الرئيسية » العالم والخليج » اميل عبود ل”جورنال” : عكار المهملة عمدا استبعدت رموز التطرف

اميل عبود ل”جورنال” : عكار المهملة عمدا استبعدت رموز التطرف

قبل ساعات من بدء العملية الانتخابية في لبنان، يكمل اميل عبود جولته على المناطق في عكار، بعيدا عن المهرجانات الخطابية وقريبا أكثر من ناسها، ليستمع الى اهل المنطقة، التي تصنف من المحافظات الاكثر حرمانا. وهوالمرشح عن المقعد الارثذوكسي في دائرة الشمال الاولى – عكار، وربما كان يفضله مقعداً علمانياً، وهو الممثل عن الحزب السوري القومي الاجتماعي، ضمن لائحة “القرار لعكار”.

ولم يكن اميل عبود من المغرمين بالظهور السياسي المفتعل. كان دائما يقترب من الناس، من عكار وخارجها، كلما اقترب اكثر من همومهم. الانتقال الان الى المنافسة على مقعد نيابي، كان حاجة شعبية، وليس رغبة خاصة. حال عكار المهملة، لم يعد يحتمل ترف الانتظار اكثر.

يقول اميل عبود ل”جورنال” أن ما تعانيه منطقة عكار من حرمان يعود إلى سنة 1943 في قرار سياسي واضح لاقصاء شمال لبنان من أي عملية تنموية، وهو ما استمرت على نهجه الحكومات المتعاقبة على الحكم خلال السنوات ما بعد الحرب، وأهم ما سمعه خلال جولته على القرى والبلدات العكارية أن الحاجة الاساسية هي لفرص العمل الغير متوفرة للشباب، وهي المنطقة التي تحمل إمكانيات مهمة في الزراعة والسياحة مما يمكن من استثمارها في تأمين دخل مادي لأهل المنطقة.

ودور الشباب هو ما يراهن عليه المرشح العكّاري، وهو بناء على تجربته الحزبية في العمل مع الشباب خلال فترة الثمانينات والتسعينات، وما تلاه من عمل في مجال التعليم الالكتروني في سوريا، والعمل على دعم الحركة الشبابية الثقافية في دمشق في زمن الحرب، وهو في منطقة يعتبرها فتية أي الفئة العمرية الشبابية هي الاوسع.

لائحة تيار المستقبل ولائحة تيار الوطني الحر ولائحة التحالف بين الشخصيات والقوى الحزبية، هي الاكثر قوى في عكار ضمن اللوائح المتنافسة، وقد شكل الانقسام العائلي في آل البعريني، في خلاف ضمن العائلة الواحدة، تأثيره على توزيع الاصوات بين لائحة تيار المستقبل ( وليد البعريني ) ولائحة القرار لعكار (وجيه البعريني)، ويعتبر أميل عبود بأن لائحة “القرار لعكار” هي منسجمة سياسيا وهي تضم كتل انتخابية ثابتة، فهي تسعى لتحقيق الحاصل الثاني. وقد كان هناك مخاض سياسي لتركيب لوائح في وجه تيار المستقبل مع التيار الوطني الحر، ولكن الخلاف على احد المرشحين أدى أن الانقسام إلى لائحتين، وإلا كان من الممكن الوصول إلى ثلاث حواصل انتخابية لو تم التحالف بينهم.

يراهن اميل عبود على اهل عكار في رفض المال الانتخابي، وفي المقارنة مع الوعود التي تم تقديمها لهم خلال عشرات السنوات ولم يتم تنفيذ أي منها، وهو ما يعتبره أنه يمكن أن يشكل حالة رفض وتمرد على الواقع يعبر عنها بطريقة ديموقراطية داخل صناديق الاقتراع.

تشكل عكار الواقعة على الحدود السورية، مدخلا أساسيا للتواصل مع العمق السوري، اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا، فخلال السنوات السابقة قامت قوى باستغلال بعض الشباب منها لزجهم في أتون الحرب السورية ضمن المجموعات المسلحة في مواجهة الجيش السوري، على الرغم من ان عكار على تماس مباشر حياتيا واجتماعيا واقتصاديا مع القرى الحدودية المتداخلة والتبادل التجاري في ما بينها، ويعتبر اميل عبود أن عكار سيكون لها دور في إعادة إعمار سوريا كونها تمتلك إمكانيات جغرافية وبشرية مهمة، بالتوازي مع الانفتاح الاقتصادي. ودائما ما كان يعتبر أن لبنان هو “صندوق بريد ” إلى المنطقة، فأي حدث في الداخل اللبناني، يكون له انعكاسه ونتائجه في الاقليم، وهو يردد دائما بأنه حين يبدأ الانفتاح الاقتصادي في سوريا، كل القوى سوف تتوجه نحو الدخول في هذه المرحلة، بعيدا عن الشعارات السياسية الحالية.

كون المرشح ينتمي إلى الحزب السوري القومي الاجتماعي، لا يمكن أن يتم ذكر اسم عكار من دون التذكرة بالذكرى العاشرة ل”لمجرزة حلبا” التي راح ضحيتها أحد عشرة قومياً فيما عرف بأحداث السادس من أيار، ووجهت الاتهامات بشكل مباشر إلى تيار المستقبل بتغطية هذه العملية، عند سؤاله عن المعنى الذي يحمله في حال فوزه في الانتخابات ضمن هذا السياق، يقول “إن أهل عكار هم انتفضوا ضد التطرف، إن كافة اللوائح لا تحمل اسما يحمل رمزية متطرفة، فهذا دليل على رفض أهالي المنطقة لهذه الحالة الغريبة عنها”.

يبتعد أميل عبود عن الحديث مع الناس باللغة الاكاديمية، ربما لأنه يدرك باهمية “المفاتيح ” في اللعبة السياسية، فهو يتجه إلى تحقيق الاعمال على الارض أكثر من الحديث في الافكار فقط، وهو ما يأتي نتيجة العمل التراكمي السياسي والحزبي والبلدي، فهل سيكون هو مرشح “همزة الوصل” بين كافة الفئات الاجتماعية وطوائفها واحزابها في عكار، وربما في مناطق وأحزاب أخرى؟

 

وسام عبدالله

 

عن وسام عبدالله