الرياض – “جورنال”
تفاقمت الازمة السعودية مع كندا بقطع الرياض علاقاتها بالكامل مع اوتاوا، بسبب تغريدة على موقع “توتير” لحساب السفارة الكندية في السعودية، يعرب عن قلقه ازاء حملة الاعتقالات التي طالت نشطاء في المجتمع السعودي، لكن المادة الدسمة التي تناولتها وسائل الاعلام الغربية كانت الصورة التي قام بنشرها احد الحسابات الرسمية السعودية والتي جاءت على شكل طائرة تقترب من برج اوتاوا في لقطة مشابهة كثيرا للصورة الشهيرة لاحداث ١١ سبتمبر/ايلول باصطدام الطائرتين ببرجي التجارة العالمي في مدينة نيويورك الاميركية.
ولم تتوقف تبعات الازمة على ابعاد انسانية وحسب تمثلت بسحب البعثات التعليمية للطلبة السعوديين في كندا، بل وصلت الى تشكيل أول حالة انشقاق في الدبلوماسية الخليجية الموحدة بشكل علني بخلاف ازمة مقاطعة قطر، فالدوحة اعلنت عبر وزارة خارجيتها عن رفضها لتصريح الامانة العامة لمجلس التعاون الخليجي الذي دعم الموقف السعودي، منادية في الوقت ذاته باحترام حقوق الانسان وفعاليات المجتمع المدني، وعدا ذلك فقد صدرت بينات تأييد لموقف الرياض من جانب جامعة الدول العربية والامارات وبعض الدول العربية.
وقد اعلن المعارض السعودي الحاصل على حق اللجوء في كندا عمر عبدالعزيز عبر حسابه على “توتير” عن تهديد السلطات السعودية له باعتقال اهله واصدقائه في حالة مواصلة الحديث عن الازمة مع كندا.
وليست هذه المرة الاولى التي يتعرض فيها عبدالعزيز الى الابتزاز بعد ان تم نشر تغريدة من احد الحسابات المقربة من السلطات السعودية في وقت سابق تضمنت صورة لوالدته.
وفي وقت سابق، تدخلت الخارجية الاميركية بالازمة بعد ان اعلنت في بيان لأحد المسؤولين بها عن مطالبتها بمعرفة مصير عدد من الناشطين الحقوقيين في السعودية، وهوتقريبا نفس الموقف الكندي الذي تسبب بقطع لعلاقات معها.
وأصبحت كندا خلال الفترة الماضية قبلة لعدد من السعوديين الطالبيين للجوء اليها، سواء كان لاسباب انسانية او سياسية، ولعل من أبرزهم انصاف حيدر، زوجة رائف بدوي المعتقل في السجون السعودية بسبب قضية تتعلق بالردة عن الاسلام وقد حكم عليه بالسجن لعشر سنوات مع الجلد ١٠٠٠ جلدة، قبل ان تعتقل السعودية شقيقته سمر بدوي التي تحمل الجنسية الاميركية والحاصلة على جازة الشجاعة الاميركية، وهو الامر الذي دفع وزارة الخارجية في واشنطن لاصدار البيان الاخير.
وبخلاف صفقة بيع الاسحلة الكندية للسعودية والتي تم توقيعها في العام ٢٠١٤ وتمتد لمدة ١٤ عام بملبغ يصل الى ١٢ مليار دولار، فإن اجمالي التبادل التجاري بين البلدين قد بلغ ثلاثة مليارات دولار في العام ٢٠١٦، مع اعتبار الرياض ثاني اكبر دولة في الشرق الاوسط المتقبلة للسلع الكندية. وعلى الرغم من دفاع رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو عن الصفقة التي وصفها بانها متوافقة مع مبادئ بلاده، الا ان الرياض اعلنت عن توقف العمل بها بقطع كل التبادل التجاري والصفقات المبرمة بين البلدين.
وليس من المتوقع ان تحذوا بعض الدول الخليجية حذو الرياض قطع علاقاتها مع كندا على الرغم من التأييد الاماراتي المعلن لموقف السعودية على لسان وزير شؤون خارجيتها أنور قرقاش. فمصادر ديبلوماسية خليجية توقعت ان لا يتفاقم الامر بين البلدين لما هو أسوأ من هذا، مشيرة الى ان موقف الرياض بقطع العلاقات مع كندا هو بمثابة الانذار للدول الغربية الاخرى بشان اتخاذ موقف مماثل متى ما تم التدخل بالشؤون الداخلية للمملكة، خصوصا مع تصاعد تقارير الاعلام والمنظمات الدولية للدور السعودي المنتهك لحقوق الانسان سواء بالحرب على اليمن او حتى بالداخل السعودي، وهو الامر الذي حاول مرارا ولي العهد محمد بن سلمان طمسه تارة عبر اظهار بلاده بموقف الدولة المحاربة للارهاب في المنطقة من خلال حرب اليمن، او عبر الانفتاح بالمجتمع السعودي سواء عبر حقوق المرأة او بالوسائل الترفيهية.
اقرأ ايضا https://journal-lb.com/article/2767