الرئيسية » العالم والخليج » السعودية » يا للمصادفة.. ملك افريقي مكافح يعيد عهد السينما الى السعودية

يا للمصادفة.. ملك افريقي مكافح يعيد عهد السينما الى السعودية

الملك الافريقي تي تشالا يناضل من اجل الحفاظ على مملكته من التشرذم في ما بعد وفاة ابيه. ماذا يمكن ان يخطر في البال عن فيلم اكثر ملاءمة لاعادة افتتاح دور السينما في السعودية، المملكة التي تعيش مخاض تحولات كبرى لا بشأن الماضي فحسب، وانما إزاء تحديات الحاضر والمستقبل.

 

والقرار بطبيعة الحال اقره الملك السعودي سلمان، ويرعاه ابنه ولي العهد الأمير محمد بن سلمان. والفيلم، “النمر الأسود”، أميركي، والشركة “أي ام سي” التي تدشن عودة الفن السابع الى السعودية، أميركية أيضا، إيذانا بافتتاح عشرات دور السينما الكبرى في انحاء المملكة، وانتهاء حظر غير مفهوم، استمر اكثر من 30 سنة.

تحديات كبرى تواجهها السعودية، ويقول محمد بن سلمان انه يخوضها، متعلما من الماضي، ومن اجل المستقبل. وخلال وجوده في الولايات المتحدة، خصص الكثير من الوقت للاتقاء بصناع الترفيه الاميركيين، ويعتزم تخصيص عشرات مليارات الدولارات، من اجل تبديل الوجه الثقافي في المملكة، برغم العديد من الأصوات المعترضة داخل السعودية نفسها.

الملك تي تشالا، “النمر الأسود” كأنه بنسخة سعودية؟ ربما. ولعلها مصادفة بحتة ان يكون اختيار الفيلم متشابها في اسقاطاته مع مجريات الاحداث السعودية. والفيلم المنتج في العام 2018 من بطولة تشادويك بوسمان ومايكل بكاري جونسون ولوبيتا نيونغو، وهو من توزيع “شركة ديزني” وإخراج راين كوغلر، وحقق حتى الان نحو مليار دولار في شباك التذاكر.

ويروي الفيلم ما يواجهه تي تشالا، ملك واكاندا الأفريقية والمعروف باسم “النمر الأسود” الذي يحكم بعد موت أبيه يتحتم عليه الدفاع عن أرضه من التشرذم والانقسام، مستعينا بقوة هائلة حصل عليها بفضل جرعة من دواء سحري.

وكانت السلطات السعودية أعلنت مؤخرا أنها تخطط لإنشاء ما يقارب 30 إلى 40 دار سينما في 15 مدينة خلال السنوات الخمس المقبلة، إضافة إلى افتتاح من 50 إلى 100 دار سينما في 25 مدينة بحلول العام 2030. كما أعلنت المملكة في اذار/ مارس الماضي لائحة لترخيص دور العرض السينمائي، كما تم إنشاء المجلس السعودي للأفلام ليكون أول كيان رسمي متخصص في صناعة الأفلام.

ويريد بن سلمان رفع مساهمة قطاع الترفيه من إجمالي الناتج المحلي من 3 إلى 6%.، وسبق له ان أشار الى مسعى لتوطين قطاع الترفيه، اذ ينفق السعوديون 22 مليار دولار على الترفيه خارج المملكة.

وخصص العرض الأول للفيلم في مركز الملك عبدالله المالي في الرياض، لشخصيات عامة ومدعوين من الخارج.

وقال المدير التنفيذي لشركة “أي ام سي” الأميركية آدم أريون، إن تكلفة التذاكر الأولية ستكون 13 دولارا (50 ريالا سعوديا)، بحسب ما نشرته صحيفة “سبق” السعودية. وأضاف أن الأسعار سيتم تخفيضها مع الوقت، وتختلف من فيلم إلى آخر، مثل بقية دول العالم.

وتعتبر السوق السعودية كبيرة نسبيا اذ ان غالبية سكانها ال 32 مليون نسمة، دون الثلاثين من العمر، ولهذا يتوقع القيمون على المشروع، تحقيق إيرادات تبلغ مليار دولار سنويا.

وبحسب وكالة “سبوتنيك”، يعود تاريخ السينما في العالم العربي إلى نهايات القرن الـ19 وبدايات القرن العشرين، في وقت كان كثير من الدول العربية يخضع للاستعمار الأجنبي.

وشهدت مصر أول عرض سينمائي تجاري في العام 1908، حيث عرض أول فيلم سينمائي بها في مقهي يعرف باسم “زواني” في مدينة الإسكندرية. لكن يعتقد ان دخول دور العرض إليها كان سابقا على هذا التاريخ، وويعتقج انه كان في العام 1899.

وفي العام 1908 أيضا بدأت الدولة السورية تعرض أفلاما سينمائية في مدينة حلب، لكن سوريا لم تنتج أول فيلم لها سوى في العام 1927.

وفي العام 1930 كان السنة التي عرف فيها لبنان دور السينما، حيث تم بناء دور سينما فخمة، مقسمة إلى 3 درجات، وصالات أرضية وبالكونات، وعرض في دور السينما اللبنانية عدد من الأفلام الصامتة وقتها، وكان هناك تعاون كبير بين القاهرة وبيروت في هذا المجال.

اما في السعودية فقد شهدت في العام 1970 افتتاح أول دار سينما في الرياض، والتي عرضت وقتها أفلاما مصرية وحفلات لام كلثوم، وصولا الى العام 1979 عندما حظرت إرضاء للتيار الديني المتشدد.

 

(جورنال)

 

عن جورنال