باريس – “جورنال”
علمت “جورنال” من مصدر رفيع المستوى ان وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان سيزور طهران خلال الاسبوعين القادمين ردا على زيارة قام بها مؤخرا الى باريس وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف وتلاها توقيع عقد تجاري بين شركة “توتال” وطهران بقيمة 5 مليارات دولار.
وكانت طهران قد وقعت عقدا مهما لشراء عشرات الطائرات “ايرباص” لتجديد اسطولها الجوي، وذلك على هامش زيارة الرئيس حسن روحاني الى العاصمة الفرنسية العام 2016، بعد توقيع الاتفاق النووي الايراني ورفع العقوبات جزئيا عن الجمهورية الاسلامية.
معلوم ان طهران تحتاج الى تطوير تكنولوجها لحقولها النفطية والغازية وتستطيع الاعتماد على “توتال” لهذه الغاية خصوصا ان الشركة الفرنسية كانت تتمتع باحترام في العاصمة الايرانية نظرا لبذلها مساع حثيثة من اجل مقاومة قوانين العقوبات الاميركية والتي حرمت على الشركات الغربية العمل في ايران تحت طائلة الحرمان من العمل في الولايات المتحدة.
وتراهن ايران على طي صفحة الخلافات مع باريس التي احتمدت خلال الولاية السابقة حيث كان وزير الخارجية السلبق لوران فابيوس من اكثر الوزراء المتشددين في مفاوضات 5 + 1 ومن بعد خلال المفاوضات المباشرة الإيرانية-الأميركية.
والراجح ان زيارة وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان الى طهران من شانها ان تشجع دولا اوربية اخرى على الانفتاح على السوق الايرانية وبالتالي قطع الطريق على المتشددين الاميركيين بزعامة دونالد ترامب والذين يريدون اعادة عقارب الساعة الى الوراء عبر الغاء الاتفاق النووي الإيراني.
وتحاول طهران الافادة من التغيير الجزئي الذي طرا في عهد ايمانويل ماكرون ازاء الازمة السورية والسعي للتعاون مع باريس في الملف السوري وايضا في الملف اللبناني حيث تحتفظ فرنسا باكبر قوة عسكرية في عديد القوات الدولية في جنوب لبنان، ناهيك عن ملفات اخرى في المنطقة، كانت باريس خارجها بسبب السياسة الخارجية السيئة التي ادت الى عزل فرنسا في عهد الرئيس السابق فرنسوا هولاند.