الرئيسية » Uncategorized » من لومومبا الى بوتين

من لومومبا الى بوتين

لا الزمن زمن الاتحاد السوفياتي والزعيم خروتشوف الذي تخلى عن الزعيم الافريقي باتريس لومومبا في الكونغو، ولا زمن جمال عبدالناصر الذي حاول انقاذه من براثن الاستعمار البلجيكي ولم ينجح، فجرى اعدامه.

الا ان روسيا، الوريثة الشرعية للاتحاد السوفياتي، تعود الى طرق أبواب قارة أفريقيا بكل ثقة. تحاول روسيا تجاوز الام وخيبات الماضي في الخمسينات والستينات من القرن العشرين.

قمة “افريقيا – روسيا” التي تنعقد في مدينة سوتشي الروسية هي الاولى من نوعها، بين عالمين كبيرين، تبعدهما الجغرافيا وتجمعهما بعض فصول التاريخ، لكنهما لم يلتقيا الا قليلا. قمة سوتشي، بحضور رؤساء دول وحكومات 43 بلدا أفريقيا من إجمالي 54 بلدا، هدفها الأوحد بحسب الكرملين، إظهار أن روسيا “لديها الكثير لتقدمه للدول الإفريقية”.

عبدالناصر يستقبل افراد عائلة لومومبا

ولهذا، هناك وعود بمليارات الدولارات من الاستثمارات الروسية. وهناك ايضا ملاحظة أخذها الرئيس فلاديمير بوتين بعين الاعتبار وهي مساندة الحكومات الافريقية أمنيا امام تحديات الارهاب المتفشي في ربوعها.

ويدخل بوتين افريقيا من بوابة مصر. سيتشارك معه الرئيس عبدالفتاح السيسي رئاسة منتدى سوتشي. سيتم الاعلان عن المنطقة الصناعية الروسية في مصر، لتكون بمثابة “بوابة التصدير” الروسي الى انحاء القارة السمراء.

وهناك من يقول ان بوتين جاء متأخرا، اذ سبقته الدول الغربية والصين والهند الى افريقيا بسنوات عديدة. الارقام تشير الى ان التبادل التجاري بين موسكو والدول الافريقية اقتصر على 20 مليار دولار في العام 2018، اي انه أقل من نصف حجم المبادلات الإفريقية مع فرنسا، وعشر مرات أقل منها مع الصين.

ولهذا امام روسيا مهمة شاقة لكسب “قلوب وعقول” الزعماء الافارقة الزوار، وربما الأهم، أسواقهم ومواردهم الطبيعية الغنية.

الارث السوفياتي قد يغيب تماما، حتى ولو ان موسكو البلشفية وقتها ساهمت احيانا في استقلال وتحرر شعوب افريقية عديدة، وخذلت آخرين… كالزعيم لومومبا.

لومومبا بعد اعتقاله

خليل حرب

عن جورنال