أثار فيروس كورونا الرعب داخل أوروبا.. باتت الدوريات المحلية في معظم الدول تحت رحمة الوباء، ما يشير الى متغيرات جذرية قد تشهدها القارة العجوز في حال طالت الأزمة المرضية، ولم تتمكن روابط الدوري والاتحادات في إيجاد الحلول الملائمة لتتويج الفرق المتنافسة على اللقب.
ترددت أنباء كثيرة عن محاولات لتحديد مواعيد جديدة لإستئناف النشاط، لكن ذلك بات مرهونا بانحسار الوباء، وإنخفاض عدد المصابين، ليبنى على الشيء مقتضاه.
اما في حال ذهب البعض الى إلغاء الموسم برمته، فان خسائر جسيمة ستصيب صناديق الأندية التي دفعت الملايين من أجل تدعيم فرقها بلاعبين على المستوى العالي.
وقد تلجأ الأندية في حال إستمر الوضع على ما هو عليه الى خفض رواتب اللاعبين او حسم قسما من قيمة عقودهم. ريثما يتم التوصل الى حلول تنصف الجميع في مواجهة ما تسبب به كورونا، في إشارة الى ان إستمرار البطولات سيلزم لجان الدوري في جميع الدول، بإقامة المباريات خلف ابواب مغلقة الأمر الذي سيصيب صناديق هذه الأندية بخسائر جسيمة.
وتسعى الاتحادات في إنكلترا وفرنسا وإسبانيا وإيطاليا، مع راوبط الأندية من أجل الوصول الى صيغ معقولة على جميع الصعد وعلى طريقة لا يموت الديب ولا يفنى الغنم، ما يعني إرضاء اللاعبين وعدم الوقوع في الخسارة.
في إنكلترا ينتظر فريق ليفربول بفارغ الصبر ان يحدد الاتحاد موعدا ثابتا ونهائيا لإستئناف الدوري، كونه يتصدر البطولة بفارق 25 نقطة عن أقرب منافسيه، وفي حال فوزه بمباراتين من أصل الأسابيع التسعة المتبقية فانه سيفوز بلقب إنتظره 30 عاما.
وتشهد الساحة الكروية نقاشا حادا بين اللاعبين وأنديتهم بعد ان أكدت تقارير، أن هؤلاء إنقلبوا على أنديتهم إثر الحديث عن إقتراح بخفض الرواتب.
ووفقًا لصحيفة “ميرور” البريطانية، فإن اللاعبين يستعينون بمشورة قانونية في ظل تصاعد طلبات الأندية بضرورة خفض الرواتب.
وأشارت إلى الأندية الـ20 اتفقت فيما بينها على تأجيل دفع عقود اللاعبين، وإمكانية خفضها بنسبة 30 بالمئة.
وقالت الصحيفة إن هناك مخاوف لدى اللاعبين بأن تستمر الأندية في إجراءات خفض الرواتب وتزيد النسبة مستقبلًا عن ال 30 بالمئة.
بعكس الأندية الإنكليزية فان لاعبين في أندية فرنسية عريقة ابدوا استعدادهم لخفض رواتبهم بسبب تداعيات فيروس كورونا ومن بين هؤلاء نجوم نادي باريس سان جيرمان .
وقالت صحيفة “لو باريزيان”، إن الأمر يتعلق باتفاق شامل تعمل عليه رابطة دوري كرة القدم ونقابة اللاعبين.
ويشمل قرار خفض الراتب حسم 50% ممن تتجاوز أجورهم الشهرية 100 ألف يورو.
أما من تبلغ رواتبهم بين 50 ألف و100 ألف يورو شهريا، فقد يتم خفض 40 بالمئة بحد أقصى ومن تتراوح رواتبهم بين 20 ألف و50 ألف يورو، فستقل رواتبهم حتى 30 بالمئة.
وتصل نسبة الاستقطاع حتى 20% لمن تبلغ أجورهم بين 10 آلاف و20 ألف يورو، أما من تقل رواتبهم عن ذلك، فلن تشملهم الاستقطاعات.
ووفقا للصحيفة، فإن نجوم باريس سان جيرمان وافقوا على ما تم الاتفاق عليه، وهو ما سيكون نموذجا للآخرين، لأن النادي الفرنسي لديه أعلى اللاعبين أجرا في الدوري الفرنسي.
في إسبانيا كشف تقرير صحافي ، عن معلومات مفادها أن ريال مدريد يعتزم خفض رواتب لاعبيه وعدد من المدربين والمديرين والموظفين بنسبة تتراوح بين 10 و20% وفقًا لنهاية الموسم الحالي.
ووفقًا لصحيفة “ماركا” الإسبانية، فإنه سيتم خفض الرواتب بقيمة 10% إذا تم استكمال الموسم حتى نهايته بشكل طبيعي، بينما ترتفع النسبة إلى 20%، في حال تم إلغاء الموسم.
وذكرت أن الريال يسعى من خلال هذه الخطوة لتوفير 100 مليون يورو في حال إلغاء الموسم، و50 مليون يورو إذا استكملت المسابقة.
وتدخل اللاعب راموس بدعم من المدرب زين الدين زيدان، ولاعبين مثل كريم بنزيما ولوكا مودريتش وتيبو كورتوا ولوكاس فاسكيز وفيدي فالفيردي، لإقناع لاعبي الفرق باكمله.
في إيطاليا بات وشيكا الاعلان عن خفض الرواتب، وسيكون نادي روما اول من سيطبق هذا القرار بعد أن توصل الى إتفاقية مع لاعبيه حول هذا الأمر.
وبحسب صحيفة “كوريري ديللو سبورت”، فإن روما قدم اقتراحًا أوليًا عبارة عن قطع راتب شهر آذار الماضي بأكمله مثلما فعل نادي يوفنتوس، إلا أن اللاعبين طالبوا باقتطاع 60% فقط من الراتب الشهري.
وأضافت أن النادي سيقتطع 80% من راتب الشهر الماضي، موضحة أن ذلك سيسمح للنادي بتوفير حوالي 9.5 مليون يورو.
اقرأ ايضا