الرئيسية » Uncategorized » النصر على كورونا ليس مستحيلا لكن هزيمتنا ممكنة

النصر على كورونا ليس مستحيلا لكن هزيمتنا ممكنة

مر لبنان عبر العديد من التحديات منذ اكتشاف اول اصابة بفيروس كورونا في 21 شباط 2020، في مراحل عكست محطات صعود وهبوط في المبادرات الفردية والجماعية حكوميا وشعبيا، لكنها بالاجمال، اثارت حالة من الطمأنينة العامة، برغم القلق السائد منذ شهور، وبان الانتصار ممكن، قبل ان نعود الى النتكاس مجددا.

وفي اختصار للمشهد اللبناني، فانه ما بين اكتشاف حالة الاصابة الاولى في 21 شباط، وصولا الى حالة الوفاة الاولى في العاشر من اذار، نفذت العديد من الخطوات، من بينها اغلاق المدارس والجامعات في 29 شباط، ثم اغلاق المطاعم والمراكز السياحية في 6 اذار، وصولا الى تسجيل اول حالة شفاء في 11 اذار، ثم اعلان التعبئة العامة في 15 اذار والتي تبعها اعلان حظر التجول الجزئي في 26 اذار.

وامكانية الانتصار كانت ممكنة لان الدولة اللبنانية، بحكومتها وهيئاتها واجهزتها، في حالة استنفار شامل منذ تسجيل الاصابة الاولى، في جهد اقرت به منظمة الصحة العالمية، تواكبه استجابة شبه شاملة من جانب المواطنين سواء في الامتناع عن التجمعات والاختلاط والتزام الحجر المنزل، او في الالتزام الواسع باجراءات الوقاية الصحية وفق ارشادات الحكومة ووزارة الصحة تحديدا، برغم تسجيل بعض التصرفات المتفلتة في بعض المدن والمناطق هنا وهناك.

وبحسب بيانات وزارة الصحة، فانه بينما سجلنا في 26 اذار 35 اصابة بالفيروس، بتنا نسجل اصابة واحدة في 19 نيسان و4 اصابات في 20 نيسان وصفر اصابات في 21 نيسان  5 اصابات في 22 نيسان، وهو مسار تنازلي كان يمكن ان يؤشر الى تقدم كبير في محاصرة الوباء.

الا ان ارقام الفيروس عادت لترتفع بشكل مثير للقلق ما يؤكد حتمية الالتزام بتدابير الوقاية تفاديا لما هو أسوأ. فقد أصدرت وزارة الصحة تقريرها اليومي عن الفيروس والذي سجّل 36 اصابة جديدة رفعت العدد التراكمي الى 845. وسجلت 23 حالة بين المقيمين، و13 حالة جديدة بين الوافدين من روسيا، بلاروسيا والكاميرون. وتوزعت الاصابات المعلنة الاحد كالتالي : عكار 13، النبطية 4، بيروت 3، زحلة 3، عاليه 3، بعلبك 2، جبيل 2، صيدا 2، بعبدا 1، الشوف 1، جزين 1، راشيا 1 ويكون المجموع بذلك 36 إصابة. والسبت اعلن عن اصابة 13 عسكريا في المحكمة العسكرية.

ويعني ذلك ان الاداء العام اللبناني، كان يمضي في طريق مريح، الى ظهرت حالات تفلت في الالتزام خلال الايام القليلة الماضية، في ظزاهر عكست لامبالاة واستهتارا من كثيرين بأررواحهم وارواح المحيطين بهم.

وكان وزير الصحة حمد حسن قال مؤخرا “اننا سجلنا بالنقاط تفوقا على كورونا، لكن من دون ضربة قاضية” حتى الان. لكن احدا لم يتنبه الى المخاطر التي ما زالت قائمة والتي اشار اليها في كلامه.

يعني ذلك بان بامكان اللبنانيين ان يتوقفوا عن التفاؤل الان، لا ان يستهينوا، وبامكانهم ان يثابروا، لا ان يستكينوا.

على اللبنانيين الصمود الى ان تقول الحكومة والجهات الصحية كلمتها، بان الوطن صار آمنا تماما، او تقول ان الوضع صار يسمح باستئناف تدريجي لدورة الحياة وبشروط صحية ووقائية صارمة.

هذا قدرنا الذي لا لبس فيه امام الفيروس الذي ما ترك بلدا، بيئة، مجتمعا، قارة، او انسانا الا وهدده بشكل مباشر او غير مباشر.

هذا قدر اللبنانيين لان الارقام عندنا ما زالت مطمئنة الى حد ما (بحدود 800 اصابة) حتى مع عودة مئات المغتربين اللبنانيين الى وطنهم فيما بعض دول الجوار تسجل الاف الاصابات برغم امكاناتها المالية والصحية الاكبر، ويكسر العالم بالاجمال حاجز الاربعة ملايين اصابة.

الرئيس حسان دياب كان واضحا في تصريحاته الاخيرةة فلم يكن مفرطا لا بالتفاؤل ولا بالخوف. وقال بوضوح “اما ان نخسر بعضا من حريتنا عبر الالتزام بالتدابير والاجراءات التي اتخذتها وتتخذها الحكومة، واما ان نخسر انفسنا والناس الذين نحبهم من حولنا.. أؤكد لكم اننا لن نتسرع في اعتماد اي خطوة على حساب صحتكم”.

صحيح ان الارقام في لبنان، باتت توحي بان الوباء تجري محاصرته، لكن على اللبنانيين ان يتنبهوا الى ان هناك ملايين الاصابات حول العالم، وما زال الوباء يحصد الاف الضحايا يوميا، ولم يتم التوصل الى عقار لمواجهته.

وبالتالي، فان الخروج المتسرع من حالة الحذر والوقاية السائدة الان، قد يعرضهم، ويعرض عائلاتهم واصدقائهم، الى مخاطر لا يريدونها. وقديما قالوا: الوقاية خير من قنطار علاج.

لكننا لا نتعظ !

خليل حرب

عن جورنال