من اجل زينتنا وجشعنا، انقرض حيوان وحيد القرن الابيض الشمالي. الاخبار التي وردت عن نفوق الذكر الاخير في محمية حيوانات كينية، لم تذكر بان جشعنا للحصول على قرن هذه الحيوانات، الاكثر ضخامة على الارض بعد الفيل، هو الذي ادى على مر السنوات الى اندثار حياة فريدة اخرى.
وحتى هذا الذكر الاخير لما ولد في السبيعنات من القرن الماضي، نقل الى حديقة حيوانات في تشيكيا، ليتمتع الزوار بمشاهدته محتجزا. لم يتنبه كثيرون الى ان هذا الحيوان موضوع على القائمة الحمراء للحيوانات المهددة بالانقراض.
كان السفاحون يتولون القضاء على هذه الفصيلة في ادغال افريقيا للمتاجرة بعاجها، عندما لوحظ ان الذكر الاخير كان في قفص ما في حديقة ما في تشيكيا، فتمت اعادته الى كينيا في محاولة اخيرة ومتأخرة للحفاظ على هذه الفصيلة من خلال محاولة تزويجه..والترويج له على “تيندر” الخاص بالتعارف.
ومل ينجح التزاوج. بالامس، اعلنت محية “أُل بيجيتا” الكينية “ببالغ الحزن تعلن محمية (أُل بيجيتا) وحديقة حيوان دفور كرالوفي نفوق (سودان) آخر ذكر في العالم من وحيد القرن الأبيض الشمالي في المحمية بكينيا في 19 مارس/اذار 2018 عن 45 عاما”.
وذكرت المحمية إنها قررت مع مسؤولي الحياة البرية والجهات التي كانت تتولى رعاية “سودان” في السابق قتله يوم الاثنين رأفة به بسبب التدهور السريع في حالته الصحية حيث كان يعالج من مضاعفات كبر السن التي أثرت على عضلاته وعظامه وتسببت في إصابته بجروح جلدية كثيرة.
وفشلت كل المحاولات لتزويجه في العام الماضي بإحدى الانثيين، “ناجين” (27 عاما) و”فاتو” (17 عاما). ونشر المسؤولون عن المحمية حالته على تطبيق “تيندر” للمواعدة على أمل جمع تبرعات تكفي لسداد علاج الخصوبة المطلوب وتبلغ تكاليفه تسعة ملايين دولار.
ووُلد “سودان” آخر ذكر لوحيد القرن الأبيض في السودان في العام 1973 قبل أن يتم نقله لحديقة حيوان دفور كرالوفي في جمهورية تشيكيا بعد مولده بعامين. وتم إعادة توطين “سودان” بصحبة آخر انثيين لوحيد القرن الأبيض بكينيا في العام 2009 إثر إعلان فصيلته ضمن فصائل الحيوانات المعرضة للانقراض. وظن البيطريون المسؤولون أن تواجده بالحياة البرية الإفريقية سيساعده على التزاوج بعد أن فشل في التكاثر خلال وجوده في تشيكيا.
(جورنال)