يبدو كورونا المستجد كأنه فيروس وديع مقارنة بفيروسات تسببت بأوبئة على مر التاريخ، وغيرت مسار البشرية وقدرتها على الاستمرار احيانا ليست قليلة. ولعل من اكثر الامثلة بشاعة التي يمكن التوقف عندها، ما جرى مع السكان الاصليين للاميركيتين.
فبعدما وصلت طلائع المستوطنين الاوروبيين لغزو اراضيهم حيث جلبوا معهم فيروسات لم تألفها اجساد السكان الاصليين، وانتشر بينهم الجدري والحصبة والحمى والتيفوئيد وغيرها من الاوبئة التي حصدت ملايين الارواح، وسهلت استيلاء الاوروبيين على اراضيهم الشاسعة، واضمحلال ثقافات ومجتمعات الهنود الاصليين بعدما راحت اعدادهم تتناقص منذ بدايات القرن السادس عشر بفعل الامراض القاتلة.
هناك بالفعل تقديرات غير مؤكدة تتحدث عن فناء نحو 80 في المئة من السكان الاصليين بسبب هذه الاوبئة، اي ما يقدر بعشرات الملايين من البشر.
(جورنال)