اكد رئيس مجلس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني اليوم رفض العراق لأن تكون الأراضي العراقية منطلقاً للاعتداء على أيّ من دول الجوار، وذلك خلال محادثاته مع أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني فيما وقع البلدان محضرا أمنيا مشتركا.
وبحث السوداني مع شمخاني والوفد الايراني المرافق له، العلاقات بين البلدين، والأوضاع الأمنية والسياسية في عموم المنطقة، وسبل تعزيز أمنها واستقرارها، حيث اكد السوداني موقف العراق الثابت الرافض لأن تكون الأراضي العراقية منطلقاً للاعتداء على أيّ من دول الجوار.
وشدد السوداني على رفضه القاطع أن تكون أرض العراق مسرحاً لتواجد الجماعات المسلحة، أو أن تكون منطلقاً لاستهدافها، أو أيّ مساس بالسيادة العراقية.
وخلال اللقاء، جرى استعراض تقدّم اتفاق التفاهم الأخير المبرم بين ايران والسعودية، حيث أكد السوداني ترحيب العراق بهذا الاتفاق واستعداده لتقديم كل ما يعزز استقرار المنطقة.
ومن جهته، جدد شمخاني شكره للدور العراقي على هذا المسار، كما نقل تحيّات الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى السوداني، وتأكيده رغبة إيران في تطوير العلاقات الثنائية، لما فيه مصلحة الشعبين الصديقين.
وبرعاية رئيس الحكومة العراقي، جرى توقيع محضر أمني مشترك بين البلدين، حيث وقّعه عن الجانب العراقي مستشار الأمن القومي السيد قاسم الأعرجي، وعن الجانب الإيراني شمخاني، ويتضمن المحضر التنسيق في حماية الحدود المشتركة بين البلدين، وتوطيد التعاون المشترك في مجالات أمنية عدّة.
وكان السوداني شارك في وقت سابق في افتتاح مؤتمر حوار بغداد الدولي، وقال في كلمته ان استضافة المؤتمر تدل على ان العراق استعاد مكانته الطبيعية حاضنا للحوارات والمؤتمرات.
وقال السوداني ان الحكومة العراقية رسمت برنامجاً طموحاً وشاملاً يعملُ على النهوضِ بالعراق، والسيرِ بهِ نحوَ استثمارِ كلِّ ثرواتهِ وطاقاتهِ وتوظيفِها لتعويضِ ما فاتهُ من سنواتِ الخراب، مضيفا ان “الاهم هنا، هو السير بالعراق إلى ضفافِ الهدوءِ السياسي بعيداً عن الخلافاتِ التي عطلتنا كثيراً عن خدمةِ أبناءِ شعبِنا الذين طالَ صبرُهم علينا. فعقدنا العزمَ، وتوكلنا على الله، لننجزَ ما تلكأَ إنجازَه، ونبني ما تمَّ التخطيطُ له”.
وتابع قائلا “ننطق من الثقة بمقدراتِ البلدِ لتحريكِ مفاصلِ الاقتصادِ وخلقِ فرصِ عملٍ جديدة، وتطويرِ الخدماتِ ومكافحةِ الفقرِ وتوسيعِ دائرةِ المشمولين بالرعايةِ الاجتماعية، واحياءِ الضمانِ الصحي”، مشيرا الى ان القطاع الخاص يشارك في هذا البرناج، بعدما منحناه دوراً مهماً في الموازنةِ الاستثنائيةِ التي صوّتنا عليها لثلاثِ سنواتٍ في خطوة جريئة، تعبيراً عن رؤية واضحة تؤسس لمرحلة جادة ومختلفة، ولتنطلق حركة الإعمارِ والتي سنتابعُها بدقة، سواءٌ عبر ِالمتابعةِ الشخصية أم عبر اللجانِ الحكوميةِ التي شكلناها.
واكد السوداني انه “لن نتهاونَ هنا مع أيِّ تراجعٍ أو تلكؤٍ أو خللٍ قد يتسببُ باستغلالِ مالِ الشعبِ لمصالحَ ذاتيةٍ أو حزبيةٍ أو فئوية. فالثروةُ الوطنيةُ ملكُ العراقيين جميعا”، مضيفا بالقول “عازمون على مكافحةِ جائحةِ الفساد، تلك المعركةُ الكبرى التي إنْ تهاونّا فيها خسرنا كلَّ معاركِنا الأخرى”.
واعتبر السوداني ان “التحديَ الأكبرَ هو استعادةُ ثقةِ المواطنِ التي تراجعت نتيجةَ ضعفِ الأداءِ وكَثرةِ الوعودِ والأقوالِ وقلّةِ الأفعالِ والإنجاز”.
ولفت رئيس الوزراء العراقي الى ان “الماضي بكلِّ ما فيهِ من محنٍ وخراب، قد صارَ درساً مهماً لنا اليومَ لنثبتَ، لأنفسِنا وللعالمِ أجمع، أنَّ العراقَ مهما تسلقت على ظهرهِ المحن، ومهما خذلتهُ أقدارهُ بسببِ الدكتاتوريةِ وسوءِ الإدارة، فإنَّه يمتلكُ الإرادةَ والمقوماتِ على النهوضِ والعودةِ إلى حيثُ الأماكنُ الي تليقُ به”.