الرئيسية » العراق » يوم استثماري طويل للسوداني في باريس: نمط جديد من العلاقة مع “التحالف الدولي”

يوم استثماري طويل للسوداني في باريس: نمط جديد من العلاقة مع “التحالف الدولي”

في اليوم الثاني من زيارته الى باريس، فتح رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني ملفات الاستثمار والمال والاقتصاد والقطار والطيران السلاح الجوي امام رجال الاعمال والشركات الفرنسية، في يوم حافل باللقاءات اختتمه بمقابلة تلفزيونية قال فيها ان العراق يقوم حاليا بمراجعة من اجل اقامة “نمط جديد” من العلاقة مع التحالف الدولي، مؤكدا ان هناك جهور تبذل من اجل تحقيق التقارب بين ايران والسعودية وباقي الاشقاء العرب.  

وخلال لقائه التلفزيوني مع مجموعة قنوات “فرانس 24″، قال السوداني الذي وقت بالامس اتفاقية العلاقات الاستراتيجية مع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، ان “العراق لايحتاج إلى قوات قتالية أجنبية، بل إلى تعاون مع التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة أو مع الدول خارج التحالف الدولي في مجال مكافحة الارهاب وضمان الاستقرار والأمن”.

وقال السوداني الذي يزور باريس منذ الخميس، وهي الزيارة الثانية له الى عاصمة اوروبية بعد برلين، “نحتاج إلى نمط جديد من العلاقة مع التحالف الدولي، قائم على أساس التعاون وتبادل المعلومات والعمل المشترك، مع ضمان سيادة العراق على أراضيه ومياهه وسمائه، ويجري مجلس الأمن الوطني مراجعة لتحديد إطار العلاقة وفق المبادئ التي ذكرناها”.

وبعدما اشار السوداني الى ان وجود التحالف الدولي في العراق كان بطلب من الحكومة العراقية السابقة، قال ان هذا الوجود “يخضع لحوار مهني وفق اتفاق سياسي تحدده الجهات الأمنية الرسمية في مسألة بقاء المستشارين وتحديد أعدادهم وأماكنهم، والتعاون في مجال التدريب وتبادل المعلومات”.

الى ذلك، قال رئيس الحكومة العراقية انه “منذ اليوم الأول لمباشرتنا بمهام عملنا كنا على درجة من الحرص لممارسة دور التقريب بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والمملكة العربية السعودية وباقي الأشقّاء العرب لإدامة التقارب والتفاهم، وصولاً إلى الأمن وخفض التوترات في المنطقة”.

اما بالنسبة الى ايران وتركيا، فقد قال السوداني ان “الحوار هو الوسيلة الأمثل للتواصل مع تركيا وإيران واتخذنا مؤخراً قرارات على مستوى مجلس الأمن الوطني، بتواجد قوات اتحادية تمنع تسلل المجاميع المسلحة التي تستخدم الأرض العراقية للاعتداء على تركيا وإيران”.

اقليم كردستان

وحول العلاقة مع اقليم كردستان، قال السوداني ان “قانون الموازنة سيساهم في حل الجزء الأكبر من مسألة التحويلات المالية وفق الدستور، ومن ثم ننتقل إلى الخطوة الأهم المتمثلة بتشريع قانون النفط والغاز، الذي ينظّم العلاقة بين الحكومة الاتحادية وحكومة الإقليم والمحافظات المنتجة للنفط”.

الاقتصاد والدينار

قال السوداني “هناك ارتفاع في الأسعار نتيجة تقلبات سعر صرف الدولار، لكن بالمجمل وضعنا المالي هو الأفضل منذ 2003، فلدينا إيرادات مستمرة من النفط، وخزين من المواد الغذائية”. وتابع قائلا انه “لدينا إجراءات وقرارات مهمة تساهم في تحقيق إصلاح اقتصادي هيكلي في النظام المالي والمصرفي، الذي شهد تجارة مشوّهة طيلة السنوات الماضية من خلال نافذة بيع العملة”.

الزيارة الفرنسية

قال السوداني ان “زيارتنا إلى فرنسا تمثل نقلة نوعية في العلاقة بين البلدين وأخذت منحى ستراتيجياً من خلال توقيع اتفاقية الشراكة الاستراتيجية، التي تضم بحدود 50 مادة غطت كل القطاعات الأمنية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتعليمية”.

وكان رئيس وزراء العراق امضى الجمعة يوما استثماريا حافلا، حيث عقد لقاءات مع عدد كبير من رجال الاعمال وممثلي الشركات الفرنسية، ولقاءات منفردة مع ممثلي عدد من الشركات الفرنسية العملاقة العاملة في العراق او المهتمة بالاستثمار وابرام صفقات مع بغداد.

وشملت هذه اللقاءات اجتماعا مع وفد يمثل “شركة تالس” التي بحث معها امبكانية حصول العراق على رادرات للطيران المدني والعسكري، ومع وفد يمثل شركة “الستوم ترانسبورت” للنقل التي بحث معها تفعيل مشروع قطار بغداد، ووفد يمثل شركة “ايرباص” التي يسعى الى شراء مروحيات للجيش منها لتعزيز جهود حماية الحدود ومكافحة الارهاب، بالاضافة الى ممثلين عن شركة “داسو” والذين بحث معهم احتمال شراء مقاتلات “رافال” الحربية، بالاضافة الى طائرات “فالكون” المخصصة للنقل المدني.

عن جورنال