المعركة التركية باتجاه عفرين السورية تخضع إلى وتيرة متصاعدة من القصف المدفعي ونشر المدرعات والجنود الاتراك، والتصريحات المستمرة وأخرها فيما أعلنه وزير الدفاع التركي نور الدين جانيكلي أن العملية العسكرية في منطقة عفرين قد بدأت بالفعل، فيما لم تتضح تمام طبيعة الموقف الروسي والأميركي من المعركة المرتقبة.
مسؤول العلاقات الخارجية في الادارة الذاتية في عفرين سليمان جعفر يوضح لموقع “جورنال” الاوضاع الحالية في منطقة عفرين، يقول “الأوضاع تشبه الايام السابقة مع ازدياد الحشود العسكرية التركية وقصفها بشكل مباشر منذ منتصف ليلة أمس للقرى الحدودية. مع مشاركة أكثر من مائة ألف من جماهير عفرين بمسيرة غضب لتهديدات تركيا وتأييد لوحدات حماية الشعب”.
وقد نشرت وكالة “الاناضول” التركية للأنباء بأن روسيا بدأت بسحب قواتها المتواجدة في عفرين، في حين تم نفي الخبر من مصادر أخرى مع نفي وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف لأي عملية انسحاب، يقول سليمان جعفر “الشرطة الروسية جاءت منذ قرابة عام لتراقب وقف اطلاق النار وبالرغم من تعرض معسكرها للقصف اكثر من مرة فلم يتوقف قصف قرى مقاطعة عفرين. والآن نسمع اخبار انسحابهم ونحاول الان التأكد من ذلك، هل انسحبوا بالكامل ام ابقوا لهم تواجدا، علماً أن مجموعها بحدود 170 جندي. وفي حال انسحابهم سنكون في مواجهة تركيا، وشعب عفرين يؤكد أنه لا خيار امامهم سوى الدفاع عن النفس”.
وعن الدور الاميركي في المعركة، يستبعد مسؤول العلاقات الخارجية أن تتدخل اميركا بشكل مباشر كون عفرين تقع غربي الفرات وهي منطقة تقع تحت المظلة الروسية، ويقول ” مع أننا لا نرغب ان تتطور الامور الى وضع يتطلب تدخل الاطراف الدولية. نحن شعب مسالم ولدينا قوات فقط لحماية شعب الاقليم، ونحترم الجوار، ومنذ بداية الأزمة السورية لم تطلق قواتنا طلقة واحدة تجاه الاراضي التركية. ولكن بعد ان زادت تركيا بداية العام من تحرشاتها بقواتنا وجرفت الاراضي الزراعية واستهدفت الفلاحين في حقولهم كان لابد لقواتنا من الرد لحماية المدنيين”.
وأعلنت تركيا مشاركة مجموعات من “الجيش السوري الحر” في المعركة ضمن قوات “درع الفرات”، وبحسب صحف تركيا فإن قائد العملية العسكرية هو الفريق إسماعيل متين تمل، وهو من المشاركين في قيادة عملية “درع الفرات” في العام 2016. ويشير سليمان جعفر الى أن المجموعات المسلحة تعمل حسب مصلحة رؤسائها الذين باعوا وطنهم ولجأوا الى حضن تركيا، ويتابع قائلا “لا نستبعد ان تحركهم تركيا ضد قواتنا، علماً انهم يفعلون ذلك منذ اكثر من خمسة سنوات، وهم يكذبون عندما يقولون نحن ثوار ونحن ضد النظام، فالذي يريد ان يحارب النظام، فالنظام موجود في دمشق وليس في عفرين. وأتمنى من العقلاء فيهم ان يعوا الى خطورة التمسك بالنظام التركي فالتاريخ مليء بالامثلة حول الخونة الذين لفظتهم تركيا بعد انتهاء مهمتهم”.
وسام عبدالله