كتب اسماعيل حيدر
لم يستثن كورونا أحدا، توغل الى قلب القطاعات الرياضية وأوقفها عن العمل، بات القطاع الرياضي ضحية حتمية لتحرك الوباء، خافت الدول واعلنت إيقاف نشاطاتها بالكامل.
تأثرت كل البطولات الأوروبية وخشعت لوحشية الوباء، مئات الالاف من الجماهير أصيبت بالصدمة، بعد أن خضعت للحجر، فغابت المسابقات وباتت تهدد الكثير من المنافسات التي كانت تشد العالم وتعتبر التسلية الوحيدة الأكثر إمتاعا.
اول الغيث تأجيل كأس أوروبا الذي كان من المنتظر أن تنطلق فعالياته خلال حزيران المقبل فتم ترحيله عاما، الأمر الذي سيربك الاتحاد الأوروبي، ويضعه في حيرة خصوصا ان الدول ستدخل إعتبارا من أيلول المقبل التصفيات المؤهلة الى مونديال 2022 في قطر ما يتعارض مع الموعد الجديد لكأس أوروبا الذي سيكون في حزيران 2021، ناهيك عن الدوريات المحلية إضافة الى دوري أبطال أوروبا
والدوري الأوروبي التي تأخذ جانبا مهما من الأحداث.
يندرج كل ذلك في إطار التنافس وتحقيق الألقاب، لكن ماذا لو وصلت الأمور الى إلغاء دوريات لها وزنها مثل الدوري الإنكليزي أو الإسباني والفرنسي والإيطالي.
قد تعتبر خزائن الأندية هي المقياس الوحيد لإستمرار ديمومة اللاعبين، وتدر المليارات لإستقدام لاعبين أوروبين ومن إفريقيا وأميركا اللاتينية.
ويجب ان نتذكر كم كانت قيمة إنتقال البرازيلي نيمار الى سان جيرمان الفرنسي وكذلك بوغبا الى مانشستر يونايتد ثم البرازيلي كوتينيو الى برشلونة، .. مئات الملايين من اليورو لم تكف لوضع حد لهذا الجنون.
أمام الفيروس ستصبح تلك الملايين خارج المتناول لأن أزمة الوباء ستنعكس سلبا على القطاعات الإقتصادية والإعلانية وستؤثر على الأسعار بشكل كبير.
ويظهر ذلك جليا في إنكلترا خصوصا اذا اتجهت رابطة الدوري الى إلغاء الموسم ما سيرتب على الأندية خسائر مادية ضخمة، وسيؤدي الى أزمة حقيقية بين الأندية والاتحاد.
وتحدد مبدئيا ان يستأنف الدوري في 30 نيسان، لكن مصادر استبعدت ذلك خصوصا اذا واصل الوباء تفشيه وتهديده لكل القطاعات.
ويقف ليفربول بالمرصاد لأي قرار قد يبعده عن اللقب هذا الموسم بعد 30 سنة من الإنتظار، اذ انه يتصدر الدوري بفارق 25 نقطة عن مانشستر سيتي اقرب منافسيه وتبقى له ست نقاط من تسع جولات ليخطف اللقب، و بالتالي فان هذا الأمر سيقضي على حلم الريدز.
وتحوم الشكوك حول إمكانية استئناف الدوري، في الوقت الذي رفضت فيه الأندية التي تتنافس على المراكز الأربعة الأولى للعب بدوري الأبطال، اي قرار بالتأجيل لأنه في ذلك حسب رأيها سيضع الاتحاد الإنكليزي في ورطة لتسمية الفرق التي ستلعب في هذه المسابقة.
ضرب كورونا كرة القدم، وبدأ يؤثر على وضع الاتحادات والأندية المادي ففي الأوروغواي تم تسريح 400 موظف من بينها الأجهزة الفنية ومدرب المنتخب أوسكار تاباريز بسبب الأوضاع المالية الصعبة الناتجة عن تداعيات الفيروس.
وقد يطال هذا الأمر دول أخرى في أوروبا ومنها إيطاليا التي فتك فيها الوباء بشكل خطير.
لو عدنا الى لبنان فان كل الألعاب الرياضة بدأت تعاني وهربت الى الأمام بعد ان أعلنت وزارة الرياضة إيقاف النشطات على أنواعها ما أعطى ذريعة للاتحادات كي تتخلص من مشاكلها التي سيكون لنا كلام أخر عنها…