الرئيسية » العالم والخليج » تصعيد خليجي باتجاه تركيا: “مثلث شر” جديد

تصعيد خليجي باتجاه تركيا: “مثلث شر” جديد

 

الرياض- “جورنال”

 

ما إن اعلنت مجموعة قنوات “ام بي سي” السعودية الواسعة الانتشار عن ايقاف بث جميع المسلسلات التركية على قنواتها، حتى كان ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان يضع الخطوط العريضة لمحور الشر الجديد في المنطقة والذي اسماه “مثلث الشر” وضم “العثمانيين” وايران والجماعات الارهابية، وذلك في حديث مع اعلاميين مصريين على هامش زيارته التي يقوم بها الى القاهرة نقلته عنه الاعلامية المصرية لميس الحديدي.

ولا يعتبر مصطلح “محور الشر” جديدا على صعيد السياسة الدولية، فقد استخدم هذا المصطلح لأول مرة عبر الرئيس الاميركي الاسبق جورج بوش بعد احداث 11 سبتمبر/ايلول 2001 عندما وصف دول ايران والعراق وكوريا الشمالية بمحور الشر في العالم. واذا كانت إشارة بن سلمان الى ايران باعتبارها ضمن مثلث الشر هذا، متوقعا بالنظر الى الخطاب العدائي الدائم تجاه ايران، فان اشارته الى “العثمانيين” شكلت تحولا في خطابه إزاء انقرة.

ولعل من المستغرب استمرار العلاقات بين انقرة والرياض على نحو جيد في ظل تصادم البلدين بأكثر من ملف من قضايا المنطقة، ليس اولها دعم تركيا للاخوان المسلمين وخصوصا لفرعهم في مصر، وليس أخرها تثبيت تركيا لاقدامها في الخليج العربي عبر قاعدتها العسكرية في قطر وهي التي اعلنت غير مرة عن استعدادها لفعل اي شيء للحفاظ على استقرار قطر وسلامة اراضيها وذلك في خضم الازمة الخليجية التي تقودها السعودية ودول أخرى ضد قطر.

وكان امير منطقة الرياض فيصل بن بندر بن عبدالعزيز قد استقبل صباح اليوم السفير التركي في الرياض، من دون ان تعلن وكالة الانباء الرسمية “واس” عن تفاصيل هذا اللقاء وما اذا كان معد له مسبقا ام انه أتى على ضوء تصريحات ولي العهد وايقاف المسلسلات التركية.

ومن المتوقع ان تشهد الحملة السعودية-الاماراتية بإتجاه تركيا عددا من الخطوات التصعيدية من بينها تقليل الرحلات الجوية من والى المدن التركية، وكذلك الحد من التبادل التجاري المتزايد، وايضا استمرار العمل دبلوماسيا على استنكار التدخل العسكري التركي في الاراضي السورية وتحديدا في مدينة عفرين ووصفه بالمحافل الدولية بانه اعتداء على سيادة الدول وتعقيد لفرص حل الازمة السورية، وهو الامر الذي كانت “جورنال” قد اشارت له في وقت سابق ووصفته بالتلاقي الدبلوماسي السوري الخليجي لأول مرة منذ الازمة السورية في العام 2011.

ومنذ الانقلاب الفاشل بها في يوليو/تموز 2016، كررت القيادة التركية غير مرة الحديث عن الدور السلبي الذي لعبته بعض دول المنطقة في هذا الانقلاب، وهي تتهم الامارات ضمنا من دون تسميتها بدعم تلك المحاولة الفاشلة اعلامية ومحاولة الضغط عبر لوبياتها في الغرب على اصدار مواقف داعمه للانقلاب خلال الساعات الاولى منه.

يشار الى ان الدراما التركية تشهد متابعة واسعة من شعوب المنطقة وخصوصا في دول الخليج، وهو الامر الذي حذرت منه اوساط سعودية مقربة من نظام الحكم ووصفته بـ”الغزو العثماني الجديد” عبر شاشات التلفزيون.

وهي ليست الحادثة الاولى للدراما التركية في الخليج، فقد سبق وان احتجت تركيا وبشدة على بث القنوات الخليجية للمسلسل السوري “اخوة التراب” والذي يتناول جانبا من بطش الدولة العثمانية بالمواطنين العرب، كذلك اعلنت “قناة ابوظبي” الاماراتية وبشكل مفاجئ قبل 4 سنوات تقريبا عن منع بث اي اعمال تركية عبر شاشاتها.

ووفق اخر الاحصائيات فان تركيا استقبلت في العام 2017 نحو مليون سائح خليجي.

 

 

عن جورنال