ونحن نفتح ابوابنا المغلقة بحذر، فاننا نفعل ذلك لا من باب اليقين بالمستقبل، وانما كخضوع للمجهول. هذه حالة فريدة في حياتنا الحاضرة.
ويجبرنا هذا المجهول على طرح تساؤلات لا اجابات لدينا عليها: هل هناك موجة ثانية من كورونا والى أي حد ستفتك بنا؟
ونحن نطرح هذه التساؤلات لاننا نسمح للفيروس بالتسلل الى حياتنا ربما على شكل وباء أكبر. وخياراتنا ليست كثيرة، مع ضرورة معاودة النشاط الاقتصادي وتحريك دورة الحياة، بينما لم نقترب من توفير عقار ناجع، ولم نصل الى مرحلة المناعة الجماعية من الفيروس.
اذا الطريق ما زال طويلا. والخبراء المعنيون منقسمون تماما بين متخوف من موجة ثانية، واخرون اكثر تفاؤلا لا يستبعدون نجاتنا من الموجة الحالية. لكن المعضلة ان الفريقين لا يملكان اجوبة شافية، ولا مطمئنة، وانما مجموعة من التكهنات والمخاوف والبشائر غير المضمونة النتائج.. ولا العواقب.
وتتفلت الناس من اجراءات الحظر والتباعد الاجتماعي، اما مللا أو يأسا أو اضطرارا لاعادة تحصيل لقمة العيش. اما الحكومات، عموما، فهمها منصب على تشغيل الحياة الاقتصادية والمالية، لانها من دونها لا امكانية لها للبقاء او الاستمرار.
اذا هناك تواطؤ ضمني بين الطرفين، المستفيد الأكبر منه هو الفيروس نفسه.
سنشاهد في هذه الأحوال حالات مد وجزر لانتشار الفيروس وفي اجراءات الوقاية والحماية بين المجتمعات، تبعا لخطورة التفشي عندها ولاعداد الوفيات، ولقدرتها على الاستمرار او الاغلاق بكل ما يحمله ذلك من تبعات واعباء اقتصادية. ونرى مجتمعات، شرعت ابوابها لكنها عادت الى اجراءات الحماية واعلان الخطر.
ونحن لسنا فقط أمام خبث الفيروس وقدراته، وانما أمام جهل علمائنا بتاثيرات الاحوال المناخية من الطقس والطبيعة وتفاعلها مع كورونا.
وكأننا امام انتظار حلول الخريف ثم الشتاء، لنرى ونعرف فيما سيكون غالبية البشر قد استأنفوا حياتهم الطبيعية، او تجاهلوا أكثر اجراءات الوقاية والتباعد الاجتماعي.
هذا من سوء حظنا كبشر. ربما. وبامكاننا القيام بالكثير من الامور. فالموجة الثانية ليست قدرا.
خليل حرب