لعل أخطر ما صدر عن المرشح الجمهوري دونالد ترامب عن انسحاب الرئيس جو بايدن من السباق الرئاسي، قوله “اعتقد أن هزيمة نائبه كامالا هاريس ستكون أسهل من هزيمته”.
أما أخطر ما لم يُقَل فهو امتناع الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما، التعبير عن دعمه لترشيحها.
وبرغم توالي مواقف التأييد من جانب قيادات ديمقراطية لهاريس التي بدت بمثابة “مرشحة الضرورة” زمنيا نظرا لاقتراب موعد المعركة الانتخابية، فإن أوباما اكتفى بالتعليق قائلا “سنبحر في مياه مجهولة في الأيام المقبلة. لكن لدي ثقة غير عادية في أن قادة حزبنا سيكونون قادرين على المضي في عملية يخرج منها مرشح متميز”.
ورسميا، لا تعتبر هاريس المرشحة الرسمية باسم الحزب الديمقراطي حتى لو أن بايدن زكاها في بيان تنحيه، ولو انهالت عليها مواقف التأييد من النواب الديمقراطيين، بما في ذلك الرئيسة السابقة لمجلس النواب نانسي بيلوسي التي قالت إن “لديها الثقة الكاملة بأن هاريس ستقودنا إلى النصر في تشرين الثاني/نوفمبر المقبل”.
وأمام هاريس 100 يوم فقط قبل المعركة الانتخابية الموعودة في 5 تشرين الثاني/نوفمبر. لكن أمامها أيضا، وقبل ذلك، أن تحظى بتأييد مؤتمر الحزب الديمقراطي الذي سينعقد في مدينة شيكاغو من 19 إلى 22 آب/أغسطس.
لكن أوباما، وهو العقل المدبر للحزب منذ سنوات، لم يقل كلمته حتى الآن. ومن غير الواضح، ما إذا كان سيستغل الأيام الفاصلة عن مؤتمر شيكاغو، لبلورة شخصية ديمقراطية بديلة، أكثر قدرة وكفاءة على منازلة ترامب الواثق من قدرته على هزيمتها.
ولهذا فإن مصير هاريس وفوزها معلق الآن على التالي:
-قدرتها على جمع المزيد من الأموال لحملتها
-اصطفاف “مؤتمر شيكاغو” خلفها بمواجهة مرشحين آخرين
-نجاح هاريس في اختيار موفق لمرشح منصب نائب الرئيس
-نجاح الديمقراطيين في استغلال “الترامبوفوبيا” لاستنهاض قواعدهم الناخبة والشرائح المترددة، خصوصا في الولايات المتأرجحة
وبرغم أن مراقبين كيثرين يعتقدون أن هاريس لن تكون الرئيس ال47 للولايات المتحدة، إلا إذا أنزلت عليها السماء “معجزة”، في زمن لا أنبياء فيه، إلا أن المفارقة المهمة، أن صغر عمرها (59 سنة) مقارنة بترامب (78 سنة)، قد يعمل لصالحها، مثلما عمل “سيف العمر” لصالح ترامب في معركته لإسقاط بايدن. كما أن سر انتصارها الحاسم على ما يبدو، سيكون مرتبطا بما إذا كانت ستحسن أيضا استغلال سلاحها الثلاثي لاستقطاب الناخبين، والمتمثل بكونها إمرأة (ثاني سيدة تخوض المعركة بعد هيلاري كلينتون) وسمراء، وابنة مهاجرين.
وإلى ذلك الحين، سننتظر “شيكاغو”.
خليل حرب