ما يكفي من الغذاء ليعيشوا حياة نشطة وصحية. في الواقع، يشكل الجوع وسوء التغذية الخطر الاول على الصحة على المستوى العالمي – وهذا أكبر من خطر الإيدز والملاريا والسل معا.
(جورنال عن الأمم المتحدة)