الرئيسية » العراق » المالكي في الكويت.. خطوة نحو مقتدى الصدر؟

المالكي في الكويت.. خطوة نحو مقتدى الصدر؟

 

الكويت-“جورنال”

 

الزيارة التي بدأها نائب الرئيس العراقي نوري المالكي الى الكويت ويلتقي خلالها بعدد من المسؤوليين على رأسهم امير الكويت الشيخ صباح الاحمد، قد تساهم في نجاح الكويت في تقريب وجهات النظر بينه وبين السيد مقتدى الصدر.

وتأتي هذه الزيارة على بعد شهر تقريبا على زيارة السيد مقتدى الصدر الذي كانت كلتلته البرلمانية “سائرون” قد حققت الفوز في الانتخابات النيابية العراقية مؤخرا من دون ان تمتلك الاغلبية لتشكيل حكومة جديدة خلفا لحكومة رئيس الوزراء المنتهية ولايتها حيدر العبادي.

ويتردد في الاوساط الكويتية ان زيارة المالكي كانت قد تأخرت لعدة ايام بسبب الاحتجاجت الشعبية التي شهدتها المناطق الجنوبية في العراق على خلفية المطالبة بمكافحة الفساد في الخدمات المقدمة للمدن الجنوبية وبالتحديدة البصرة، قبل ان تتدخل الكويت بتقديم مساعدات عاجلة شملت الوقود لتشغيل محطات توليد الكهرباء بالاضافة الى ١٧ مولدا كهربائيا متنقلا. https://journal-lb.com/article/2637

ومن المتوقع ان يحاول الجانب الكويتي لعب دور وسيط لتقريب وجهات النظر  بين المالكي والصدر في ظل القطيعة السياسية بين الرجلين، خصوصا انها الدولة الوحيدة المؤهلة للعب هذا الدور في ظل رفض الصدر المسبق لاي وساطة ايرانية لتسهيل ولادة الحكومة العراقية التي من المستبعد ان تكون بعيدة عن مشاركة احزاب ذات ثقل بارزة على رأسها  حزب الدعوة بشقيه دولة القانون وتحالف النصر.

وعلى الرغم من عدم تحقيقه  للاغبيلة النيابية في الانتخابات، الا ان المالكي لايزال يتمسك بأمل تسميته رئيسا للوزراء في حكومة ائتلافية خصوصا انه يحظى بعلاقة ممتازة مع تحالف الفتح برئاسة هادي العامري بالاضافة الى امكانية نيله لعدد من اصوات المتحزبين في “الدعوة” في “تحالف النصر”، وهو كان قد عمد الى اجراء اتصالات لتفاهمات سياسية مع الاحزاب الكردية الفائزة بالاضافة الى بعض الاحزاب الصغيرة الاخرى، لكنه في المقابل يصطدم برفض واسع النطاق من قبل دول الخليج العربي وعلى رأسهم السعودية والامارات لما اعتبروه من سياسة طائفية خلال رئاسته للوزراء في دورتين سابقتين، وعلى العكس تماما يجد قبولا من ايران وسوريا ومن خلفهم روسيا .

ومن المستبعد ان يقدم المالكي ضمانات الى الخليج من خلال هذه الزيارة، لكنه في المقابل سيستمع الى وجهات نظرهم حول اماكنية ايجاد قبول له للعودة الى المنصب الاهم في العراق، اضافة الى معرفة امكانية لعب الكويت لدور الوسيط بينه وبين الصدر.

ويعتقد المالكي ان عوامل خارجية عديدة سترجح كفته في الفوز برئاسة الحكومة المقبلة، من بينها انتصار تحالف محور المقاومة في الحرب السورية وكذلك توسع نطاق الخلافات في الازمة الخليجية التي قد تشكل كسرا لحاجز الرفض له من قطر وربما عمان والكويت بدرجة اقل، مع التشديد على رأي المرجعية العليا في النجف الاشرف بعدم وضعها لأي “فيتو “على اسم رئيس الوزراء المقبل من بينها المالكي نفسه على الرغم من تصوير المنافسين له بأن رأي المرجعية بضرورة اختيار شخصيات جديدة هو بمثابة الرفض له ولرئيس الوزراء الحالي حيدر العبادي.

ويعتقد أن الكويت تجد في اختيار شخصية سياسية جديدة لرئاسة الحكومة هو أفضل السبل لتقريب وجهات النظر لتشكيل حكومة جديدة في العراق، لكنها لن تقدم اي من هذه الاسماء لنوري المالكي كما حدث خلال زيارة مقتدى الصدر في رمضان الماضي.

 

 

 

عن جورنال