سارع العراق، من خلال حكومة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني وقيادة الحشد الشعبي، الى التحرك بشكل عاجل من اجل اغاثة عشرات الاف السوريين الذين اصابتهم نكبة الزلزال المدمر الذي ضرب قراهم وبلداتهم ومدنهم، فيما يبدو بوضوح وجود حالة من التراخي بين “الاشقاء” العرب الاخرين للمبادرة بشكل عاجل.
وسام عبدالله
وفيما يمثل أحد أولى المبادرات على المستوى العربي، والخارجي عموما، تجاه سوريا، اعطى رئيس الوزراء السوداني توجيهات بتقديم المساعدات بمختلف المستويات الطبية واللوجستية وغيرها، بالاضافة الى الوقود، حيث اعلت رئاسة الحكومة عن اطلاق جسر جوي مباشر الى سوريا، فيما اعلن الحشد الشعبي ايضا انه بتوجيهات من المرجعيات الدينية والحكومية ممثلة بالسوداني، ورئيس هيئة الحشد فالح الفياض، مشاركة وحداته في اعداد قوافل الاغاثة للتوجه بها الى المناطق المنكوبة في سوريا.
وكان السوداني من اوائل المعزين بضحايا الزلزال في سوريا حيث وجه رسالة الى الرئيس السوري بشار الأسد، أعلن فيها عن تضامن العراق، حكومة وشعبا، لما أصاب العديد من المدن إثر الزلزال الذي ضرب الاراضي السورية، وأشار الى “استعداد الجهات الحكومية لتقديم العون والمساعدة في أي مجال تطلبه حكومة سوريا الشقيقة وأهالي المناطق المنكوبة”. وطلب السوداني برفع حالة الجهوزية والاستجابة السريعة للكوارث الطبيعية، وارسال مساعدات عاجلة الى تركيا وسوريا بعد الزلزال المدمر.
وأصدرت وزارة الخارجية العراقية بيانا أعلنت فيه عن تسيير جسر جوي لنقل المساعدات الى سوريا، وأشار المتحدث باسم الوزارة احمد الصحاف الى أنه ” بتوجيه مباشر من قبل رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، تم تشكيل خلية أزمة برئاسة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية فؤاد حسين، وعضوية كل من وكيل وزارة الخارجية للشؤون الإدارية والمالية والفنية السفير عبدالرحمن الحسيني، ورئيس الدائرة العربية في الوزراة السيد إسامة مهدي غانم، ورئيس دائرة الدول المجاورة السيد محمد سلمان”. وأوضح الصحاف بأن “رئيس مجلس الوزراء وجه بنقل المساعدات اللوجستية وبشكل عاجل إلى الأشقاء في سوريا والأصدقاء في الجمهورية التركية”. وأكد أن “هذه المساعدات للتخفيف من حجم المعاناة” للشعبين السوري والتركي.
واعلن المتحدث باسم الخارجية، عن “جسر جوي عاجل” لنقل المساعدات الطبية والمواد الغذائية الى سوريا، بالتنسيق مع الهلال الأحمر، لافتا ايضا الى أن “قافلة لنقل الوقود ستتوجه إلى سوريا”.
وكانت الأمانة العامة لمجلس الوزراء قالت في وقت سابق ان مواد غذائية وطبية وخبراء بالدفاع المدني سيتوجهون من العراق لدعم سوريا، حيث اوضح المتحدث باسم الامانة العامة حيدر مجيد “الاستعدادات جارية في قاعدة الشهيد محمد علاء الجوية، لنقل الشحنة الأولى من المواد الغذائية والإغاثية والطبية مقدمة من حكومة العراق الى الشعب السوري، بتوجيه من رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، نظرا لما تعرضت له المدن السورية جراء الزلازل”.
وتابع قائلا أن “الشحنة الأولى ستنطلق اليوم، وستنطلق خلال اليومين المقبلين شحنات متتالية أخرى”، مضيفا انه “سيتم إرسال نحو 40 خبيراً من الدفاع المدني لمساعدة الجانب السوري، فضلاً عن وفد من وزارة الخارجية سيقدم التعازي إلى الشعب السوري”.
الحشد الشعبي
وفي الوقت نفسه، أعلن مدير الهندسة العسكرية في الحشد الشعبي أبو علي الكوفي التوجه بقوافل الاغاثة نحو سوريا، بناء على تعليمات المرجعيات الدينية والسياسية ممثلة برئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة ورئيس هيئة الحشد الشعبي، حيث جرى “تجهيز عشرات الآليات والمعدات الهندسية ومئات الأفراد، وكذلك ما يحتاجه الناجون من هذا الحادث المؤلم”.
ولن تتوقف الاغاثة المقدمة عبر الحشد الشعبي هنا، حيث قال أبو علي الكوفي ان هناك قوافل أخرى ستجهز تباعاً بمواكبة الدعم اللوجستي، ليجهزوا أهلنا في سوريا وتركيا وفي المناطق المحاذية للحدود التركية السورية”.
واعرب الكوفي عن الامل في ان يتمكن الحشد الشعبي من تقديم العون والمساعدة الطبية واللوجستية والهندسية، موضحا أن “كل وحدات الحشد الشعبي سترافقنا في هذا العمل الإنساني، كبقية مؤلفات شعبنا والعتبات المقدسة ومكاتب العلماء، كذلك الهلال الأحمر ومنظمات المجتمع المدني، والإخوة الاعلاميين… الجميع سيتجه لتقديم العون لأهلنا في سوريا”.