الخبر “الحصري” الذي نشرته شبكة التلفزة الاميركية “سي ان ان” بان وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) وجهت تحذيرا للمملكة السعودية، بأنها مستعدة لخفض الدعم العسكري والاستخباراتي، لحملتها العسكرية على اليمن، إذا لم يُظهر السعوديون أنهم يحاولون تقليل عدد القتلى المدنيين نتيجة الغارات، لا يعكس تحولا في الموقف الاميركي من مساندة الحرب المستفيدة من مخازن الاسلحة الاميركية، ومحاولة اميركية ل”النأي بالنفس” عن حجم الدم المراق هناك.
وربطت قناة “سي ان ان” بين موقف البنتاغون والرسالة الموجهة الى السعودية، بعد تفاقم الانتقادات لجريمة الغارة على حافلة مدرسة أسفرت عن مقتل 40 طفلا في أوائل أغسطس/ آب الحالي والتي تبين انها نفذت بقنبلة صناعة اميركية.
وقال مصدران مطلعان بشكل مباشر على موقف البنتاغون، في تصريحات خاصة لـCNN، إن الإحباط يتزايد، وإن وزير الدفاع الاميركي جيمس ماتيس والجنرال جوزيف فوتيل، قائد عمليات الجيش الاميركي في الشرق الأوسط، يشعران بقلق من أن الولايات المتحدة تدعم الحملة التي تقودها السعودية والغارات التي قتلت عددا كبيرا من المدنيين.
منظمات حقوق الإنسان وبعض أعضاء الكونغرس الاميركي والأمم المتحدة أعربوا عن قلقهم من أفعال السعودية لشهور، ولكن بعد سلسلة الغارات الأخيرة التي أسفرت عن مقتل العديد من المدنيين، قال مسؤول اميركي لـ”سي ان ان” إن البنتاغون، وكذلك وزارة الخارجية الاميركية، بعثتا الآن برسائل مباشرة للسعوديين عن وضع حد لعدد الضحايا المدنيين، مضيفا: “في أي مرحلة كفى ستعني كفى؟”.
ولكن من غير الواضح، إذا ما كان الرئيس الاميركي دونالد ترامب، الذي يرى السعوديين كحليف رئيسي، سوف يقبل بتخفيض الدعم. وتقدم الولايات المتحدة حاليا إعادة تعبئة الوقود للطائرات السعودية في الجو، وبعض الدعم الاستخباراتي، رغم أنه لم يتضح أبدا إذا كانت الولايات المتحدة تقدم أي مساعدة في تحديد الأهداف.
وعادة ما صرح المسؤولون الاميركيون بأنهم يحاولون تقديم النصيحة للسعوديين حول تحسين عمليات وإجراءات التحالف الذي تقوده المملكة في اليمن، لتقليل عدد الضحايا المدنيين في الغارات الجوية. ولكن يعتقد المسؤولون الاميركيون أن هذا الجهد غير فعال.
وقال مسؤولون اميركيون إن وزير الدفاع الاميركي صب تركيزه على الوضع اليمني منذ الغارة التي شنها التحالف في 9 أغسطس/ آب الجاري، على حافلة مدرسة وأسفرت عن مقتل عشرات الأطفال. وكانت “سي ان ان” قد نشرت تقريرا عن أن السلاح المستخدم في الغارة عبارة عن قنبلة موجهة بالليزر يبلغ وزنها 227 كيلوغراما من إنتاج شركة “لوكهيد مارتن”، التي تعد من أكبر الشركات المتعاقدة مع الجيش الاميركي.
وبعد هذه الغارة، قال ماتيس للصحافيين إنه أرسل جنرالا اميركيا كبيرا للحديث مع السعوديين حول ما حدث في الغارة، وأصبح من الواضح أن المسؤولين العسكريين الاميركيين حصلوا على تصريح من ماتيس لاتخاذ نهج أكثر شدة مع السعوديين. وأجرى الجنرال الاميركي مايكل غاريت لقاءات مع قيادات سعودية في 12 أغسطس/ آب، لكن الاجتماعات لم تكن اعتيادية ونقل رسالة صارمة.
وقالت ريبيكا ريبارتش، متحدثة باسم وزارة الدفاع الاميركية، إن “الأحداث الاخيرة فرضت على قادة الجيش الاميركي أن الموقف يتطلب تذكيرا خاصا وتأكيدا رسميا خلال زيارته”، وأضافت أن الجنرال غاريت نقل رسالة بشأن الاهتمام بواقعة الضحايا المدنيين التي حدثت مؤخرا. ونيابة عن الحكومة الاميركية، واصل المطالبة بإجراء تحقيق شامل وسريع، والتأكيد على تقليل عدد الضحايا المدنيين”.
هذه الرسالة أثارت احتمالية وقف المساعدة، ولكن أشار مسؤولون اميركيون إلى أن الولايات المتحدة إذا انسحبت سيكون لديها نفوذ ضعيف في إجبار السعوديين على الانتباه أكثر للضحايا المدنيين.
اقرأ ايضا https://journal-lb.com/article/2606
(جورنال)