الرئيسية » العالم والخليج » السعودية » ما بعد “الريتز”: روايات تعذيب وأساور الكترونية للرصد وعداء مع أبناء الملك عبدالله

ما بعد “الريتز”: روايات تعذيب وأساور الكترونية للرصد وعداء مع أبناء الملك عبدالله

كشفت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية تفاصيل مثيرة عما كان يجري مع معتقلي فندق “ريتز كارلتون”، وما يجري حاليا بعد الإعلان عن التسويات واطلاق سراح المحتجزين وعائلاتهم.

وذكرت الصحيفة الأميركية ان رجال اعمال كانوا يمثلون عمالقة الاقتصاد السعودي، يجبرون الان على وضع اساور الكترونية في اقدامهم لتتبع حركتهم، وتجري مراقبة امراء كبار، في حين ان عائلات كانت تسافر بطائرات خاصة، لم يعد يسمح لها الان بالوصول الى حساباتها المصرفية، فيما زوجات وأبناء لهؤلاء لم يعد يسمح لهم بالسفر.

وعلى الرغم من ان غالبية المحتجزين في “ريتز كارلتون”، في اطار ما اسمته السلطات مكافحة الفساد، قد جرى الافراج عنهم، الا انهم بالكاد يتمتعون بالحرية، بحسب الصحيفة الأميركية، ويعيشون بخوف وقلق.

ونقلت الصحيفة عن شهود قولهم انه خلال شهور الاحتجاز، تعرض العدد من هؤلاء الامراء ورجال الاعمال الى ضغوط وانتهاكات للمس بهم جسديا، مضيفة ان 11 منهم نقلوا الى المستشفيات خلال الأيام الأولى من الحملة، فيما توفي احدهم لاحقا، وتبين انه أصيب بكسر في رقبته وشوهدت رضوض على جسده وعلامات أخرى على تعرضه لعنف جسدي، بما في ذلك تعذيب كهربائي، هو الضابط علي القحطاني، وهو من قادة “الحرس الوطني”، وكان يعمل لدى الأمير تركي، نجل الملك الراحل عبدالله.

وفي رد على رسالة من “نيويورك تايمز” امس الاحد، نفت الحكومة السعودية التقارير عن ممارسة العنف الجسدي على انها “غير صحيحة بالمرة”، مشيرة الى انه تمت من جانب المدعي العام ووفق القوانين السعودية، وان المحتجزين كان لهم الحق بالمشورة القانونية والرعاية الصحية.

وبحسب الصحيفة، فانه من اجل الخروج من “ريتز كارلتون”، كان على المحتجزين التنازل عن مبالغ مالية كبيرة، بالإضافة الى منح السلطات السعودية السيطرة على ممتلكات واسهم في شركاتهم، وكل ذلك خارج أي مسار قانوني واضح.

ونقلت الصحيفة عن قريب لاحد المعتقلين السابقين قوله انه اجبر على ارتداء جهاز تتبع الكتروني، وغرق في الاكتئاب بينما انهارت اعماله. وقعنا تنازلا عن كل شيء.. حتى المنزل الذي اقطن فيه، لست متأكدا انه ما زال ملكي”.

وأشارت الى انه فيما يستعد مهندس الحملة، ولي العهد الأمير محمد بن سلمان للسفر الى الولايات المتحدة، لجذب المستثمرين الاميركيين، فان المسؤولين السعوديين يسلطون الأضواء على “اصلاحاته”: وعده بالسماح للنساء بقيادة السيارات، وخططه لتوسيع فرض الترفيه وخطواته لتشجيع الاستثمارات الأجنبية. كما انهم نفوا وقوع أي انتهاكات، ووصفوا مسلسل “ريتز كارلتون” بانه سار وفق معايير قانونية.

لكن الشهادات التي قالت “نيويورك تايمز” انها جمعتها من مسؤولين وأعضاء في العائلة الحاكمة واقارب ومستشارين ومعتقلين، كشفت عن جانب من الضغوط والعنف الجسدي التي سمحت بنقل مليارات الدولارات من الأموال الخاصة بهؤلاء الى تحت سيطرة ولي العهد.

واعتبرت ان جانبا من الحملة حركته خلافات داخل العائلة فيما ضغط ولي العهد على أبناء الملك الراحل عبدالله، لينتزع منهم أموالا يعتبرونها جزءا من ميراثهم، مشيرة الى ان السلطات قالت ان ما جرى يعزز الشفافية، على الرغم من الأمور تمت بعيدا عن اطلاع الجمهور، بينما تم فرض حظر سفر وزادت المخاوف من التعرض للانتقام لمنع المعتقلين من التحدث بحرية.

ونقلت الصحيفة عن السفير الأميركي السابق لدى الرياض روبرت جوردن قوله انه في ببداية الحملة تعهد المسؤولون السعودية بالشفافية، لكنهم لم يلتزموا بذلك، مضيفا انه من دون أي نوع من الشفافية او حكم القانون، فانها تجعل المستثمرين قلقين بان استثماراتهم قد تصادر وان شركائهم السعوديين يمكن ان يتعرضوا للاعتقال من دون أي منطق.

وذكرت الصحيفة بمقابلة الأمير الوليد بن طلال مع وكالة “رويترز” قبل الافراج عنه بساعات في فندق “ريتز كارلتون”، ناقلة عنه قوله “الأمور كلها بخير”. لكن الصحيفة نقلت عن احد مساعديه الان قوله ان الأمير بن طلال “يريد الان ان ينسى” كل ما حصل معه.

أقارب لمحتجزين سابقين، يقولون الان ان بعضهم حرم من النوم وجرى التحقيق معهم ورؤوسهم مغطاة، بينما حاول محققو الحكومة اجبارهم على التنازل عن ممتلكات كبيرة لهم.

وأشارت الصحيفة الى ان الأمير مشعل، وهو أيضا احد أبناء الملك الراحل عبدالله، تحدث عن سوء معاملة الضابط القحطاني، الذي أعلنت وفاته فجأة من دون ابداء أسباب طبية، امام مجموعة من أصدقائه، فجرى اعتقاله فورا واحتجازه في “ريتز كارلتون”. وما زال الأمير تركي قيد الاعتقال حتى الان، فيما العديد من أبنائه وعائلاتهم ممنوعون من السفر.

 

(جورنال)

 

 

عن جورنال