الرئيسية » العالم والخليج » لبنان : ارهابيون وعملاء جندوا عبر الفضاء السيبراني

لبنان : ارهابيون وعملاء جندوا عبر الفضاء السيبراني

كيف تحمي نفسك من مخاطر الفضاء السيبراني؟ في اطار جهد منظم للاجابة على هذا السؤال، اطلقت المديرية العامة للامن العام، حملة التوعية من مخاطر العالم الافتراضي، بعدما اصبحنا نعيش في قرية كونية واحدة بسبب الانترنت.

خليل حرب

+++++++++++++++++++++++++++++++++

برعاية وحضور معالي وزير الداخلية والبلديات ريا حفّار الحسن والمدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم ا طلقت المديرية العامة للامن العام حملة التوعية من مخاطر الفضاء السيبراني “حتى ما تكون ضحية” في حفل اقيم في فندق الكورال بيتش في بيروت.

بعد النشيدين الوطني اللبناني والامن العام عرض رئيس دائرة الاتصالات في المديرية العامة للامن العام العقيد جمال قشمر لمخاطر الفضاء السيبراني والذي ياتي في مقدمها خطر التجنيد لصالح العدو الإسرائيلي والتجنيد لصالح الارهاب وباقي المخاطر كالمخدرات الرقمية وتجارة وترويج المخدرات اضافة الى الابتزاز الالكتروني عبر قرصنة الحسابات وسرقة المعلومات والبيانات الشخصية واستغلال الصور او مقاطع الفيديو الشخصية.

ثم تناول قشمر موضوع امن المعلومات وكيفية المحافظة عليها معدّداً الاجراءات الواجب اتخاذها للمحافظة على امن المعلومات والبيانات الشخصية وعدم التعرض للابتزاز.

ثم كانت كلمة مدير عام الامن العام اللواء ابراهيم الذي قال “تطلق المديرية العامة للامن العام مبادرتها هذه عن التوعية من مخاطر الفضاء السيبراني، الذي صار يختزن حياة البشر ونمط عيشهم ومناهج تفكيرهم، وذلك لهدفيْن: الاول: توعوي ـ تربوي، والثاني: امني، بحيث يتقاطع الهدفان عند ثالث رئيسي وهو حماية لبنان بمؤسساته وشعبه من هذه المخاطر”.

صورة من حملة التوعية للامن العام اللبناني

وقال اللواء ابراهيم “الاهم في اجتماعنا هذا، هو ما سيليه من مبادرات يتلاقى فيها قطاع التربية والمجتمع المدني مع مؤسسة الامن العام، لمتابعة حملة التوعية والارشاد حول كيفية حماية الانظمة الالكترونية وخوادمها والشبكات من الهجمات المنظمة، التي تستهدف الافراد والمؤسسات، ومن خلالهما لبنان الذي يقف منتصرا على الارهاب، صامدا متماسكا بوحدته الوطنية امام هجمة تهويلات وضغوطات لم يشهد بمثل قسوتها حتى ايام الحرب المشؤومة”.

وحذر اللواء ابراهيم من ان التهديدات السيبرانية موجهة لتطال كل شيء دون استثناء، بدءا من الحياة الشخصية اليومية، وصولا الى تجنيد عملاء وارهابيين، وكلها مخاطر تتطور بشكل خطير وسريع. لذا صار ضروريا اطلاق حملة توعوية تطال مختلف الفئات العمرية. كما ان الراي العام بحاجة لمعرفة مفاهيم الجريمة الالكترونية التي يقتضي وضع اسس قانونية لها وبلورة مفاهيمها. لذلك عملنا على إصدار كتيب “امن المعلومات والتوعية من المخاطر” ضمن خطة التوعية لا سيما في المدارس والجامعات.

واشار اللواء ابراهيم الى ان المديرية العامة للامن العام احبطت خلال السنوات الماضية العشرات ممن تم تجنيدهم لصالح الجماعات الارهابية والعدو الاسرائيلي، هؤلاء جندوا عبر الفضاء السيبراني بمختلف وسائله. ان هذه الحرب الصامتة بيننا وبين اعدائنا ستظل مستمرة لحماية مجتمعنا، وما هذه الحملة الا جزء من استراتيجيا المديرية العامة لتحصين لبنان من اخطار الفضاء السيبراني.

واضاف “هذا بالاضافة الى حماية مواردنا الالكترونية من الهجمات السرية التي تنطوي على سرقة معلومات التعريف الشخصية، الابتزاز المادي والجنسي، الحسابات المصرفية، بطاقات الائتمان والمراسلات الالكترونية التي تباع على شبكات الانترنت المظلمة المعروفة ب   Dark Web “. 

وقال ابراهيم انه في ظل هذا العمل، الموجه لكافة شرائح الفئات العمرية، لا يمكننا أن نغفل ماهية الاخطار المحدقة بالاطفال في عالم الانترنت، بدءا من العُنف وصولا الى الابتزاز الجنسي. وقد اوقفت الاجهزة الامنية جميعها عددا كبيرا من مهددي امننا الاجتماعي. واضاف انه من الواضح في عالمنا اليوم ان كل شخص مهدد في الوقوع في دائرة الاستهداف الامني السيبراني، الذي اصبحت مخاطره متقدمة جدا في ميادين تقنيات سرقة البيانات ذات القيمة العالية، مستهدفة الامن الوطن والقطاعات المالية والمصرفية والاقتصادية والتجارية والتعليمية.

وقال ابراهيم من هنا كان اختيارنا لشعار  “حتى ما تكون ضحية”، لاننا نعلم، إنطلاقا من عملنا اليومي، ان كثيرين كانوا ضحية اعمال جرمية من دون حتى علْمهم، وهنا يكمن دورنا.

واضاف ان “العصرنة والحداثة هما الفضاء السيبراني بما هو بنية متجددة متطورة، جعلت ايقاع الحياة يمضي على التحولات الرقمية في الهواتف الذكية والالواح الاكترونية. حتى الحروب صار العالم الرقمي اساسها وعنوان فظاعاتها. والحال هذه، كيف يمكن لمجتمعنا وطلابنا ان يبقوا بمناى عن هذا الواقعِ المحفوف بالمخاطر والتي ترافقهم ليل نهار؟ كيف يمكن لمؤسساتنا الامنية ان تنتصر في الدفاع عن لبنان وتحميه من الاختراقات الارهابية والصهيونية التي لا تتوقف يوميا، على مدار الساعة؟”.

وخلص ابراهيم الى القول “لذا صار التشابك الوطني، بالتعاون بين الجميع، ذا اهمية بالغة لتعزيز اطر التوعية من جهة، وبناء فضاء سيبراني امن من جهة اخرى، موضحا ان القطاع التربوي امام تحدي الانخراط اكثر فاكثر في الفضاء السيبراني، استدراكا لما يحمله المستقبل من متغيرات تكنولوجية متسارعة، ستكون هي الحكم الفيصل في سوق العمل، لان فرص العمل ستقوم على التقنيات الناشئة اليوم، واقتصاد المعرفة والطاقة المستدامة في كافة القطاعات التي سيتم ربطها بالدرجة الاولى بالذكاء الاصطناعي.

واكد ابراهيم “العالم يسبقنا وليس من صالحنا الانتظار على ناصية التطور”.

ثم القت وزيرة الداخلية والبلديات السيدة ريا الحسن كلمة قالت فيها “للمرة الثانية في اقل من شهر، اقف على منبر حدث ينظمه جهاز أمني رسمي، لكي اتحدث عن موضوع الامن السيبراني، مضيفة ان الانشطة المتزايدة المتعلقة بهذا الموضوع، تظهر الى اي مدى اصبح انيا، ومطروحا في يومياتنا، بقدر ما اصبح الانترنت حاضرا في حياة كل واحد منا، كبارا وصغارا.

وقالت الحسن “واذا كان العنوان التقني للموضوع هو الفضاء السيبراني، فان المشاكل والمخاطر التي نناقشها، ونبحث عن حلول لمواجهتها، هي مشاكل ومخاطر نلمسها على الارض، وليس في الفضاء. انها مشاكل فعلية، عملية، قد يواجهها اي منا، في اية لحظة، وقد يقع ضحيتها. لقد غيرت شبكة الانترنت العالم، والغت المسافات، وسهلت الاعمال والمعاملات، ودَخلَت كل بيت، لكنها في الوقت نفسه، ولدت انواعا جديدة من الجرائم، واساليب هذه الجرائم تتطور بسرعة كبيرة، كسرعة التقدم التكنولوجي، وكوتيرة تطور شبكة الانترنت.

واكدت الحسن ان الجميع، من مؤسسات وجهات حكومية وحتى اجهزة امنية، وكذلك الافراد، من كل الاعمار، معرضون لمخاطر الفضاء السيبراني. لكن الجميع قادرون على حماية انفسهم، بالوعي، او بالتدابير الوقائية، الا الاطفال. هم الفئة الاضعف، والاكثر هشاشة امام الشاشة.

واوضحت الحسن ان اهمية حملة “حتى ما تكون ضحية” التي ينظمها الامن العام، تكمن في انها تتعلق بهذه الفئة. فالانترنت مش لعبة، كما تشدد هذه الحملة، بل قد يكون اداة للتلاعب بعقول اطفالنا ومشاعرهم، ووسيلة لابتزازهم واستغلال براءتهم. والاهم في هذه الحملة انها تقوم على مقاربة انسانية، لا امنية، لحماية هؤلاء الاطفال، مضيفة ان تحصين صغارنا من مخاطر الشبكة، يتطلب، اولا وقبل كل شيء، احاطتهم بشبكة توعية، وافضل وسيلة للتوعية هي بناء الاهل صداقة مع ابنائهم.

واوضحت ان الفريق الوطني للامن السيبراني يعمل على وضع استراتيجية وطنية للامن السيبراني في لبنان وانشاء هيئة وطنية تعنى بهذا الامر.

عن جورنال