الرئيسية » اراء ودراسات » بشار الاسد بعد 50 دقيقة…”شكرا ترامب”

بشار الاسد بعد 50 دقيقة…”شكرا ترامب”

 

منذ 7 سنوات وقف الرئيس السوري بشار الاسد في مجلس الشعب السوري في مثل هذه الايام، يلقي خطابا بعد دخول البلاد مرحلة جديدة وصعبة في حياتها، من تحديات الداخل وأطماع الخارج، فهل كان يتخيل في تلك اللحظة ما هو أفضل من أداء المعارضة المسلحة في خسارتها كل شيء وعدم قدرتها على تحقيق أي إنجاز على المستوى الشعبي والدولي؟ وهل كان يتخيل أنه سياتي إلى البيت الابيض من يتخذ قرار عدوان، وينتهي بأقل من ساعة؟

نفذت أميركا وبريطانيا وفرنسا عدوانا على مواقع محددة، وصفته واشنطن ولندن وباريس، بأنه مرتبط بالاسلحة الكيميائية، ونفذ بحسب ما وزارة الدفاع الروسية، بصواريخ مجنحة من طائرات اف 16 واف15، وتم اعتراض 71 صاروخا، وقد استخدمت قاعدة التنف في سوريا لشن العدوان. وقد تصدى للعدوان قوات الدفاع الجوي السورية.

ويمكن توصيف مشهد صورة الرئيس السوري ضمن 3 نقاط أساسية، النقطة الاولى هو محاربة المجموعات الارهابية وبشكل خاص تنظيم “داعش” و”جبهة النصرة”، “تنظيم القاعدة في سوريا”، وهما ضمن لائحة الارهاب الدولية. مواجهة الدولة السورية هذه المجموعات والانتصار عليها في مساحات واسعة، يشكل صورة الرئيس الذي يحارب الارهاب العالمي، ولو كان للاعلام لغة ناجحة في مخاطبة الغرب، لعمل على ترسيخ هذه الصورة وتأكيدها كونها تمس حياة المواطن الغربي ايضا.

النقطة الثانية، قدرة تنسيق وترسيخ قوة الجيش السوري مع القوات العسكرية الروسية والايرانية، بالرغم من المواجهات الاستنزافية خلال السنوات السابقة، وخاصة فيما يتعلق بقدرات الدفاع الجوي السوري.

النقطة الثالثة، مواجهة الادارة الاميركية ومن وراءها الكيان الاسرائيلي، في التصدي لقرار اسقاط الدولة السورية وتفكيك الحضور الايراني في سوريا. لتشكل هذه المواجهة صباح اليوم، كجزء من المواجهة خلال السنوات السابقة، كتفريغ لمحتوى العدوان، حيث اعتبرت وسائل اعلام اسرائيلية بأن نتيجة العدوان “تساوي صفرا”.

بين تغريدات “ترامب” ومواقفه السياسية المتبدلة، والعملية العسكرية التي نفذت صباح اليوم، يكون موقف الرئيس الاميركي في حالة تساؤلات، حول النتائج التي تم تحقيقها من العدوان، وعن السقف العالي في التصريحات والضربات العسكرية المحدودة؟، فهل أدخل نفسه في دوامة تساؤلات في الداخل الاميركي، تضاف إلى الازمة التي تعصف بمستشاريه ووزارئه في الاقالات والاستقالات المتتالية؟

أما على الصعيد العربي، فقد ساهمت قواعد غربية في دول عربية خليجية في العداون الثلاثي، وفي الوقت ذاته لا يمكن فصل مشهد زيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى أميركا وبريطانيا وفرنسا، وصفقات التمويل التي تم تنفيذها، عن العدوان على سوريا. وخاصة مع إعلان ولي العهد استعداد المملكة للمشاركة في ضربات عسكرية بالمشاركة مع أميركا.

دخلت المواجهة الان بين الدول الاساسية والفاعلة في الحرب على سوريا وليس فقط عن طريق “الوكلاء” من المجموعات المسلحة، فأين يتجه المشهد السياسي والعسكري الاقليمي؟، وهل ستبقى سياسة الاتفاق الروسي – الاميركي في توجيه ضربات محدودة معروفة الهدف سارية المفعول في المشهد السوري أم أن سوريا وايران لن تقبلا باستمرارها؟، كيف سيكون الرد على الاميركي وهو موجود على الارض السورية؟، ليكون الشرق السوري هو المواجهة الاساسية، فمن تصريحات سحب الجنود الاميركيين إلى توجيه ضربة عسكرية، ما هي الخيارات في الايام المقبلة، وهي أصبحت مفتوحة على احتمالات كثيرة؟. وفي الانتظار لما سيأتي، يكون الرئيس السوري في مرحلة أقوى مما سبق، والحكومة تستعيد وبشكل تدريجي السيطرة على الاراضي السورية، وخاصة مع إنهاء الخطر على دمشق من المجموعات المسلحة، والتصدي للعدوان على دمشق من التحالف الثلاثي الدولي.

 

وسام عبدالله

 

عن وسام عبدالله