الرئيسية » اراء ودراسات » كربلاء عربية جديدة :أما من ناصر لغزة ؟

كربلاء عربية جديدة :أما من ناصر لغزة ؟

الجغرافيا الفاصلة بين كربلاء وغزة 900 كليومتر، لكن التاريخ يربط بينهما بما هو أكبر بكثير. كيف؟

تتجمع كل عناصر المظلومية، والحق، والفداء والتضحية.. والخذلان. أهل غزة هم كأهل البيت تماماً. خرجوا من أجل الذود عن مجتمعهم وإعلاء كلمة الحق وردع الظلم. ولم يخرجوا من سجنهم الأكبر في العالم، طلباً لمال أو نفوذ أو سلطة، فلو كان هذا مطمعهم، لاكتفوا بما لديهم في غزة من سلطة.

ولم يكن أهل غزة ليبايعوا من هو مثل هذا المحتل لأرضهم وسمائهم وبحرهم. لا دينهم، ولا قيمهم، ولا انتمائهم إلى الأرض، يُجيز لهم ذلك. ولهذا، فإن اصطدامهم مع “الحاكم” الظالم الذي نكث مراراً شروط الصلح، مثلما فعل الظالم نفسه قبل 1400 سنة، كان قدراً. وإن خروجهم في 7 تشرين الأول/أكتوبر، مثلما خرج أهل بيت النبي محمد في العام 61 هجري، من مكة، كان هو فعلياً طوفان انتفاضة على القهر.

لقد حفرت واقعة كربلاء عميقاً في تاريخ هذه البلاد كلها، وفرّقتها وشرذمتها، لكن الدماء المسفوكة في كربلاء، مثلما أظهرت عبر التاريخ، لم تتح لحكم ظالم أن يدوم طويلاً. وتوارثت الأجيال عبر قرون العبرة المؤلمة بتقاعس المسلمين عن نصرة أهل البيت. فمنهم من تهيب فكرة الخروج على طاعة ولي الأمر، ومنهم من تخوف من التمرد على قمع ولاة الحاكم، ومنهم من أغرتهم الأموال والمنافع، لكن النتيجة كانت واحدة ومُفجعة: ترك أهل البيت، مع قلة قليلة، تحت الحصار والسيوف والرماح.. والعطش.

لمتابعة القراءة :

عن خليل حرب

خليل حرب، صحافي لبناني، مدير تحرير في جريدة "السفير" سابقا. يشغل اليوم منصب رئيس تحرير موقع "جورنال".