الرئيسية » منوعات و رياضة » توقفت القذائف فماذا ستفعل “يوميات قذيفة هاون في دمشق”؟

توقفت القذائف فماذا ستفعل “يوميات قذيفة هاون في دمشق”؟

 

تابع السوريون عامة والدمشقيون خاصة أخبار سقوط قذائف الهاون على أحيائهم خلال السنوات السابقة، ليعرفوا اماكن سقوطها، ويحددوا في بعض الاحيان الدروب الامنة ليسلكوها في المدينة، ويتابعوا بقلق اسماء المصابين والضحايا. وشكلت صفحات التواصل الاجتماعي المساحة الاخبارية لتناقل هذه التفاصيل، حتى أصبحت بعض الصفحات مصدر خبر أساسي للتأكد من صحة المعلومات التي يتم تداولها.

صفحة “يوميات قذيفة هاون في دمشق”، شكلت نموذجا لهذا العمل المرتبط بالحياة اليومية للسوريين، أسسها الاخوان نور وأنس الاسود في 15 نيسان/ابريل من العام 2014، لينضم اليها لاحقا الصحافي ماهر المونس كمزود محتوى وصحافي متعاون. وبعد 4 سنوات أصبحت تضم 150 مراسلا و50 موظفا، ووقعت عقداً مع إذاعة “شام أف أم” المحلية وشمل العقد مصادر الاخبار مع تسهيلات بالتصوير في دمشق.

يتحدث الشابان ل”جورنال” عن تجربتهم وإلى أين تتجه، خاصة مع توقف سقوط القذئاف على العاصمة دمشق والتي كانت المحرك الاساسي في تأسيس هذا المشروع.

 

  • أين تتجه الصفحة بعد دخول دمشق في مرحلة مختلفة عن لحظة إنشاء الصفحة منذ 4 سنوات؟، فهل يمكن تغير اسم الصفحة وسياستها في النشر؟

 

اصبح اسم الصفحة جزء من هويتها، لذلك وإن تغير واقع الحال في مضمون اسم الصفحة ولكن اسمها سيبقى على حاله، ولكن قد يتغير الشكل والتصاميم والمضمون بكل تأكيد، فهناك توجه أن يصبح اسم الصفحة “يوميات في دمشق” أو “يوميات في سوريا” ويكون بشطب اسم قذيفة هاون، نحن كنا نتوقع مجيء هذا اليوم الذي ينتهي فيه مسلسل قذائف الهاون، فمنذ عام ونصف العام انتهجت الصفحة خطا تحريريا يهتم بالاخبار المحلية والاجتماعية بالاضافة إلى متابعة قذائف الهاون، ودائما نبتعد عن الاخبار السياسية والميدانية، كون السوريين وأبناء دمشق ملوا من حالة التجاذب السياسي والانقسام الواضح الذي حصل طيلة سنوات الحرب.

 

  • كيف يمكن وصف هذه التجربة في نقل أصعب لحظات في حياة الدمشقيين؟

تجربة الاعلام في الحروب ليست تجربة حميدة إن صح التعبير، فهي تعطي الكثير من الخبرة والكثير من التفاصيل التي لا تؤخذ في حالات خارجة عن الصراعات والازمات، ولكن هي بكل تأكيد تجربة مأساوية وصعبة مليئة بالاخبار الحزينة، ومليئة باللحظات التي لا تنسى كوننا نوثق الحزن ونجعله في صورة ونص مكتوب، كيف يبقى هذا الحزن لسنوات طويلة.

 

  • هل هناك إحصائية واضحة عن العدد التقريبي لعدد القذائف في دمشق؟

حتى هذه اللحظة لم نستطع إحصاء عدد القذائف في دمشق ومحيطها لسببين، الاول أننا بدأنا العمل بالصفحة بعد مدة من سقوط القذائف على المدينة، فلم نستطع أن نحصي عددها في تلك المرحلة، والسبب الثاني هو الكم الهائل الذي سقط ولم نتمكن من توثيق كل قذيفة، وربما نحتاج لسنوات بعد الحرب لاحصائها بشكل دقيق، ولكن يمكن أن نتحدث وبشكل تقريبي عن اكثر من 10 ألاف قذيفة اذا أحصيناها منذ بداية سقوط القذائف، والضحايا والجرحى ايضا بالالاف ولكن لا إحصاء دقيقا لعددهم.

 

  • بعد أن تحولت الصفحة “مصدر خبر”، كيف يمكن البناء والتأسيس لتجربة إعلامية ل”صحافة المواطن”؟

بكل تأكيد تحولت إلى مصدر خبر ونلاحظ ذلك من خلال مقياس علمي وهو أن الصفحة ضمن محركات البحث هي من النتائج الاولى التي تظهر، وكون أن وسائل الاعلام العالمية التي تواصلت معنا من أجل الحصول على معلومات من هذه الصفحة وعلى سبيل وليس الحصر بي بي سي وكالة الصحافة الفرنسية وشبكة سي إن إن، بالاضافة إلى صحافيين عربا واجانب كانوا يتواصلون معنا بشكل يومي. وعن تجربة “صحافة المواطن” فهي تجربة ضرورية في حالات معينة مثل الازمات ولكنها بحاجة إلى تنظيم حتى لا تدخل في فوضى اعلامية قد تؤدي إلى مشاكل.

 

  • هل يمكن أن يحل “الاعلام الاجتماعي” مكان الاعلام التقليدي، ولماذا؟

في الصراعات والازمات والحروب عندما تكون المعلومة حاجة وعندما يكون هناك تعطش للخبر يمكن أن يحل الاعلام المجتمعي مكان الاعلام التلقيدي، ولكن بعد الحرب نعتقد أن الاعلام سيعود لوضعه الطبيعي وسيتراجع دور صحافة المواطن والصحافة المجتمعية، ونعتقد أن الحكومة سوف تنظم قانونيا هذا النمط من الاعلام كون له إيجابيات وسلبيات وبحاجة إلى تأطير قانوني.

 

 

وسام عبدالله

 

 

عن وسام عبدالله