الرئيسية » Uncategorized » “هواوي” .. عملاق الصين الذي تريد واشنطن ترويضه

“هواوي” .. عملاق الصين الذي تريد واشنطن ترويضه

يقول رئيس “هواوي” غو بينغ في شباط 2019، ان الحملة الاميركية ضد الشركة ناتجة عن ادراك واشنطن انها متاخرة في تطوير تكنولوجيا الجيل الخامس وليس لها علاقة بالمخاوف الامنية التي اثارتها حول التجسس، تقول الشركة ان الحكومات والعملاء في 170 دولة يستخدمون معداتها.

وارتفعت مبيعات “هواوي” في الربع الاول من العام 2019، بنسبة 39٪ عن العام السابق لتصل إلى 26.8 مليار دولار.

وحققت الشركة في العام 2018، صافي دخل قدره 8.8 مليار دولار من مبيعات بلغت 106 مليار دولار. وتفوقت “هواوي” على شركة “ابل” الاميركية في مبيعات الهواتف الذكية حول العالم في الربع الاول، لتحل في المرتبة الثانية بعد شركة “سامسونغ” الكورية.

تشير المعلومات الى ان “هواوي” تخطط لشن حملة اعلانية ضخمة داخل الولايات المتحدة نفسها.

وعززت الشركة حصتها من معدات الاتصالات في السوق العالمية الى 29٪ في العام 2018، في مقابل 20٪ قبل خمس سنوات.

وتعتبر تقنية “هواوي” اساسية لمستقبل “الجيل الخامس”. منافساها الوحيدان في هذا المجال هما “نوكيا” و”اريكسون”، لكنها اضخم منهما وقادرة على توفير التقنية بشكل اسرع وارخص.

ويقول المتحدث باسم التجارة الصينية غاو فنغ في 16 ايار 2019، ان بكين تعارض بشدة العقوبات الاميركية على كيانات صينية، قائلا ان “الصين اكدت عدة مرات على ان مفهوم الامن القومي يجب الا يساء استغلاله، والا يستخدم كاداة للحماية التجارية”، مضيفا ان “الصين ستتخذ كل الاجراءات الضرورية لحماية الحقوق المشروعة للشركات الصينية بكل حزم”.

لكن “هواوي” قالت من جهتها، وهي تنفي ان تكون منتجاتها تسبب تهديدا امنيا، انها “مستعدة وراغبة في الحوار مع الحكومة الاميركية واتخاذ اجراءات فعالة لضمان امن المنتج”.

وتعبيرا عن ثقتها بتكنولوجيتها، قالت الشركة ايضا ان تقييد عملها في الولايات المتحدة “لن يترك لاميركا سوى بدائل اقل جودة واعلى تكلفة مما يعني تخلفها عن الركب في نشر تكنولوجيا الجيل الخامس وهو ما سيضر في نهاية المطاف بمصالح الشركات والمستهلكين الاميركيين”.

وحتى الان لا يبدو ان الخطوة مرجحة في ان تقوم الصين باستخدام ما بحوزتها من سندات خزانة اميركية تفوق قيمتها 1.1 تريليون دولار كسلاح للرد على هجوم ترامب.

وبحسب وكالة “رويترز”، فان قرار التخلص من كم ضخم من السندات الاميركية، فيما يطلق عليه “الخيار النووي”، سيزعزع على الارجح استقرار اسواق المال العالمية ويدفع اسعار الفائدة للصعود ويفضي بالتوترات بين اكبر اقتصادين في العالم الى مصير مجهول.

وبرغم الهجمة الاميركية، منحت الصين في حزيران الماضي، تراخيص تجارية لتشغيل شبكة الجيل الخامس لاربع شركات صينية مملوكة للدولة، وتعليقا على ذلك توقعت شركة “هواوي”، ان تقود شبكة 5G  الصينية العالم قريبا.

وعلق وزير الصناعة وتكنولوجيا المعلومات الصيني مياو وي على ذلك قائلا، انه “بعد إصدار تراخيص 5G، سنواصل دعوة الشركات الاجنبية للمشاركة الفاعلة في سوق 5G الصينية، والسعي لتطوير مشترك لشبكة الجيل الخامس الصينية وتشارك إنجازات تطوير الشبكة”.

وكتبت شركة “هواوي” على موقع “ويبو” الصيني للتواصل الاجتماعي، “نعتقد انه في المستقبل القريب ستقود شبكة 5G الصينية العالم”.

وابرمت “هواوي” 46 عقدا في 30 دولة حول العالم، لبناء شبكات اتصالات الجيل الخامس، واحدث هذه العقود الاتفاق الذي عقدته مع شركة الاتصالات الروسية” ام تي اس”.

وكانت وزارة التجارة الاميركية اعلنت في 15 ايار 2019، انها اضافت “هواوي تكنولوجيز” و70 شركة تابعة لها الى ما يعرف باسم “قائمة الكيانات” الخاصة بها، في خطوة تمنع شركة الاتصالات الصينية العملاقة من الحصول على مكونات وتكنولوجيا من شركات اميركية من دون موافقة مسبقة من الحكومة، وهو قرار يطال شركات تابعة ل”هواوي” في كندا واليابان والبرازيل وبريطانيا وسنغافورة الى جانب دول اخرى.

ووقع دونالد ترامب أمرا تنفيذيا يقضي بحظر استخدام الشركات الاميركية لمعدات الاتصالات التي تصنعها شركات يعتقد انها تمثل تهديدا للامن القومي. وقال وزير التجارة الاميركي ويلبور روس ان ترامب ايد القرار “لمنع استخدام كيانات يملكها اجانب للتكنولوجيا الاميركية بطرق قد تقوض الامن القومي الاميركي أو مصالح السياسة الخارجية”.

واستبقت واشنطن هذه الخطوة بحملة شنتها في العام 2018، ارسلت خلالها دبلوماسييها حول العالم لمطالبة الدول الاخرى بتجنب التعامل مع “هواوي”. وارفقت واشنطن حملتها بسلسلة اتهامات الى الشركة الصينية، من بينها ان اجهزتها تتيح للحكومة الصينية امكانية التجسس، وتشكل خطرا أمنيا على شبكات الجيل الخامس للهواتف المحمولة. تستند واشنطن في اتهامها هذا على ان القانون الصيني يجبر “هواوي” على التعاون مع الاستخبارات الصينية.

وكانت لجنة الاستخبارات في الكونغرس الاميركي نشرت تقريراً في العام 2012، بعد تحقيق استغرق عاما، خلص الى ان “هواوي” تشكل تهديدا امنياً على الولايات المتحدة. وخلص التقرير ايضا الى ان “هواوي” وزميلتها شركة الاتصالات الصينية “زِد تي إي” ZTE تعملان لصالح الحكومة الصينية، ويجب الا يُسمح لهما بتشغيل البنية التحتية الاميركية المهمة التي تتحكم في الشبكات اللاسلكية في البلاد.

ومن بين التهم الموجهة إلى الشركة، تقول واشنطن أن “هواوي” كذبت على “مكتب التحقيقات الفدرالي” (اف بي آي) في العام 2007، حين اكدت انها لم تنتهك قوانين التصدير الاميركية، وانها لم تتعامل مباشرة مع اي شركة إيرانية، في تحايل على العقوبات الاميركية على طهران.

واستكمالا لهذه الهجمة، احتجزت كندا، بناء على طلب واشنطن، المديرة المالية ل”هاواوي” مينغ وانزو، وهي الابنة الكبرى لمؤسسها رين شينغفي، في كانون الاول الماضي.

وقال وزير الخارجية الاميركي مايك بومبيو، ان بريطانيا التي تبحث اعتماد الجيل الخامس الصيني، بحاجة إلى تغيير نهجها المتبع مع الصين و”هواوي” ووصف الصين، ثاني أكبر اقتصاد في العالم، بانها تشكل تهديدا على الغرب مماثل لما شكله الاتحاد السوفيتي في السابق.

وكاستجابة للضغط الاميركي، اعلنت شركة “فيسبوك” عن وقف امكانية تحميل تطبيقاتها، ومنها “واتساب” و”انستغرام”، على هواتف “هواوي”، بعد خطوة مماثلة من “غوغل”، بينما لن يؤثر القرار على اصحاب هواتف “هواوي” الحاليين سواء في استخدام تطبيقات “فيسبوك” او في تحميل تحديثاتها.

وكانت “غوغل” اعلنت انها لن توفر نظام التشغيل “اندرويد” لهواتف “هواوي” بعد انتهاء المدة البالغة 90 يوما التي منحتها الحكومة الأميركية، والتي تنتهي في شهر اب المقبل. ولكن متجر التطبيقات “بلاي” Play، وجميع تطبيقات “غوغل” سوف تبقى متاحة للطرز الحالية من هواتف “هواوي”، بما في ذلك تلك التي لم تشحن بعد.

وذكرت صحيفة “فايننشال تايمز” ان “غوغل” حذرت الادارة الاميركية من المضي قدما في فرض حظر شامل على “هواوي”، بكونه يعرّض الامن القومي للخطر، موضحة ان “غوغل” تخشى من ان تطور “هواوي” اصدارا خاصا بها من نظام التشغيل “اندرويد” منافسا لنظامها، وسيكون اكثر عرضة لخطر القرصنة.

روسيا والصين

عبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن تضامنه مع الصين في خلافها التجاري مع الولايات المتحدة مشيرا الى ان التكتيكات العدائية الاميركية ازاء “هواوي”، ستؤدي الى حروب تجارية، وربما حروب حقيقية.

وخلال المنتدى الاقتصادي الذي عقد في سان بطرسبرغ الروسية بحضور الرئيس الصيني شي جين بينغ، قال بوتين ان واشنطن تتصرف “بانانية اقتصادية منفلتة”. واوضح “دول كانت تروج سابقا للتجارة الحرة والمنافسة الصادقة والمفتوحة بدات تتحدث لغة حروب التجارة والعقوبات، لغة الاغارة الاقتصادية المفتوحة باستخدام تكتيكات لي الذراع والتخويف، لغة القضاء على المنافسين باستخدام ما يسمى باساليب غير السوق..انظروا على سبيل المثال الى الوضع فيما يتعلق بهواوي التي لا يحاولون مزاحمتها فحسب، بل واخراجها بشكل غير رسمي من السوق العالمية. بدات بعض الدوائر بالفعل تطلق عليها الحرب التكنولوجية الاولى للحقبة الرقمية البازغة.”

وتابع بوتين “انه مسار مفض الى صراعات بلا نهاية، وحروب تجارية وربما ليست تجارية فحسب. انه… مسار صوب معارك بلا قواعد يتصارع فيها الجميع ضد الجميع”.

لكن الرئيس الصيني بدا اكثر تصالحا في لهجته، اذ دعا القوى العالمية الى حماية نظام التجارة العالمي، قائلا ان “من الصعب تخيل قطيعة كاملة” بين الولايات المتحدة والصين. لا نرغب في هذا، وشركاؤنا الاميركيون غير راغبين فيه. الرئيس ترامب صديقي وانا على ثقة بانه لا يرغب في هذا.”

(جورنال)

عن جورنال