الرئيسية » العالم والخليج » معركة الجرود: ردع النار السورية عن لبنان

معركة الجرود: ردع النار السورية عن لبنان

بيروت – خليل حرب

في معركة طال انتظارها في سلسلة جبال لبنان الشرقية، وبعد سنوات على تمركز الفصائل الإرهابية في مناطق الجرود اللبنانية المتصلة بالاراضي السورية، والعديد من العمليات التفجيرية وجرائم الخطف والذبح التي راح ضحيتها مئات اللبنانيين والسوريين، انتقلت معركة تحرير الجرود في يومها الثاني الى مرحلة الحصاد حيث توالت عمليات استعادة الأراضي من قبضة العصابات المسلحة.

وعلى الرغم من ان بعض الجماعات المسلحة تتمركز في تلك المناطق منذ نحو خمسة أعوام، وتتحصن فيها مستفيدة – أولا من الاحتضان السياسي (والإعلامي) اللبناني المريب- ومن وعورة المناطق الجبلية والكهوف الطبيعية المتواجدة فيها، الا ان القوات الحليفة، الجيش اللبناني و”حزب الله” والجيش السوري، تمكنت من تحقيق تقدم ميداني مهم، ما من شأنه اذا اكتملت أهدافه الموضوعة، من قلب طاولة المعادلة التي ترسخت على قاعدة إمكانية طعن سوريا من الخاصرة اللبنانية الرخوة.

ولن يكون، ما بعد اكتمال معركة القلمون، كما قبلها، لبنانيا وسوريا وإقليميا. اذ ان سقوط رهان الخاصرة اللبنانية، كما يقول مصدر ميداني متابع ل”جورنال”، من شأنه ان يريح كلا من دمشق وبيروت، والاهم عرسال، بكل ما تختزنه من اوجاع، والتي استغلها البعض لبنانيا، للتشويش على دمشق، ومحاولة احراج “حزب الله”، واستدراج النار السورية الى القلب اللبناني، وجعل عرسال وأهلها اسرى، الابتزاز الأمني والاقتصادي والسياسي.

ولهذا، بحسب المصدر الميداني، فان كل متر يتم استرجاعه من قبضة العصابات المسلحة، يساهم في إطفاء شرارات المخاوف اللبنانية، لكنه لن يطمئن الجميع بأن الخطر زال تماما.

وبحسب التقديرات المتداولة، فان نحو 17 استشهدوا من عناصر المقاومة، فيما أظهرت تقارير مصورة، وقوع العديد من القتلى والأسرى من عناصر “جبهة النصرة”، في اليوم الثاني من المواجهات القاسية التي تراقبها إسرائيل عن كثب، فيما تتكامل عناصر قوة الحلفاء برا وجوا، وتستخدم المقاومة أسلحة تظهر ربما للمرة الأولى في حوزتها، كالمدفعية المحولة على شاحنات وصواريخ ارض-ارض.

وقام “الاعلام الحربي المركزي” باعداد جردة حساب للمشهد القلموني بالأمس. وأشار الى إعلان المقاومة السيطرة على قرنة وادي الخيل ومرتفع قرنة القنزح في جرود عرسال، بعد مواجهات عنيفة مع مسلحي “جبهة النصر”.

وذكر “الاعلام الحربي” ان “تقدم المقاومة لم يقف عند هذا الحد، حيت سيطر المجاهدون أيضاً على منطقة جوار الشيح وادي كريتي وضليل الابيض وسرج قويصف جنوب جرد عرسال، وعلى مرتفعات ضهر الصفا ومرتفع ضليل الخيل ومنطقة الازابة شرقها”.

اما في جرود فليطة بالقلمون الغربي، فقد كانت قوات الجيش السوري والمقاومة تتقدم، وسيطرت على مرتفع الكرة 2 وقرنة خربة الجوار ومرتفع الضليل الأسود وحرف وادي العويني ومرتفع الشجرة.

وأشار التقرير الميداني للاعلام الحربي الى ان أجواء من التخبط سادت في صفوف إرهابيي “جبهة النصرة”، خصوصاً بعد فرارهم وتركهم السلاح خلفهم في مرتفع قرنة القنزح في جرد عرسال بعد انقضاض مجاهدي المقاومة عليهم، مضيفا ان “ارهابيي النصرة اطلقوا نداءات استغاثة عبر مكبرات الصوت في منطقة وادي حميد والملاهي في جرد عرسال، تدعو المدنيين إلى مؤازرتهم، وسط حالة من التذمر والرفض بين الأهالي”، في حين رفعت مجموعات من “النصرة” رايات بيضاء في منطقة عقاب الدب بالقرب من وادي الخيل في جرد عرسال في اشارة منها للاستسلام.

وتحت الضغط العسكري، انسحبت عناصر من “سرايا أهل الشام”، بلغت اكثر من 230 ، من جرد عرسال، وتوجهوا إلى مخيمات النازحين في منطقة وادي حميد والملاهي، وذلك بعد التنسيق مع قيادة المقاومة.

وبالاجمال، فان ما تمت السيطرة  عليه في جرود عرسال، قرنة وادي الخيل، مرتفع قرنة القنزح، جوار الشيح وادي كريتي، ضليل الابيض، سرج قويصف، مرتفعات ضهر الصفا، مرتفع ضليل الخيل ومنطقة الازابة. اما في جرود القلمون الغربي، فقد تمت السيطرة على مرتفع الكرة 2، قرنة خربة الجوار، مرتفع الضليل الأسود، حرف وادي العويني، مرتفع الشجرة في جرد فليطة.

اما مجمل ما تمت السيطرة عليه منذ بدء عملية تطهير جرود عرسال والقلمون الغربي من الإرهابيي منذ يوم الجمعة في جرود عرسال: سهل الرهوة، موقع ضهر الهوة، وادي دقيق ووادي زعرور، موقع تفتناز في جبل القنزح، قرنة وادي الخيل، مرتفع قرنة القنزح، جوار الشيح وادي كريتي، ضليل الابيض، سرج قويصف، مرتفعات ضهر الصفا، مرتفع ضليل الخيل ومنطقة الازابة. اما في القلمون الغربي فقد سيطرت المقاومة على تلة البركان، مرتفع الكرة الأول، مرتفع ضليل الحاج، مرتفع حرف الصعبة، مرتفع الكرة 2، قرنة خربة الجوار، مرتفع الضليل الأسود، حرف وادي العويني، مرتفع الشجرة، في جرد فليطة.

 

وبالنسبة الى موقع ضهر الهوة، فانه يرتفع 2015 متراً عن عن سطح البحر، ويعد أعلى مرتفع ضمن منطقة العمليات الغربية لجرود عرسال، ويبلغ عرضه 3500 م.

ويضم ضهر الهوة، بحسب “الاعلام الحربي”، مواقع عدة كانت “جبهة النصرة” تسيطر عليها قبل أن يستعيدها مجاهدو المقاومة، وهي: الطائف، فتح والراية. ويعد مرتفع ضهر الهوة من ابرز معاقل “النصرة” والخط الدفاع الاساسي في جرد عرسال،

اذ يؤمن المرتفع السيطرة ورؤية الرماية، والاشراف الناري على 6 معابر رئيسية هي: معبر وادي الخيل، معبر وادي العويني، معبر وادي ابو زنوبه، معبر وادي المعيصدة، معبر جوار الشيخ ومعبر وادي الريحان.

وسمحت سيطرة مجاهدي المقاومة على المرتفع، الاشراف نارياً على مرتفع حقاب وادي الخيل وشيار الحطب من الجهة الشمالية، وضليل وادي الخيل من الجهة الشرقية.

 

عن خليل حرب

خليل حرب، صحافي لبناني، مدير تحرير في جريدة "السفير" سابقا. يشغل اليوم منصب رئيس تحرير موقع "جورنال".