الرئيسية » العالم والخليج » مصدر كردي ل “جورنال”: أردوغان في مستنقع يشبه صدام حسين في غزو الكويت

مصدر كردي ل “جورنال”: أردوغان في مستنقع يشبه صدام حسين في غزو الكويت

 

 

دخلت العملية العسكرية التركية “غصن الزيتون “، مرحلة جديدة، مع بدء التحضيرات لانتشار الجيش السوري، أو “وحدات شعبية” كما وصفها الاعلام الرسمي السوري، ما سيخلق مشهد مواجهة مباشرة بين الجيشين التركي والسوري، لتكون المنطقة في شمالي غربي البلاد إما امام معركة بينهما أو يتم انهاء العملية العسكرية وتكون المنطقة دخلت تحت سيطرة الدولة السورية برعاية روسية وموافقة تركية.

يقول مسؤول العلاقات الخارجية في الادارة الذاتية في عفرين سليمان جعفر ل “جورنال” أن العقد الاجتماعي لنظام الادارة الذاتية والنظام الفدرالي يشير الى أن عفرين منطقة سورية.

ويوضح جعفر “إن الحفاظ على الحدود الدولية هي من مهمة الدولة السورية، ومنذ أول يوم للهجوم التركي على عفرين أصدرت الادارة الذاتية في عفرين بيانا إلى الرأي العام طالبت فيه الدولة السورية بواجبها الوطني والقدوم إلى عفرين لحماية حدودها الدولية. إي أن مطالبتنا للحكومة السورية بالقيام بواجبها في حماية سماء وحدود سوريا ليس وليد اليوم، ولازلنا ندعو الحكومة لحماية سمائها وحدودها الدولية”.

ويضيف “نحن لا نسعى الى تحقيق مكاسب ليست من حقنا، بل الغاية من التنسيق مع النظام هي اختصار الوقت في جلوس السوريين مع بعضهم، حيث أثبتت سنوات الازمة أن كل المفاوضات والاجتماعات والمؤتمرات التي تكون برعاية جهات خارجية لم تثمر عن نتيجة”.

ويوضح المسؤول في “الإدارة الذاتية” أنه حتى الان لم يبدأ انتشار للجيش السوري وحسب ما يتم الحديث عنه من مصادر عسكرية كردية فإن مهمة الجيش هي حماية سماء عفرين والتمركز في نقاط حدودية مع تركيا، ويتابع قائلا ان “دخول أو عدم دخول مؤسسات الحكومة الى عفرين سيكون موضوع نقاش بين الإخوة في البلد الواحد بعد زوال الاحتلال التركي، في حال توفر الاجواء السلمية والنية الصادقة سيتم حل كل المشاكل بالحوار”.

ويعتبر أن ما يحدث الان ليس غريبا عن توجهات الاكراد منذ تأسيس أول حزب كردي في سوريا في العام 1957، فيقول “نحن نعمل من اجل الاعتراف بنا دستورياً كمكون من مكونات سوريا وأن يُسمح لنا بالتعلم والقراءة بلغتنا الأم، لنا حقوق كما علينا واجبات”. ويضيف ” نحن لم ننحاز إلى أي طرف، فالمعارضة تسعى للإطاحة بالنظام، والنظام سيدافع عن نفسه. أما نحن لا نهدف الى استلام الحكم بل كل طموحنا ان نعيش جنبا إلى جنب مع كافة المكونات، ولم نطلب يوما الانفصال كما تروجه وسائل الاعلام التركية والمعارضة”.

واعتبر جعفر أن تركيا وقعت في مستنقع يشبه الذي وقع فيه الرئيس العراقي السابق صدام حسين عند غزوه الكويت، مع فارق القوات المدافعة لصالح “وحدات حماية الشعب” في عفرين، ويقول “تركيا لم تكن تستطيع أن تتقدم على الارض لولا طيرانها الحربي المتطور وخاصة الطائرات الاميركية الصنع. ومعظم قتلى الجانب التركي هم من المجموعات المتشددة المرتبطة بها، وحسب شهود عيان وصحافيين فإن الضباط الأتراك يدفعون عناصر تلك المجموعات امامهم دفعاً للموت، ولخلق فتنة عربية-كردية وزيادة التشنج بين المكونين والرابح تكون تركيا”.

ويضيف أنه بعد شهر من العملية العسكرية لم يتقدم الجيش التركي الذي يعتبر من بين اقوى جيوش العالم برياً وثاني اقوى جيش في حلف “الناتو”، سوى في بعض القرى الحدودية. ويقول “استهدفت تركيا البنية التحتية والمدارس ومحطات المياه ودور العبادة والاماكن الأثرية، واليوم استهدفت سد ميدانكي للمرة السادسة، وتجاوز عدد الشهداء المدنيين 180 والجرحى بحدود 450. ولجأت الدول التركية الى استخدام الاسلحة المحرمة دولياً. والادوية التي كانت مخزنة كادت تفقد في ظل هذه الاستهدافات الكبيرة للمدنيين. ونتيجة خوف المدنيين من الطائرات الحربية التركية لجأ العديد من سكان نواحي عفرين الى مركز المقاطعة”.

وتشير مصادر كردية الى أن التنسيق بشكل أساسي هو في شكل المفاوضات فهناك بنود مختلفين حولها واخرى متفقين عليها، وسيصدر بيان من “وحدات الحماية” حول هذا التنسيق، موضحة ان البنود الاساسية التي يوجد خلاف عليها هي دخول المؤسسات الحكومية.

وتضيف المصادر “عفرين مدينة سورية، وكل المشاكل التي مررنا بها من تتريك وتعريب لا نلتفت لها فالاهم أننا سوريون بامتياز”.

وعن إمكانية التواصل مع دمشق في ظل النظام الفدرالي المقترح من قبل الادارة الذاتية، تشير المصادر انه “لا مشكلة لدينا مع أشخاص أو قيادات في من يحكم دمشق في التواصل معه، فالرئيس بشار الاسد حاليا هو رئيس الدولة، فلا مشكلة لدينا فنحن كلنا سوريون من دون تمييز “.

في دمشق خرجت قبل أيام تجمعات لسوريين اكراد كانت تحت شعار دعم عفرين وقد رفع خلالها أعلام كردية وصور رئيس حزب العمال الكردستاني عبد الله اوجلان وهي كانت من التجمعات النادرة التي تسمح فيها الدولة السورية بخروجها في العاصمة دمشق. وتصف المصادر الكردية الخطوة بانها مبادرة ايجابية وتعتبر بداية لحل شامل وطويل الأمد وهي خرجت في دمشق التي هي عاصمة كل السوريين، وتقول “نتمنى أن تكون بداية لصفحة جديدة ونثبت أنه يمكننا أن نحل مشاكلنا كسوريين من دون الحاجة إلى الخارج”.

دخلت منطقة غربي الفرات في إعادة ترتيب وتموضع في الميدان العسكري، والذي يدخل تحت المظلة الروسية، فهل ستكون عفرين هي النموذج الاول والمعلن بشكل مباشر للتنسيق بين الاكراد والحكومة السورية، لينعكس في مرحلة لاحقة على مناطق شرقي الفرات التي تسعى الولايات المتحدة لإحكام السيطرة عليها؟.

 

وسام عبدالله

 

عن وسام عبدالله