تتسارع الاحداث في الشمال السوري مع التصريحات والتحركات التركية المتوجهة نحو منطقة عفرين، حيث أعلن الاتراك عن رفع جهوزية وحدات الجيش التركي في حال تم الاعلان عن معركة باتجاهها، ليقابله استعدادت كردية لمواجهة مباشرة مع الاتراك وقوات “درع الفرات”.
أكثر من مليون نسمة في عفرين تستعد لأي تطور عسكري في منطقتهم التي تقع في شمال غرب سوريا على الحدود مع تركيا، حيث أصدرت قيادة الأركان التركية أمرا بوضع جميع القوات العسكرية المتمركزة على الحدود في حالة التأهب القصوى.
ويصف عضو الهئية التنفيذية في “حزب الاتحاد الديمقراطي” (PYD) شيخموس أحمد لموقع “جورنال” أهمية موقع عفرين قائلا “تعتبر مدخلا للعمق السوري وهي من منطقة الشهباء في شمال سوريا، وتتميز بموقعها الاستراتيجي للاتراك، فحين دخل العثمانيون المناطق العربية، دخلوا من منطقة الشهباء في معركة مرج دابق، وهم يعتمدون في الكثير من سياساتهم على تاريخهم القديم والمواقع التي انتصروا بها على المماليك”.
ويضيف عن أهمية المنطقة من الناحية الاجتماعية، قائلا “هي حاضنة للنازحين السوريين الذين هربوا من الارهاب من مختلف المناطق الشمالية والغربية والجنوبية وتضم مئات الالاف من الناس، وهي المقاطعة الثالثة للإدارة الذاتية الديموقراطية والتي تصل إلى عموم مناطق سوريا، وهي ضمن طوق جغرافي من حدود تركيا شمالا وادلب جنوبا وشرقا اعزاز جرابلس والباب”.
يعتبر شيخموس أحمد أن الهدف من تأسيس الحكومة التركية لقوات “درع الفرات” لم يكن بهدف إسقاط النظام السوري بحسب قوله، وإنما بهدف ضرب المكتسبات التي تم تحقيقها في الشمال السوري. ويوضح ان “تركيا تعتمد على الجماعات في محاربة القوات الاخرى، ما تسمى بالمعارضة السورية والجيش الحر المتواجد في الاراضي التركية هي بتنسيق مع الحكومة التركية، من خلال تدريبهم وتسليحهم ومدهم بالاموال، والجماعات المسلحة والائتلاف السوري المعارض اصدروا بيانات وأعلنوا بشكل واضح دعمهم ووقفوهم إلى جانب الجيش التركي، وهذا واضح كون الائتنلاف تحت سيطرة الدولة التركية”.
وانتشرت صور ومقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي مع إعلان الاستعدادات التركية تظهر جاهزية سكان عفرين للمواجهة. ويؤكد عضو حزب الاتحاد أن الشعب في عفرين بكافة مكوناته اليوم على استعداد للدفاع عن أراضيهم، مضيفا أن الجماهير في عفرين تلقت تدريبات ولها خبرة في الدفاع عن نفسها.
ويقول شيخموس “ستكون القوة الغازية هي الخاسرة وسكان عفرين لهم الحق المشروع في الدفاع عن اراضيهم “. ويتابع قائلا “عفرين لن تكون وحدها في مواجهة الجيش التركي فكل الشرفاء في سوريا سيدافعون عن عفرين من الناحية المعنوية، أما من الناحية العسكرية فالاقاليم الثلاث ستكون جاهزة للمواجهة، فعفرين قدمت تضحيات إلى كافة المناطق، فالذين سيساندون بالقوة المتواجدة في الاقاليم الاخرى”.
وقد نشرت صور لقوات عسكرية وصفت بأنها ل”مجلس منبج العسكري” متوجهة إلى عفرين لمساندتهم في التحضيرات إن حدث أي اعتداء، حيث دعا المؤتمر الوطني الكردستاني لـ”حزب الاتحاد الديمقراطي” في سوريا الشعب الكردي إلى التأهب للنضال من أجل عفرين، متعهدا بأن تركيا ستتلقى هزيمة منكرة في حملتها على عفرين.
وعن إمكانية نقل المعركة إلى داخل تركيا يقول شيخموس انه “نتيجة أزمتها الداخلية تحاول تركيا تصدير الازمة إلى خارج حدودها، لذلك المجتمع الكردي المتواجد في العمق التركي او حتى الاتراك الاحرار لن يقبلوا بأن تكون قواتهم وأبنائهم سببا في خلق مشاكل دول الجوار وخاصة بتجاوز السيادة السورية، لذلك الشعب الكردي سيقوم بالاعتصامات والاحتجاجات في العمق التركي وستكون بداية النهاية لحزب العدالة والتنمية”.
ويضيف “إن أميركا بدأت بالتخلي عن حليفها التركي الذي كان شرطيا بينها وبين الاتحاد السوفيتي، وهي ستدخله في مطبات كبيرة بعد فشله في قيادة مشروع الاخوان المسلمين في الشرق الاوسط، بالنهاية فان اميركا وروسيا في المنطقة”.
وفي سياق متصل، حذر نائب وزير الخارجية والمغتربين الدكتور فيصل المقداد، يوم أمس، القيادة التركية من أنه في حال المبادرة إلى بدء “أعمال قتالية” في منطقة عفرين السورية فإن ذلك سيعتبر عملا عدوانيا من قبل الجيش التركي على سيادة أراضى الجمهورية العربية السورية طبقا للقانون الدولى المعروف لدى الجانب التركي. وأشار في مؤتمر صحافي “إن انقرة في حال إقدامها على أي عمل عسكري ستعقد وضعها كأحد رعاة التسوية في الأزمة في سوريا وستقدم نفسها على درجة واحدة مع المجموعات الإرهابية”، مع صدور تحذيرات من الحكومة السورية بالاستعداد للرد على أي اعتداء تركي. وقد أعلن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أن بلاده تعتزم بين لحظة وأخرى التدخل في عفرين ومنبج في سوريا متهما واشنطن بعدم الالتزام بوعودها، مشيرا الى أن أنقرة ستنسق عملية عفرين مع روسيا وإيران.
وسام عبدالله