اعتبر الإعلامي السعودي جمال خاشقجي ان التظاهرات الإيرانية التي تدخل اسبوعها الثاني، وتحظى بتغطية إعلامية مكثفة من وسائل الاعلام السعودية، تجعلك تعتقد ان نظام مرشد الجمهورية علي خامنئي، سيتهاوى، لكن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان هو الذي يتحتم عليها القلق مما يجري.
وفي مقال في صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية، كتب الإعلامي السعودي انه بعد فشل محاولات اجهاض الاتفاق النووي الإيراني، وفيما طهران تلعب دورا مهيمنا في كل من اليمن والعراق وسوريا ولبنان، “اصبح للعربية السعودية حليف جديد وغير متوقع :الشعب الإيراني”.
وبعدما أشار خاشقجي الى ان تأثير السعودية كما تأثير إدارة ترامب، لن يكون فاعلا بين الإيرانيين، ذكر بان “الإيرانيين شعب ثائر، وقام بستة ثورات وتغييران أنظمة حكم خلال القرن الماضي”.
واضف “لهذا لن يتأثر ال 80 مليون إيراني بهيستيريا الاعلام السعودي”. وتابع ان المتأثر الفعلي هم ال30 مليون سعودي.
وعلى الرغم من انه أشار الى انه كان من الطبيعي ان يطلق السعوديون أجراس الإنذار إزاء الادوار الإيرانية التوسعية، في ظل “فشل السياسات في كل من العراق وسوراي ولبنان واليمن، والتي أدت الى نشوء هلال شيعي يمتد من البحر المتوسط الى طهران (بطول يعادل حدود تكساس مع المكسيك)”. وأشار الى ان محمد بن سلمان حذر أيضا من هذا “الهلال” وأيضا من النفوذ الإيراني في كل من السودان وباكستان وجيبوتي.
وبعدما اعتبر خاشقجي انه من المبكر معرفة الى اين ستذهب الاحداث الحالية في ايران، الا انه قال ان “نجاح المتشددين في قمع الاحتجاجات، يعني انهم سيواصلون سياساتهم التوسعية، والتي قد تعني تصعيدا للمواجهة مع السعودية”.
وفي حين قال خاشقجي ان محمد بن سلمان يعارض في العموم فكرة التغيير من القاعدة الى القمة، مذكرا بان الكاتب الأميركي توماس فريدمان سبق له ان أشاد برؤية محمد بن سلمان حول هندسة تغيير من القمة الى القاعدة ك”ربيع عربي” بديل، أضاف ان “الوقت قد حان امام بن سلمان للتحرر من خوفه من الديموقراطية والربيع العربي الحقيقي، وأيضا من قلقه المشروع من التوسعية الإيرانية. فما الذي سيمنع السعوديين من التساؤل لماذا يحق للايرانيين فقط الاحتفال بالحريات والديموقراطية والعدالة؟”.
وتابع فكرته قائلا “العديد من السعوديين سيرون انه من التناقض بالنسبة لوسائل اعلامهم ان تشيد بالايرانيين لاحتجاجهم على زيادة الأسعار في ايران، فيما يحرم السعوديون من الاحتجاج على مضاعفة أسعار الوقود وفرض ضريبة القيمة المضافة للمرة الأولى في البلد”.
واذار الى ان صالح الشيحي، وهو كاتب معروف، اعتقل في الأسبوع الماضي فقط لانه ظهر على التلفزيون ودافع عن حق الناس في الاعتراض.
وخلص الى القول انه “من المفارقة ان هذه التظاهرات تتزامن مع مع الذكرى السابعة لثورة 25 يناير المصرية التي غيرت وجه العالم العربي، وربما سيجرؤ بعض العرب والسعوديين على القول انهم هم أيضا يريدون البعض من هذه الحرية الإيرانية”.
(جورنال)