الرئيسية » العالم والخليج » تيلرسون و”حزب الله”.. وهذا اهم ما قاله حول سوريا وايران ولبنان

تيلرسون و”حزب الله”.. وهذا اهم ما قاله حول سوريا وايران ولبنان

بيروت – “جورنال”

 

ما بين الكويت وعمان، وقبل وصوله الى بيروت، اتخذ وزير الخارجية الأميركي ريك تيلرسون سلسلة من المواقف، ابرزها ما أكده حول بقاء القوات الاميركية في كل من العراق وسوريا بذريعة استمرار خطر “داعش”، لكنه في المقابل طالب بانسحاب ايران من دول المنطقة، واكد على “حق” إسرائيل في الدفاع عن نفسها، قبل ان يدلي في العاصمة الأردنية بموقف حول “حزب الله” عندما قال انه علينا الاعتراف بانه جزء من “العملية السياسية في لبنان”.

ولم يتضح ما اذا كان تصريحه حول “حزب الله” زلة لسان، قد يعمد الى تعديلها او التراجع عنها، خلال زيارته الى لبنان، ام انها تعكس اقرارا اميركيا ضمنيا بوقائع جديدة فرضت في معادلات المنطقة.

ففي اطار جولة تشمل مصر والكويت والأردن ولبنان وتركيا، ومشاركة في مؤتمر إعادة اعمار العراق الذي استضافته الكويت، قال الوزير الأميركي خلال وجوده في عمان، “ندعم لبنان ديمقراطيا وحرا وخاليا من التدخلات الخارجية. نعلم أن حزب الله متأثر بإيران وهذا لا يصب في مصلحة لبنان ومستقبله على المدى البعيد، لكن علينا أن نعترف بالواقع أن الحزب جزء من العملية السياسية اللبنانية”.

وقال تيلرسون “أعتقد أن لبنان يتخذ خطوات إيجابية في النأي بنفسه خلال العام الماضي وبعث رسالة واضحة بأنه لا يريد أن يرى حزب الله متورط في أي صراعات”.

وكان الوزير الأميركي كرر رسالة مشابهة خلال مقابلة مع قناة “الحرة” الأميركية اثناء وجوده في الكويت، قال خلالها حول التوتر بين لبنان وإسرائيل والخلاف على الحدود البحرية، “نريد تجنب النزاع بقدر استطاعتنا. سنواصل العمل من اجل تعزيز حكومة مستقلة وقوات امنية. ندرك ان لبنان يمر بمرحلة انتقالية طويلة. اتخذ لبنان خطوات إيجابية من اجل سحب قوى لبنانية لوجودها في اليمن وغيرها، ونحن موجودون لدعم لبنان في مسار الانتقال الطويل هذا”.

وردا على سؤال عما اذا كان لبنان يتعاون وما اذا كانت ضغوط واشنطن على “حزب الله” تتم من دون التأثير على الحكومة اللبنانية، قال تيلرسون ان “قضيتنا هي مع حزب الله، المنظمة الإرهابية، وليس مع الحكومة اللبنانية ولهذا نحاول ان نكون دقيقين جدا في الخطوات التي نقوم بها حتى لا نؤذي الشعب اللبناني.. نحتاج دعم الحكومة اللبنانية للتعامل بوضوح وحزم مع النشاطات التي يقوم بها حزب الله والتي لا تلقى قبولا من بقية العالم”.

وعندما سئل عن احتمالات الحرب الإقليمية في ظل التوتر الأخير، قال تيلرسون “اننا نأخذ التهديدات (من لبنان وسوريا) ضد إسرائيل بشكل جدي ونعتقد ان لدى إسرائيل كامل الحق للدفاع عن نفسها ضد هذه التهديدات”.

واعرب تيلرسون عن قلقه من ان “سوريا تسبب بخلق عدم استقرار وتهديدات لإسرائيل والأردن وتركيا وكل جيرانها. ولهذا نحن باقون في سوريا حتى تكتمل هزيمة داعش ونصبح متأكدين انها لن تعاود الظهور”.

وتابع الوزير الأميركي “سنبقى منخرطين في الحل السياسي في سوريا الذي يؤدي على المدى الطويل الى جلب الاستقرار واستعادة الاستقلال السوري”.

وفي رد على سؤال من “الحرة” عما تفعله واشنطن لاحتواء نفوذ ايران المتصاعد في سوريا ولبنان والعراق وغيرها، قال الوزير الأميركي ان “الرد على النفوذ الإيراني في سوريا يأتي من خلال العملية السياسية، عملية السلام نفسها. وجود الولايات المتحدة في سوريا هو لهدف وحيد وهو هزيمة داعش”. وأضاف “يجب ضمان دعم مفاوضات جنيف والسماح للشعب السوري لكتابة دستوره الجديد والسماح لهم بإقامة انتخابات حرة ونزيهة. من خلال هذا المسار نعتقد ان سوريا ستعزز استقلالها وستقوم بخطواتها الخاصة لتخفيض ورفض نفوذ ايران في سوريا. نفوذ اايران في سوريا ليس إيجابيا. انه سلبي لانه يجلب عدم استقرار وعنف”.

وقال تيلرسون ان ايران تمثل عامل عدم استقرار في اليمن وسوريا ولبنان والعراق، ولا تجلب استقرارا ولا امنا، ونطالب ايران بالانسحاب، وارسال قواتهم الى وطنهم”.

وحول مستقبل الوجود الأميركي عسكريا في العراق، قال تيلرسون انه “في حين الحقنا بداعش العزيمة باستعادة كل الأراضي منهم، فاننا نعلم كما رئيس الوزراء العبادي ان هناك عناصر لداعش تمثل تمثل تهديدا للعراق، وسنبقى هناك الى ان نتأكد اننا تعاملنا مع هذه التهديدات”.

وبخصوص العدوان التركي في سوريا، قال الوزير الأميركي في عمان إنها أدت الى “حرف مسار” المعركة مع “المتطرفين” في شرق البلاد.

وتابع أن الولايات المتحدة تحتاج لإيجاد سبيل لمواصلة العمل في اتجاه واحد مع أنقرة حليفتها في حلف شمال الأطلسي، وأعرب عن أمله في إجراء محادثات بشأن التعاون للحد من التهديدات لتركيا.

 

وفي مؤتمر صحافي في الكويت، أكد تيلرسون أن: “الولايات المتحدة وقوى التحالف التي أسهمت في القضاء على داعش، تسيطر على 30% من الأراضي السورية”.

ونفى الوزير الأميركي صحة التقارير عن ضعف الدور الذي تلعبه الولايات المتحدة في سوريا، قائلا “نحن نشطون جدا في العملية التفاوضية حول التسوية السورية، بما في ذلك في جنيف.. إننا نعمل بشكل وثيق جدا مع روسيا التي لها تأثير كبير على نظام (الرئيس بشار) الأسد، ويمكنها إجبار (ممثلي دمشق) على الجلوس إلى طاولة المفاوضات”.

 

 

وخلال وجوده في عمان، التقى تيلرسون الأربعاء وفدا من هيئة التفاوض السورية المعارضة برئاسة نصر الحريري في احد فنادق العاصمة الأردنية، بالإضافة الى حسن عبد العظيم وعبد الاله فهد وعباب خليل وفدوى العجيلي.  وبحسب مصاد المعارضة السورية فان تيلرسون شدد “على ضرورة التعاون الروسي وجلب النظام إلى طاولة التفاوض”، قائلا إن بلاده “تعمل بالتعاون مع الاتحاد الروسي بشكل جدي على إجراءات بناء الثقة المقرة بالقرارات الدولية”.

وحول الوضع في الخليج، اكد تيلرسون على “الأهمية البالغة لإعادة الوحدة بين دول مجلس التعاون الخليجي بالنسبة لأمن الشرق الأوسط”.

 

عن خليل حرب

خليل حرب، صحافي لبناني، مدير تحرير في جريدة "السفير" سابقا. يشغل اليوم منصب رئيس تحرير موقع "جورنال".