الرئيسية » اراء ودراسات » عباس فواز : العطاء بوليصة تأمين اللبنانيين في افريقيا

عباس فواز : العطاء بوليصة تأمين اللبنانيين في افريقيا


ليست العلاقات بين لبنان وافريقيا وليدة اليوم. واذا استندنا الى رواية المؤرخين، فانها ربما تعود الى العام 814 قبل الميلاد، عندما اسست الفينيقية اليسار مدينة قرطاج. يبادر لبنان الان، عبر مديرية الامن العام، للعمل لتحصين العلاقات الحتمية بين اللبنانيين والافارقة. الامن اولا لحماية اسس البقاء، في مواجهة الارهاب والارهابيين. 

خليل حرب

++++++++++++++++++++++++++++

الوجود اللبناني في افريقيا هو في الاختلاط الاجتماعي والاقتصادي والمصاهرة، وفي المصالح المتبادلة التي نشات في القرنين الماضيين، عندما بدا الوجود اللبناني الى افريقيا ياخذ شكل الهجرة والاغتراب. في العام 2020، سيحتفى بمرور 150 سنة على هذا الوجود. وللارتقاء بهذا النمو الطبيعي في العلاقات، احتضنت بيروت في 26 و27 تشرين الثاني 2018، مؤتمر “اندحار الارهاب في المنطقة وتاثيره على القارة الافريقية” الذي كان للمجلس القاري الافريقي في الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم، مساهمة فعالة في انعقاده.

وقد كان لنا هذا الحوار مع رئيس المجلس القاري الافريقي السيد عباس فواز الذي تحدث عن دور اللبنانيين في بلاد الاغتراب الافريقية، وانخراطهم في حياتها واقتصادها وتنميتها، لا من ابواب المصالح المادية فحسب، وانما من باب الانتماء والعطاء ايضا.

  1. مؤتمر اندحار الإرهاب وتاثيره على القارة الافريقية. كيف نشات فكرته الان ولماذا تحمس مجلسكم القاري الافريقي له؟

التقينا باللواء عباس ابراهيم منذ حوالي السنتين واخبرنا ان معلوماته تدل ان الإرهاب بدا بالانحسار في منطقتنا ويبحث عن اماكن اوسع واسهل واكثر حرية للتحرك في افريقيا وبوجوب اخذ الحيطة والحذر من قبل الجاليات اللبنانية هناك وكان لديه رغبة بفتح علاقات مع الاجهزة الامنية لاطلاعهم على ما لديه من معلومات بهذا الموضوع، وفعلا وجه دعوات فردية الى بعض المسؤولين الامنين من عدة دول افريقية ساهمنا بايصال بعضها وتمت عدة زيارات فردية من عدة دول افريقية كان لها اثر طيب عند المسؤولين الافارقة لما تحمل من معلومات جدية وموثقة  النتيجة  كانت تداول فكرة اقامة مؤتمر جامع في بيروت عرضت علينا من قبل اللواء عباس ابراهيم، تحمسنا للفكرة كون جالياتنا موجودة اقتصاديا بشكل واسع في هذه البلدان وستتاثر سلبيا في حال اي تدهور امني في بلدان افريقيا لا سيما اننا لمسنا بالدليل القاطع حصول اعمال ارهابية كبيرة من قبل منظمات ارهابية اعلنت الولاء جهرا لتنظيمي القاعدة او داعش.

  • ماذا تعني لكم مشاركة دول افريقية في مؤتمر بيروت؟

 ان مشاركة ١٣ دولة افريقية في هذا المؤتمر دليل قاطع على مدى حاجة هذه الدول الى المعلومات والخبرات الموثقة بناء على سنوات عديدة من محاربة الارهاب في منطقتنا وهذا يمكن ان يتطور لمساندة الدول الافريقية في محاربة الارهاب من خلال خزان المعلومات  واستشارات الخبراء والتقنين الامنين في لبنان.

  • كيف صار الارهاب يشكل خطرا مشتركا على المواطن الافريقي واللبناني سوية في القارة الافريقية؟ هل من امثلة على ذلك؟

 ان الارهاب يشكل خطرا على كل المجتمعات التي يتفشى بها وكون الجاليات اللبنانية منتشرة في عدة اماكن في العالم وخاصة انها تتمتع بانتشار قديم اقتصادي واجتماعي في افريقيا منذ حوالي ال ١٥٠ عاما ولها مراكز واستثمارات ضخمة في هذه الدول وقد تكبدنا فعلا خسائر مادية وفي الارواح بعدة دول منها عملية “الغراند بسام” في الكوت –ديفوار، وليبيا ومالي ونيجيريا وغيرها من الدول.

  • من مستوى مشاركة الوفود الافريقية في مؤتمر بيروت، والتفاعل مع جلسات النقاش واللقاءات والتوصيات، هل انتم راضون عن النتائج؟

ان نتائج المؤتمر الاول من نوعه في لبنان والمنطقة كانت محطة اعجاب المشاركين والمراقبين وممتازة بالشكل والمضمون، ونحن في المجلس القاري، مسؤولون واعضاء وابناء الجاليات في افريقيا راضون جدا عن انعقاد وعمال ونتائج وتوصيات المؤتمر.

  • هل يعني ذلك ان فكرة عقد مؤتمر ثان عن الارهاب كمتابعة للمؤتمر الاول، واردة؟ ومتى؟.

اننا نعتقد ان فكرة عقد مؤتمر دوري ثاني وثالث هو واجب كونه سيتطور ويتوسع وتساهم به دول اكثر، بالنظر الى ان المؤتمر الاول كان ناجحا وممتازا، ما يجعل من الضروري العودة لتقييم ما ورد فيه من نتائج ومتابعة وللاجابة عن ما نتج عنه من تطورات او تساؤلات جديدة يجب التعامل معها.

  • هل تعتقدون ان التوصيات التي خرج بها المؤتمر في بيروت كافية؟ ام يمكن البناء عليها لتوسيعها وتعزيزها مستقبلا؟

ان التوصيات التي صدرت عن المؤتمر هي  جيدة وممتازة وبالتأكيد سينتج عن محاولات تطبيقها تحديات جديدة سيعمل على التعاطي معها وإيجاد اجوبة او اليات لها في المؤتمر القادم.

  • ماذا بامكانك ان تخبرنا عن الاحتفالية التي تعتزمون تنظيمها في العام 2020 لمناسبة الذكرى ال150 سنة على الوجود اللبناني في افريقيا؟

 لقد قرر المجلس القاري الافريقي باقامة احتفاليات في لبنان وفي عدة دول افريقية في العام ٢٠٢٠ لمناسبة مرور مئة وخمسين عاما على وصول اللبنانين الاوائل الى افريقيا في سبعينيات القرن التاسع عشر، وبهذه المناسبة سنقوم بمؤتمرات كبيرة يدعى لها مسؤولون كبارا من دول افريقية واحتفالات في لبنان وعدة دول افريقية تشرح عن التعاون اللبناني- الافريقي ودور وحجم اللبنانين في تطويرالقطاع الاقتصادي والمساهمة في التنمية الاجتماعية والخدماتية وانخراط اللبنانين في الدورة الاجتماعية الاقتصادية وفي التنمية المستدامة وفي النسيج الوطني.

  • اشرت في كلمتك امام المؤتمر الى ان اللبنانيين ساهموا بمساندة المجتمعات الافريقية التي تخلت عنها احيانا شركات عالمية هربا من الازمات والاضطرابات. هل تعتقد ان المواطنين والحكومات الافريقية يقدرون ذلك؟

 ان الدور اللبناني الفعال والضروري الذي استمر حوالي المئة وخمسين عاما كان له الاثر الايجابي منذ البداية في القطاع التجاري وتطورمع الوقت باجيال لبنانية جديدة ومتعلمة حيث  انشات هذه الاجيال الصروح الصناعية والتجارية والطبية والتعليمية والزراعية والسياحية والثقافية وغيرها، وعند انهيار الاتحاد السوفياتي ودخول دول اوروبا الشرقية الى المنظومة الغربية شجع الاتحاد الاوروبي ودعم لا بل ومول الشركات الاوروبية من اجل دخول دول أوروبا الشرقية لتطوير اقتصادها وفي نفس الفترة الزمنية كانت عدة دول افريقية تعاني من ازمات سياسية وامنية واقتصادية مما دفع وجعل عدة شركات عالمية ترحل عن تلك الدول الأفريقية لاماكن اكثر امنا وربحية. ومن هنا كان الدور اللبناني الكبير في ملء الفراغ بشراء معظم تلك الشركات ومنع انهيار اقتصادي شامل في تلك الدول واؤكد لكم ان موقع اللبناني هو محل ترحيب وتقدير من قبل تلك الدول شعوبا وحكومات وعليه ان اللبناني استمر بتواجده في تلك البلدان في احلك الظروف الامنية والسياسية واصعبها ولم ولن يتخلى عن تلك البلدان وعن مصالحه فيها.

  • تحدثت في كلمتك امام مؤتمر بيروت عن تجربة لبنان في التصدي للارهاب وامكانية ان يساعد ذلك الشعوب الافريقية في مواجهة هذا الخطر. كيف؟

قلنا سابقا ان لبنان من خلال الجيش والامن العام واجهزته الامنية الاخرى والمقاومة صمد في البداية في وجهه الإرهاب وابتكر اساليب استباقية واليات وعمل بها لمحاربة الارهاب وانتصر عليه مما جعله  يتمتع برصيد كبير ومستوى عال من المعرفة والخبرة يمكنه ان يضعها في خدمة المجتمعات التي تعاني من الارهاب وخاصة الدول الافريقية الشقيقة والصديقة، ومن هذه الخلفية قمنا في المؤتمر الاول بتعميمهاعلى المشاركين وسنعمل على وضع المزيد منها في المناسبات والمؤتمرات اللاحقة.

  1. مديرية الامن العام اللبناني واللواء عباس إبراهيم اولوا اهتماما استثنائيا بتنظيم المؤتمر في بيروت. ماذا يعني هذا بالنسبة اليكم في المجلس القاري الافريقي بشكل خاص، وبالنسبة الى اللبنانيين في بلاد الاغتراب الافريقية؟

  ان فكرة اللواء عباس ابراهيم بإقامة هذا المؤتمر نابعة من حرصه على امن اللبنانين مقيمين ومغتربين، ان اعداد مؤسسة الامن العام له  شكلا ومضمونا وبمهنية عالية ومتابعة دؤوبة شكل لنا حافزا مشجعا ودافعا كبيرا لنكون على مستوى المسؤولية بالمشاركة بحماس لانجاح هذا المؤتمر وهوعمل وطني ودولي يصب في مصلحة محاربة الارهاب وهو محل شكر وتقدير وافتخار لنا ولكل اللبنانين في افريقيا. ان المجلس القاري الافريقي باسمه وباسم جميع اللبنانين في افريقيا يوجه رسالة شكر وتقدير الى الدولة والحكومة اللبنانية من خلال مجلتكم هذه والى اللواء عباس ابراهيم وفريقه القادر والمحترم وللمشاركين في الافتتاح والندوات والمحاضرات القيمة والمفيدة التي نالت اعجاب المشاركين والمراقبين.

  1. 11-      “نحن سفراء لافريقيا التي احتضنتنا في اصعب الظروف… وهناك روابط تحمينا سوية”. هذا مما قلته في خطابك امام مؤتمر بيروت. كيف يمكن البناء على هذه الافكار وتطويرها بخطوات محددة، لمصلحة لبنان وافريقيا؟

ان الروابط التي تجمعنا مع شعوب وحكومات الدول المضيفة وتقديرنا والتزامنا بقوانين وعادات تلك الدول واستمررنا بالعطاء والاختلاط الاجتماعي الاقتصادي والمصاهرة والاجيال المتوالدة الناتجة عن تلك الزواجات ودعم الدورة الاقتصادية والاجتماعية للتنمية ومنذ القدم وفي اصعب واحلك الظروف شكل لنا بوليصة تامين الوجود اللبناني في تلك الدول وحولنا الى مواطنين مخلصين وسفراء لتلك الدول عرفانا منا بالجميل لاحتضانهم لنا مما حفزنا على العمل لجلب المزيد من الاستثمارات وبناء صروح ضخمة ودائمة تؤمن فرص العمل لمئات الالاف من المواطنين في هذه البلدان نفتخر ونعتز بها في هذه البلدان كما نعمل في المحافل الدولية ضمن امكانيتنا للدفاع عن هذه الدول.

كادر

كتاب تهنئة وشكر

بيروت 3 كانون الاول 2018

المديرية العامة للامن العام

جانب المدير العام للامن العام

سعادة اللواء عباس ابراهيم المحترم

الموضوع: كتاب تهنئة وشكر

يتوجه رئيس واعضاء المجلس القاري الافريقي بالتهنئة والشكر للمدير العام للامن العام سيادة اللواء عباس ابراهيم على نجاح المؤتمر “اندخار الارهاب في المنطقة وتاثيره على القارة الافريقية”، وعلى حسن التنظيم والادارة وعلى المعلومات القيمة التي تضمنتها محاور المؤتمر.

كما ننقل لسيادتكم تحيات وتقدير وشكر الجاليات اللبنانية في افريقيا ومناشدتكم في فتح وتطوير احسن العلاقات مع المسؤولين الافارقة.

مع جزيل شكرنا وتقديرنا. 

عباس فواز

رئيس المجلس القاري الافريي

http://www.general-security.gov.lb/uploads/magazines/64-2/25.pdf

عن خليل حرب

خليل حرب، صحافي لبناني، مدير تحرير في جريدة "السفير" سابقا. يشغل اليوم منصب رئيس تحرير موقع "جورنال".