الرئيسية » العالم والخليج » فلسطين » انقلابيو السودان و”توريث التطبيع”: تغلغل اسرائيلي في افريقيا

انقلابيو السودان و”توريث التطبيع”: تغلغل اسرائيلي في افريقيا

يسعى الإحتلال إلى تثبيت وجوده في القارة الافريقية، عبر مشاريع اقتصادية واتفاقيات سياسية، ومنها زيارات متبادلة من الجانب “الاسرائيلي” باتجاه الخرطوم، وأخرى من رئيس جمهورية تشاد باتجاه “تل أبيب”.

وسام عبدالله

وكان من اللافت ان الانقلابيين في الخرطوم، وفق التصريحات الصادرة عنهم، يحاولون الزام “الحكومة المدنية” التي لم تتشكل بعد في السودان، بابرام اتفاقية السلام مع اسرائيل، برغم ان احزابا سياسية سودانية، تعارض هذه الخطوة، بينها حزب المؤتمر الشعبي، وحزب العدالة الاجتماعية الناصري، وتحالف نداء السودان وغيرها.

وكان رئيس مجلس السيادة في السودان عبد الفتاح البرهان، استقبل الخميس وزير الخارجية “الإسرائيلي” إيلي كوهين والوفد المرافق له الذي يزور الخرطوم، بحضور وزير الخارجية السوداني المكلف السفير علي الصادق، فيما رافق المسؤول “الإسرائيلي” مدير عام وزارة الخارجية رونين ليفي، ونائب مدير عام وزارة الخارجية رئيس قسم إفريقيا شارون بار لي، ورئيس “وكالة ماشاف إسرائيل” للتعاون الإنمائي الدولي في وزارة الخارجية إينات شلين، والمستشار القانوني لوزارة الخارجية تال بيكر.

ووصف الاحتلال الزيارة “بالتاريخية” كونها على تندرج في سياق الطريق نحو توقيع إتفاق سلام بين الطرفين في واشنطن حيث ذكر بيان الخارجية “الإسرائيلية” أن الزيارة تهدف إلى “توقيع اتفاق سلام مع السودان في وقت لاحق من هذا العام”. وأشار البيان الى أن الزيارة “تمت بموافقة الولايات المتحدة، ووضع الطرفان اللمسات الأخيرة على نص الاتفاق، ومن المتوقع أن يتم حفل التوقيع بعد نقل السلطة في السودان إلى حكومة مدنية سيتم تشكيلها كجزء من عملية الانتقال الجارية في البلاد”.

وقدم وزير خارجية الإحتلال للجانب السوداني، برنامج المساعدات الذي سيركز على المشاريع وبناء القدرات في مجالات المساعدات الإنسانية وتنقية المياه والطب العام، وعن رغبة حكومته “في المساعدة في جهود التنمية في السودان لصالح الشعب السوداني، في مجموعة متنوعة من المجالات المدنية، بما في ذلك الأمن الغذائي وإدارة الموارد المائية والزراعة وغيرها”.

وعن إتفاقية السلام التي تسعى “إسرائيل” إلى توقيعها مع الخرطوم، أوضح كوهين أن الزيارة تسعى لإرساء الأسس إتفاق مع دولة عربية وإسلامية إستراتيجية، وقال “اتفاقية السلام بين إسرائيل والسودان ستعزز الاستقرار الإقليمي وتسهم في الأمن القومي لدولة إسرائيل”، وتابع “توقيع اتفاقية السلام سيكون بمثابة فرصة لإقامة علاقات مع دول أخرى في إفريقيا، بالإضافة إلى تعزيز العلاقات القائمة مع الدول الإفريقية”.

والتواصل بين السودان و”اسرائيل” مر بعدة مراحل، منه إعلان الخرطوم سنة 2020 عن نيتها الانضمام إلى “اتفاقات ابراهيم”، كما كشفت وسائل إعلام العدو، في السنة ذاتها، عن لقاء جمع رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان، برئيس الوزراء “الإسرائيلي” بنيامين نتنياهو في أوغندا، وسبق لوزير الخارجية الخارجية “الاسرائيلي” أن زار السودان في العام 2021.

وفي اطار العلاقات الافريقية مع “اسرائيل”، افتتحت تشاد، الخميس، سفارة لها في “تل أبيب”، وفق بيان مشترك لنتنياهو ورئيس تشاد محمد إدريس ديبي، الذي يقوم بزيارة رسمية لها.

وقال نتنياهو مشيرا الى أن هدف الزيارة، ” يمكن أن يساعد في عودة إسرائيل إلى إفريقيا وعودة إفريقيا إلى إسرائيل”، وأضاف ” هذه هي العلاقات التي نريد الارتقاء بها إلى مستويات جديدة، وزيارتكم هنا في إسرائيل وافتتاح السفارة تعبير عن ذلك”.

وتحاول “إسرائيل” الانضمام إلى الاتحاد الأفريقي بصفة عضو مراقب، وكانت محاولتها الأخيرة في العام 2021، لكن في مواجهة الاحتجاجات لا سيما من قبل جنوب إفريقيا والجزائر، تم تكليف لجنة النظر في الأمر. وتبقى رغبة “إسرائيل” بتعزيز دعمها في المؤسسات الدولية عبر البوابة الافريقية، لتتسلل عبر تصريحات رسمية لمسؤولين أفارقة، ومنهم سفير السنغال في فرنسا ووزير الخارجية المالي السابق، حيث يشير بعضهم إلى ضرورة التعامل “البارغماتي” وحرية كل دولة في بناء العلاقات التي تناسب مصالحها، بحسب وصفهم.

عن جورنال