الرئيسية » العالم والخليج » تركيا » سقطت عفرين ولا رواية لما جرى ما بين “هزيمة” و”صفقة”!

سقطت عفرين ولا رواية لما جرى ما بين “هزيمة” و”صفقة”!

 

دخل الجيش التركي والمجموعات المقاتلة معه إلى مدينة عفرين السورية، لترفع الاعلام على الابنية الرسمية، في مشهد ترافق مع عملية نزوح واسعة خارج المدينة هربا من القصف، ولنصبح أمام أسئلة تطرح واتهامات متبادلة: من يتحمل مسؤولية ما حدث؟ وهل كانت الغوطة الشرقية مقابل عفرين؟، أم أن هناك خطأ في التقديرات والحسابات لدى القيادات في مختلف الاطراف؟

يقول عضو الهيئة التنفيذية في حزب الاتحاد الديمقراطي PYD شخموس أحمد ل “جورنال”، ان ما حدث في عفرين هو نتيجة اتفاق روسي-تركي بشكل مباشر، موضحا ان “التنسيق مباشر بين الدولتين.. وكان التنسيق واضحا في عفرين والغوطة الشرقية، حتى انتهاء المعارك في نفس التوقيت في المنطقتين .. تركيا نسقت مع روسيا في الغوطة الشرقية لسحب جماعاتها من جبهة النصرة وتقوم بتسليم باقي المناطق للحكومة السورية، في المقابل تركيا تأخذ الضوء الاخضر من روسيا لدخول عفرين وتضمن عدم التدخل الدولي لمنعها من تنفيذ العملية”.

ويتابع شخموس احمد ان “الحديث التركي عن الدخول إلى شمال سوريا، هي تصريحات نعتبرها تهديدات غير مباشرة إلى اميركا، بالنظر الى الاتفاقية التي حصلت بين الروس والأتراك.. فالروس لديهم مخطط ايقاف التمدد الاميركي في المنطقة، أما الهدف المباشر من تركيا فهو المشروع الفدرالي المقام في شمال سوريا والذي تم تشكيله من الأحزاب، لذلك تقوم بتهديد لكنها مجرد تصريحات فقط للاستهلاك المحلي وارضاء الداخل التركي، مع تجاوز عدد قتلى الجنود الاتراك 760 جندي وضابط تركي عدا الخسائر المادية، أما قتلى الجماعات المسلحة فأرقامهم غير محددة”.

وعن ما بعد سقوط عفرين، يوضح القيادي الكردي بأن الفصائل العسكرية اتخذت قرارها باستكمال المقاومة بأسلوب يختلف عن المواجهة خلال الشهرين الماضيين الذي كان بأسلوب الدفاع بسبب تواجد مئات الاف من المدنيين، ويقول انه “خلال الفترة الماضية كان الهدف من استخدام اسلوب الدفاع، هو امكانية تغير مواقف الدول وكان اجتماع مجلس الامن والمشاريع المقدمة من الكويت وفرنسا والسويد، ولكن الاتفاقات بين روسيا وتركيا كانت أقوى، باعتبار انها اعطت الضوء الاخضر لها لاقتحام عفرين واستخدام كافة انواع الأسلحة”.

ويصيف انه “من ناحية سياسية نحن كأحزاب موجودة في الشمال السوري، عدا الموجودين في المجلس الوطني الكردي التابع للائتلاف السوري المعارض الذي يؤيد العملية العسكرية التركية ومشارك بها من خلال المجموعات المسلحة التابعة له، فالاحزاب في شمال سوريا موقفها واضح من الاحتلال التركي لجزء من الاراضي السورية، وفي حال قامت تركيا بتنفيذ تهديدها بالقيام بهجمات مشابهة لما قامت به على عفرين في مناطق شرق الفرات ومنبج، سنقوم بتعبئة جماهيرية من ناحية الحرب الشعبية وتقوية الاقتصاد الحربي وتدريب الشباب”.

 

 

وفي موقف مختلف، يوضح رئيس وفد معارضة الداخل الى مفاوضات جنيف اليان مسعد بأن القوى السياسية والعسكرية هي المسؤولة عن هزيمة عفرين والتي تفردت بقراراتها  وتحت مسميات متنوعة، حتى تتمكن من تحقيق سيطرتها العسكرية على الأرض بدعم من اميركا، موضحا انه “يجب أن تعترف وتتحمل مسؤوليتها التاريخية عن هذا الخطأ الاستراتيجي الشامل الذي حشرها في وضع غير وطني انتهكت من خلاله السيادة الوطنية السورية على منطقة عفرين وغيرها، بما مكن النظام التركي من الاستفراد بها وهزيمتها بسرعة قياسية، مما أدى إلى سقوط عدد كبير من الشهداء المسلحين والمدنيين وإلى تهجير مئات الآلف من أبناء شعبنا السوري في عفرين، وتدمير ممتلكاتهم، وتفريغ مناطقهم من السكان”.

ويضيف اليان مسعد “إن التحدث عن مبادلة بين الغوطة وعفرين هو وهم لا أساس له من الصحة، ودعاية إعلامية رخيصة لتبرير الهزيمة في عفرين، ووضع إسفين بين المكون السوري الكردي، وبقية مكونات الشعب السوري، والجيش السوري، وحلفاء سوريا، وإن أكبر إثبات أنه لم يكن هناك تسليم منطقة الغوطة الشرقية، هو عدد الشهداء الذي تجاوز 600 من الضباط السوريين والروس في معارك الغوطة خلال العملية الاخيرة، والذين هم معروفون بالاسماء والرتب العسكرية”.

ويعتبر اليان مسعد أن استعادة السيادة الوطنية السورية التي انتهكت خلال سنوات الازمة في المناطق التي سيطرت عليها ” قسد” وقوات الحماية وحلفاؤه، ضرورة لا غنى لاستمرار المقاومة الوطنية ضد الإرهاب واحتلال القوات التركية والاميركية لأي شبر من الأرض السورية، وتقضي من هذه القوى التخلي عن شعارتها الوهمية المناورة، والخروج من الحلف الاميركي، ومن تحت الوصاية الاميركية المباشرة، وفضح الاتفاقات السرية، من خلال التحالف مع الجيش السوري وحلفائه، ويبقى التقدم السياسي ضروري عبر مخرجات سوتشي والقرار 2254 ومقررات فيينا، التي حددت طريق الحل وهوية الدولة الديموقراطية العلمانية التي تسودها المواطنة المتساوية وحقوق الانسان واللامركزية الادارية.

هل توقف المد التركي أم سيكمل تهديده في التمدد نحو الشمال السوري؟، ما هو الموقف الروسي والاميركي في المرحلة المقبلة، وهل سنكون أمام مواجهة في شرق سوريا وشمالها، أم أن هناك خطوطا محددة سيتوقف عندها الجميع لاستكمال المفاوضات مع اوراق ميدانية جديدة؟

 

وسام عبدالله

عن وسام عبدالله