الرئيسية » مانشيت » السينما السعودية: اغلقها ملك واعادها ملك !

السينما السعودية: اغلقها ملك واعادها ملك !

الرياض – “جورنال”

 

لم تكن السينما محظورة بالكامل ولا مسموح بها في الوقت ذاته. تشهد المملكة بعض العروض هنا وهناك، في مناسبات خاصة او مغلقة، لكن دور السينما لا تفتح للعامة، مثلما كان قائما في مرحلة السبيعنات من القرن الماضي.

والآن بعد حظر استمر نحو 35 سنة، تعلن وزارة الثقافة السعودية عن فتح أبواب السينما، بعد اعداد القوانين الخاصة بذلك. ومع ذلك اختلف السعوديون حول الخطوة، ما بين قرار المنع في عهد الملك خالد، وقرار السماح في عهد الملك سلمان، لتدخل السعودية عالم السينما، او صالات المشاهدة، في القرن ال21.

 

وفي وقت سابق اليوم، أعلن مجلس إدارة الهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع، في السعودية، برئاسة وزير الثقافة والإعلام عواد بن صالح العواد، في الموافقة على إصدار تراخيص للراغبين في فتح دور للعرض السينمائي بالمملكة.

والخطوة مرتبطة تماما برؤية ولي العهد الأمير محمد بن سلمان الذي تعهد بتوسيع افاق المشهد الثقافي والترفيهي في المملكة التي باتت تشهد حفلات غنائية مختلطة للمرة الأولى.

ومن المقرر البدء بمنح التراخيص بعد الانتهاء من إعداد اللوائح الخاصة بتنظيم العروض المرئية والمسموعة في الأماكن العامة خلال مدة لا تتجاوز 90 يوماً.

 

 

وذكرت وزارة الثقافة والإعلام في بيان “سيخضع محتوى العروض للرقابة وفق معايير السياسة الإعلامية للمملكة”. وأضافت أن “العروض ستتوافق مع القيم والثوابت المرعية، بما يتضمن تقديم محتوى مثرٍ وهادف لا يتعارض مع الأحكام الشرعية ولا يخل بالاعتبارات الأخلاقية في المملكة”.

وكان السؤال المحير بالنسبة الى كثيرين، اذا كان سبب المنع الأصلي مرتبط بالاخلال بالقيم والثوابت الشرعية، لماذا تقفل أبواب دور السينما، بينما مئات القنوات الفضائية التلفزيونية، الأجنبية والغربية، تبث افلامها وبرامجها عبر الأقمار الاصطناعية الى داخل بيوت السعوديين من دون حسيب ولا رقيب.

ومما زاد في غرابة المنع في أواخر السبعينات، خلال عهد الملك خالد، ان بعض العروض السينمائية كانت تقام، سواء في سفارات اجنبية او مجمعات لشركات اجنبية، وحتى في صالات عرض غير منظمة مفتوحة امام السعوديين، تقدم أفلاما عن العنف. لا بل ان السعودية كانت تنظم أحيانا مهرجانات تكريم لسينمائيين وللصناعة.

 

 

وعلى ما يبدو، فانه لارضاء التيار الديني المحافظ، بعد احداث احتلال الحرم المكي في العام 1979، جرى اغلاق صالات العرض هذه. لكن ذلك، وخصوصا منذ التسعينات، لم يطفئ الجدل بين الليبراليين والمحافظين حول السينما. وكان من الواضح ان السلطة السياسية صمت آذانها طويلا حتى لا تثير استياء السلطات الدينية، بما في ذلك خلال عهدي الملكين فهد وعبدالله.

وسبق لمحمد بن سلمان ان قال قبل أسابيع “نحن فقط نعود لما كنا عليه”. ولي العهد طرح في العام 2016، “رؤية السعودية 2030” التي تتضمن في ما تتضمنه، إصلاحات في الاقتصاد والثقافة والترفيه والحد من سلطة التيار الديني المتشدد. وجاء في السياق ذاته، السماح مؤخرا بالسماح للنساء بقيادة السيارات.

ومع ذلك، تفاعل ملايين السعوديين امس على “تويتر” بوسم “السينما منكر وإشاعة معصية”، كما تداولوا من باب التهكم وسم “اقترح اسم فيلم سعودي” الذي يسخر من خلاله كثيرون من واقع الحال. وغرد احدهم قائلا “هرمنا لأجل هذه اللحظة”، بينما استعان كثيرون بآيات قرآنية واحاديث نبوية للدلالة على خطورة “التفلت” الأخلاقي في المجتمع السعودي. كما رد كثيرون على القائلين ب”مفسدة” السينما باستخدام فكرة الزم بيتك اذا كانت دور السينما لا تناسبك.

 

وقد سبق ان جرت محاولات لاستطلاع آراء السعوديين حول موقفهم من غياب السينما في بلادهم. وكانت النتائج تشير في استطلاعات رأي غير رسمية الى غلبة المؤيدين لعودة السينما، من بينه استطلاع على موقع “Quickvoting” وكانت النتائج 52% نعم، و48% لا.

وعلى موقع قناة “العربية” كان المؤيدون بنسبة 58.44% سواء بموافقة مطلقة (40.92%)، أو بشرط فرض رقابة مشددة على ما تعرضه من أفلام (17.49%). ام المعارضون بشكل مطلق فكانوا 41.59%.

وتأمل الوزارة السعودية بحسب بيانها بأن تسهم خطوة السماح بصالات السينما، بتطوير اقتصاد القطاع الثقافي والإعلامي ككل، وتوفير فرص وظيفية في مجالات جديدة للسعوديين، وإمكانية تعليمهم وتدريبهم من أجل اكتساب مهارات جديدة. وتراهن السلطات الاقتصادية على خلق عشرات الاف فرص العمل الدائمة والمؤقتة في القطاع السينمائي السعودي.

 

 

عن جورنال