الرئيسية » Uncategorized » لمن “سفينة نوح الجديدة”؟ نداء أخير من كوريا

لمن “سفينة نوح الجديدة”؟ نداء أخير من كوريا

 

بأجواء مذهلة من خلال عرض صوتي وضوئي وراقص وبمشاركة أطفال، اطلقت صرخة عالمية من العاصمة الكورية الجنوبية سيول، بنبرة تحفيزية واضحة، من اجل محاولة انقاذ الارض وإحياء غاباتها، لكن الخشية هي من ان العالم لم يعد يملك ترف الوقت.

وامام اكثر من 12 الف مشارك من اكثر من 140 دولة، حضروا شخصيا او عبر الانترنت، كان من الواضح ان المسؤولين والشخصيات المتحدثة كانوا يحاولون بث روح التفاؤل، على الرغم من حقيقة ان العالم يخسر حوالى 4.7 مليون هكتار من الغابات سنويا، وهو ما يعادل 80 ضعفا مساحة سيول نفسها، المدينة المستضيفة لاطلاق ما يشبه النداء الاخير.

لم ينع اي من المشاركين هذا الكوكب حتى الان، لكن القلق والخوف كانا واضحين في ثنايا الخطابات والتصريحات، من ان الغابات الآخذة بالتلاشي بهذه الوتيرة، تعني بشكل واضح ان البشرية تسير نحو حتفها المحتوم، بل ان خلاص العراق مثلا من أزمات التصحر والجفاف كما يلمح الخبير الدنماركي الذي يتراس “مجلس الاشراف على الغابات” الذي يتخذ من مدينة بون الالمانية مقرا له كيم كارستنسين، قد يكون ممكنا من خلال الاشجار.

وحتى التقرير الصادر، بالتزامن مع افتتاح المؤتمر العالمي الخامس عشر للغابات في سيول، من جانب منظمة الاغذية والزراعة للامم المتحدة (الفاو) القى هو ايضا بثقله من اجل بعث روح المثابرة والاستمرارية وطرح الحلول الممكنة وتشجيعها، مثلما تبدى في كلام المدير العام للمنظمة شو دونيو في مقدمة التقرير عندما كتب ان الحلول للأزمات الكوكبية المترابطة لها آثار اقتصادية واجتماعية وبيئية هائلة تحتاج إلى معالجة شاملة”، والعمل يجب ان يكون يدا بيد.

ولم تكن “الفاو” وحدها من ركز على فكرة العمل الجماعي والشامل في ما يبدو اقرارا عالميا بان العزف المنفرد، لكل جهة او دولة لوحدها في التعامل مع التحدي البيئي، لم يعد يغني ولا يسمن من جوع.

ففي افتتاح المؤتمر قال وزير خدمة الغابات في كوريا الجنوبية هون بيونغ تشاو انه يأمل بان يشكل المؤتمر “فرصة لتعزيز تضامننا وتعاوننا في معالجة إزالة الغابات واستعادة الغابات واعتماد التنمية المستدامة”.

الرئيس الكوري الجنوبي مون جيه-إن نفسه تعهد بالعمل الجماعي من اجل الحفاظ على الغابات وزراعتها، مذكرا بما مرت به بلاده خلال حقبة الاحتلال الياباني من العام 1910 الى 1945 ثم خلال الحرب الكورية من العام 1950 الى 1953، وهي حروب الحقت دمارا هائلا بثروة الغابات، لكن بلاده عمدت منذ ذلك الوقت الى “استعادتها” تدريجيا، وما زالت على تسير على هذا الدرب، ومستعدة لعرض خبراتها على الاخرين.

الاميرة الاردنية بسمة بنت علي التي حاز حضورها اهتماما لافتا، تحدثت هي الاخرى في كلمتها عما وصفته ب “مسؤوليتنا الجماعية كمواطنين عالميين.. حيث لا نملك ترف الوقت”.

لكن المخاوف هي عما اذا كان كوكبنا سيظل تدب فيه الحياة، فيما ثروة الغابات وتوزانه البيئي مختلان بهذا الشكل.

وبرغم ان الرئيس الكوري كان يحاول “طمأنة” الحاضرين، الا ان اشارته الى “سفينة نوح الجديدة”، تجبر كثيرين على اعادة النظر في المسلمات، اذ ان رئيس الجمهورية قال ان بلاده هي موطن لواحدة من “صوامع تخزين البذور” في العالم، حيث يتم الحفاظ على الاصول الجينية لجميع النباتات في حال وقوع كارثة طبيعية او نووية على نطاق عالمي….

تابع تفاصيل أكثر ….

https://shafaq.com/ar/%D8%AA%D9%82%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%B1-%D9%88%D8%AA%D8%AD%D9%84%D9%8A%D9%84%D8%A7%D8%AA/%D9%86%D8%AF%D8%A7-%D8%AE%D9%8A%D8%B1-%D9%85%D9%86-%D9%83%D9%88%D8%B1%D9%8A%D8%A7-%D9%84%D9%85%D9%86-%D8%B3%D9%81%D9%8A%D9%86%D8%A9-%D9%86%D9%88%D8%AD-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%AF%D9%8A%D8%AF%D8%A9-%D9%88%D9%87%D9%84-%D9%84%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A7%D9%82-%D9%85%D9%84

عن جورنال