عليكم ان تنتظروا، لمزيد من الوقت .. والموت. كأن ما كان لم يكن يشبع فينا كل هذا التجاهل والتواطؤ والتناحر. عليكم ان تنتظروا قليلا لعل القاتل يرأف بكم بما تيسر له من ضمير.
ليست مجرد مفارقة ان تموت أمل حسين في عملية “اعادة الامل”. مات فينا يا أمل كل الخجل واستيقظ قابيل لينفذ جريمته الاولى.
استيقظ ونحن يا أمل، اذا استيقظت فينا نخوة القتل على اخوتنا، كنا كالاشاوس والنمور. اما اذا اذلنا عدو واستباحنا، قلنا له، اجنح يا اخي الى السلم فنجنح مثلك واكثر.
كتبت “نيويورك تايمز”، ولو متأخرة، ان النظر في عيني أمل حسين، ابنة السبعة اعوام، الهزيلة الراقدة بصمت في سرير المستشفى، يختصر الظروف المريعة للحرب التي تمزق اليمن.
وزير الحرب الحليف جيم ماتيس يقول الان بعدما انتظر اكثر من ثلاثة اعوام، ان على “وقف اطلاق النار” ان يطبق خلال 30 يوما. الالف يوم لم تكن كافية، لمن مات قبلك، ولمن سيموت من بعدك. لا بأس ببضعة الاف اخرين. لا بأس طالما ان المحاور الكبرى تتحارب، وان الجار “الشقيق” يغرس في جسدك النحيل كل الام اليمن.
وكأن ضمير العالم يصحو الان. كأنه اكتفى من موتكم، او لعله مل، مجرد ملل، بانتظار حرب مثيرة ومشوقة، واقل غباء.
نحن شركاء القاتل يا أمل، نعترف الان امام روحك، اذ لم نرفع الصوت ولم نصرخ في وجه الذباحين وهم يفتكون بجسدك الطري منذ سنوات.
قولي لاخوتك ان عليهم ان ينتظروا موتا اخر، لعله يكون اقل فاجعة، او اقل ايلاما لضمائرنا.
فاغفر لنا يا يمن، اغفر بقدر ما فيك من سماحة وأصالة، أو قلها بكل ما منحتك الجبال من قهر: عليكم كل اللعنة.
أوقفوا هذه الحرب القذرة.
خليل حرب