حقق رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني حصيلة حافلة من مشاركته في مؤتمر ميونيخ للامن، حيث عقد خلال 28 ساعة نحو 26 اجتماعا مع قيادات وشخصيات سياسية وامنية عالمية، ارتكزت رسائلها العراقية على التأكيد على ان امن العراق ضمانة للامن الاقليمي، وعلى اهمية استقراره كعامل جذب للشركات والاستثمار، واولوية الاصلاحات الجارية ومكفاحة الفساد.
وكان اول اللقاءات للسوداني عقد يوم الخميس الماضي، مع المدّعي العام في المحكمة الجنائية الدولية كريم خان، حيث ذكر بيان مجلس الوزراء العراقي أنه جرى في اللقاء “مناقشة الجهود المتواصلة التي يقوم بها فريق التحقيق الدولي بجرائم داعش (اليونيتاد)، في مجال التحقيق بالجرائم الوحشية التي ارتكبها تنظيم داعش الإرهابي بحق المدنيين العزّل في العراق، وملاحقة مرتكبيها وضمان عدم إفلاتهم من العقاب، وتحقيق العدالة لضحايا تلك الجرائم والناجين منها”.
كما تبادل السوداني مع المديرة التنفيذية لمجموعة الأزمات الدولية كومفورت إيرو، البحث في تعزيز الشراكات الدولية لمواجهة مختلف التحديات والأزمات العالمية، الاقتصادية والأمنية فضلا عن مشاكل التغيرات المناخية، والعمل المشترك للتصدي لها والتخفيف من آثارها.
وتابع السوداني لقاءاته، فشهد حواره مع رئيس وزراء جمهورية أرمينيا، نيكول باشينيان، تفاهما لتفعيل اللجان المشتركة بين البلدين، في مجالات السياحة والصناعة والطاقة، وأعرب السوداني لنظيره الأرميني، عن “رغبة العراق في الانفتاح على جميع الدول الشقيقة والصديقة، وعلى التعاون الإقليمي والدولي”.
ومن الوفود العربية المشاركة في المؤتمر، كان لقاء مع وزير الخارجية في دولة الكويت الشيخ سالم عبد الله الجابر الصباح، وأكد الجانبان خلاله، على “الروابط الأخوية والمشتركة التي تجمع العراق والكويت، والتطلع إلى المزيد من التعاون البنّاء، وتعزيز علاقات الشراكة المثمرة في المجالات الاقتصادية المتنوعة”.
كما استعرض السوداني مع رئيس مجلس القيادة الرئاسي في الجمهورية اليمنية رشاد محمد العليمي، مجمل القضايا العربية والإقليمية، وجوانب دعم الأمن والاستقرار في المنطقة. كما التقى السوداني في مقر إقامته، رئيس وزراء السلطة الفلسطينية محمد أشتية، حيث أكد الجانب العراقي موقفه الثابت والمبدئي إزاء القضية العادلة للشعب الفلسطيني، واكد أشتية إلى “أهمية تنمية العلاقات بين الشعبين الشقيقين، وثمّن مواقف العراق الداعمة للأمن والاستقرار المستدام في المنطقة”.
ومن القضايا التي حملها الوفد العراقي مسألة مكافحة الفساد، حيث بحث مع الأمين العام لمنظمة الشرطة الجنائية الدولية الانتربول يورغن شتوك، سبل تقديم الدعم في مجال التدريب وبناء القدرات للكوادر العاملة في المقر الرئيس ومكاتب الانتربول المستحدثة في المنافذ الحدودية، فضلا عن التعاون في مجال تبادل المعلومات الأمنية مع البلدان الأعضاء في المنظمة الدولية، وأكد السوداني، أن “سرقة المال العام واستخدام النظام المالي العالمي لتهريب وغسيل الأموال يُعد جريمة دولية عابرة للحدود، وقد ألحقت الضرر بالعراق، إلى جانب كونها من أهم ممكّنات الإرهاب”، موضحا أن “سرقة المال العام من أهمّ التحديات التي تواجه العراق، وأن مكافحة الفساد من ضمن أولويات البرنامج الحكومي”، مضيفا أن “إجراءات الحكومة تتطلب تعاوناً من المنظمة، خصوصاً في مسألة التعامل مع الطلبات التي تُقدم بخصوص الجرائم المالية”.
وذكر مكتب رئيس الوزراء العراقي ان السوداني اجتمع مع وزير خارجية بريطانيا جيمس كليفرلي، حيث استعرضا العلاقات الثنائية وسبل تنميتها بين البلدين، وبحثا تطورات الأوضاع الإقليمية والدولية، فضلا عن مناقشة تدعيم أطر التعاون والشراكة في مختلف المجالات والقطاعات الاقتصادية والثقافية والتعليمية، وفي مجالي الطاقة والاستثمار.
الى ذلك، استقبل السوداني، رئيسة المفوضية الأوروبية أورسال فوندرالين، وأكد السوداني، “رغبة العراق في عقد شراكات تنموية متطوّرة مع دول الاتحاد في مختلف المجالات”، موضحا أن “لقاءاته بقادة ألمانيا وفرنسا وإيطاليا تأتي على مسار التعاون الاقتصادي، وبناء أواصر التعاون لمواجهة التحديات الاقتصادية وتأثيرات التغيّر المناخي وبناء الاستقرار والتنمية المستدامة”.
وأشار خلال اللقاء إلى الاتفاقية الإطارية بين وزارة المالية العراقية وبنك الاستثمار الأوروبي، والانفتاح على استثمارات الشركات الأوروبية ومساهمتها في القطاع الخدمي بالعراق، مؤكدا على “أهمية دعم الاتحاد الأوروبي جهود الحكومة في مكافحة الفساد واسترداد المطلوبين والأموال المسروقة”.
ومن جهتها، أعربت فوندرالين عن “دعمها لرئيس الوزراء وقرارته الإصلاحية، وعن إقبال عموم دول الاتحاد الأوروبي على التعاون والتبادل مع العراق، في ظلّ الشراكات طويلة الأمد”. وأكدت على “جدية الدول الأوروبية في إيجاد شراكات حقيقية في مجالات الطاقة والطاقة المتجددة”.
وبالاضافة الى ذلك، عقد لقاء مع رئيسة الوزراء الدنماركية ميتي فريدريكسن، جرى خلاله استعراض سبل توثيق علاقات التعاون والصداقة بين البلدين.
وعقد السوداني لقاء مع وزير الخارجية الاميركي أنتوني بلينكن، بحثا خلاله “ملفات العلاقات الثنائية، وسبل تعزيزها وتنميتها على مختلف الصُّعد والمجالات، بما يعزز قدرة العراق على مواجهة التحديات الاقتصادية ومتطلبات التنمية”. وأكد الجانب العراقي على “إيلاء العراق أولوية خاصة للإصلاحات الاقتصادية، وتركيز الحكومة على تنمية قطّاع الطاقة، وإنشاء شراكات تنموية واستثمارية في قطّاع الغاز”، لافتاً الى أن “العراق يرغب بتوطيد التعاون مع الولايات المتحدة لمحاربة الإرهاب، في إطار تقديم التدريب والمشورة وتبادل المعلومات للقوات الأمنية العراقية، بما يحفظ سيادة العراق واستقلاله”.
https://twitter.com/IraqiPMO/status/1626886486325960704/photo/1
ومن جهته، أشاد بلينكن، بحسب البيان، “بالخطط الحكومية العراقية للإصلاح والتنمية، ومنح قطّاع الطاقة أولويةً في العمل والتطوير”، مؤكداً أن “حكومة الولايات المتحدة تثمن دور العراق الإقليمي في تثبيت الاستقرار”.
واستقبل السوداني الرئيس التنفيذي لشركة “سيمنز” الألمانية للطاقة کريستيان بروخ، وشهد اللقاء استعراض تنفيذ مذكرة التفاهم بين وزارة الكهرباء وشركة “سيمنز” الموقعة بين الطرفين، والتي تهدف إلى وضع خطة متكاملة لمنظومة الكهرباء في العراق من خلال إنشاء محطات توليد جديدة، وأعمال صيانة طويلة الأمد.