اعلن مكتب الامم المتحدة في لبنان في بيان، ان “الصحة النفسية اولوية للامم المتحدة في لبنان ضمن استجابتها لكوفيد-19”.
واشار الى ان “جائحة كوفيد- 19 ضربت لبنان في وقت يعاني فيه البلد من عدم الاستقرار، الامر الذي لا يؤثر فقط على الصحة الجسدية، بل ايضا يرفع مستوى التوتر والقلق عند الناس، فمن بين الاشخاص الأكثر عرضة اليوم لهذه الضغوطات هم العاملون بالرعاية الصحية المتواجدين في الخطوط الامامية، وكبار السن، والمراهقون والشباب، بالاضافة الى الذين يعانون من اضطرابات نفسية والذين يعانون من مشاكل الناتجة عن اثار الصراع والازمات”.
وفي هذا الإطار، عملت الامم المتحدة في لبنان بشكل وثيق مع البرنامج الوطني للصحة النفسية في وزارة الصحة العامة، من اجل تطوير خطة عمل للصحة النفسية والدعم النفسي الاجتماعي، كجزء من الاستجابة الوطنية لتفشي كوفيد- 19 عبر استخدام نهج متكامل للصحة النفسية.
وذكر البيان انه “تماشيا مع هذه الخطة، وبالتعاون الوثيق مع البرنامج الوطني للصحة النفسية، قامت الامم المتحدة وشركاؤها برفع مستوى الوعي حول اساليب التعامل مع حالات التوتر وتعزيز الاهتمام بالصحة النفسية.
وادخلت التوعية حول الصحة النفسية ضمن المواد التدريبية للمراكز الصحية وغير الصحية المتواجدة في الخطوط الامامية، كما قامت بتدريب 380 عاملا في الخطوط الامامية على المبادئ التوجيهية، اضافة الى توفير الدعم النفسي الاجتماعي عن بُعد للاطفال ومقدمي الرعاية عبر رسائل رئيسية تتعلق بالوصمة، وكيفية التعامل مع حالات الضغط النفسي، بالاضافة الى كيفية رصد الحالات التي هي بحاجة لعلاج واحالتها بشكل امن.
وقد تلقى 31,288 فتى وفتاة ومقدمي رعاية توعية على اهمية تعزيز صحتهم النفسية وكيفية حماية اطفالهم.
وجرى تزويد 5,975 من الاطفال واهلهم ومقدمي الرعاية الاولية بالخدمات التي تُقدم الى المجتمعات النائية والمتعلقة بالصحة النفسية والدعم النفسي الاجتماعي.
وقدمت الامم المتحدة ايضا ادوات للاطفال في المستشفيات لتعزيز الدعم النفسي الاجتماعي”.
ولفت الى انه “في هذه الفترة الزمنية التي شكل فيها التعليم عبر الانترنت تحديا كبيرا للطلاب والاهالي، تطرقت الامم المتحدة ايضا الى موضوع رفاه الاطفال من خلال كفاءات الدعم النفسي والاجتماعي وتحويل هذه الكفاءات الى انشطة للاطفال ومقدمي الرعاية للتعامل بشكل افضل مع العزل وضرورات التعلم عن بعد خلال تفشي كوفيد-19”.
وقالت ممثلة منظمة الصحة العالمية في لبنان الدكتورة ايمان الشنقيطي ان “الصحة النفسية جزء لا يتجزا من الصحة ، ونحن في حاجة ماسة الى حماية الصحة النفسية لمجتمعاتنا وكل العاملين في مجال الرعاية الصحية لدينا، والاشخاص الراشدين والنساء والاطفال والاشخاص الاكثر ضعفا في مجتمعاتنا. ونحن ملتزمون في المساهمة بنشر الارشادات الموثوقة، القائمة على الادلة حول الصحة النفسية للمتخصصين والعامة وتحسين الوصول الى خدمات الصحة النفسية لمن يحتاجون اليها. وسنعمل مع شركائنا ومجتمع الامم المتحدة لتحقيق ذلك وللحفاظ على الصحة النفسية خلال هذه الازمة”.
واشار البيان الى انه “بغية استهداف عنصر الشباب، انطلقت حملة تحت عنوان “كيفك/كيفيك بالكورونا؟”، بالشراكة مع البرنامج الوطني للصحة النفسية ووزارة التربية والتعليم العالي لطرح النقاش بموضوعية حول الصحة النفسية للشباب في مثل هذه الاوقات التي يتخللها كثير من القلق بهدف ازالة العقبات حول الحديث عن وضع الشباب في هذه المرحلة من جهة، ومساعدة الشباب على التعبير حين يشعرون بالضغوطات النفسية، وعلى تقبل الاوقات التي لا يكونوا فيها بخير والاقتناع بواقع انه :لا باس الا يكون المرء احيانا على ما يرام”.
وتهدف الحملة الى تشجيع الشباب على طلب المساعدة عندما يشعرون انهم بحاجة اليها.
ونجحت هذه الحملة في تمكين الشباب والمراهقين من التفاعل حول المواضيع التي تهمهم في حياتهم، ومشاركة تجاربهم مع بعضهم البعض، وفتح الباب واسعا على نقاشات، وتوفير السلوكيات التي ستسمح لهم بالتاقلم مع تاثيرات كوفيد-19 والقضايا المتعلقة به.
وبحسب ممثلة اليونيسف في لبنان يوكي موكو: “لا توجد صحة جسدية من دون توافر الصحة النفسية، ويجب تشجيع الشباب على الاهتمام بصحتهم الجسدية والنفسية”.
اقرأ ايضا :