الرئيسية » العالم والخليج » السعودية تشدد قبضتها على أموال الحريري.. وأزمته تتعمق

السعودية تشدد قبضتها على أموال الحريري.. وأزمته تتعمق

تتعمق الأزمة المالية التي يعاني منها رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، في ظل العلاقة الملتبسة التي تربطه بالمملكة السعودية، خصوصاً ولي عهدها الأمير محمد بن سلمان الذي يُعتقد بأنه يقف وراء حصر الدعم السعودي للحريري والسعي للإمساك بشركة “سعودي أوجيه”.

وازدادت سخونة اعتصام الموظفين المصروفين (المستغنى عنهم) من “تليفزيون المستقبل” الذي يعد إحدى مؤسسات مجموعة “سعودي أوجيه” في لبنان.

وصباح الأربعاء 10 يناير/كانون الثاني الحالي، نفذ عدد من الموظفين المصروفين تعسفياً من “تليفزيون المستقبل”، اعتصاماً أمام مبنى التليفزيون، وذلك للاحتجاج على المماطلة في دفع مستحقاتهم وتنفيذ العقود المستحقة، بحسب ما أوردته.

وتعود أزمة الرواتب غير المدفوعة إلى العام 2015، فبعد تخلّف إدارة التليفزيون عن دفع أجور 13 شهراً لموظفيها، أقدمت في العام 2016 على طرد نحو 150 موظفاً بشكل تعسفي، كما يقول هؤلاء.

وكان الموظفون قد وقعوا عقود تراضٍ تضمن لهم الحصول على تعويضات مالية بدل الصرف، بالإضافة إلى رواتبهم ومستحقاتهم المتراكمة خلال 13 شهراً، وذلك قبل انقضاء العام 2017، وفي حين التزمت المؤسسة دفع التعويض المالي على دفعات ومع بعض التأخير، لكنها ما زالت تماطل في سداد الرواتب.

والسبت، 13 يناير/كانون الثاني، تجمع عشرات الموظفين السابقين في شركة “سعودي أوجيه”، أمام منزل رئيس الوزراء سعد الحريري في بيروت، للمطالبة بصرف رواتبهم المتأخرة، وكان أبرزهم حنا الحداد، مسؤول التموين سابقاً في الشركة، الذي هاجم الحريري بشدة في مكبر صوت.

من ناحية أخرى، يستعد الحريري للمعركة الانتخابية النيابية المقبلة، التي ستنطلق في مايو/آيار المقبل، وقبل أيام، وفي أحد اجتماعات المكتب السياسي لتيار المستقبل، تحدّث الحريري عن أهمية التحضير للمعركة الانتخابية، ومرر كلمة عن أن المال السياسي لخوض هذه الانتخابات سيكون جاهزا وحاضراً، ولم يستفض بخصوص الأموال.

وكانت السعودية هي المصدر المالي للمعركة الانتخابية لتيار المستقبل دائما، ولاحقاً لكل قوى 14 آذار، ويضرب الكثيرون المثل على ذلك بانتخابات العام 2009.

ومنذ أزمة احتجاز الحريري في السعودية في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، في نفس توقيت احتجاز عدد من كبار الأمراء والوزراء ورجال الأعمال في المملكة بفندق “الريتز” في الرياض، وخروجه بوساطة فرنسية، يسود اعتقاد أن ولي العهد السعودي بن سلمان هو من يقف وراء حصر الدعم السعودي للحريري والسعي للإمساك بشركة “سعودي أوجيه”.

ورغم كل ما سبق، لا يزال تيار المستقبل مصرا على عدم قطع “شعرة معاوية” مع المملكة، وفي بيان له، مؤخرا، عبر التيار عن أسفه لطريقة ومضمون المخاطبة التي توجّه بها رئيس اللقاء الديمقراطي النائب ​وليد جنبلاط​ للسعودية​، معتبرا أنه “أسلوب لا يتوافق مع تاريخه وتاريخ ​الحزب التقدمي الاشتراكي​ وعلاقته التاريخية مع دولة شقيقة كانت دوماً إلى جانب ​لبنان​ وقضاياه”.

 

(عن “الخليج الجديد”)

 

عن جورنال