الرئيسية » العالم والخليج » السعودية » السعودية: ماذا بعد “غزوة” ريتز كارلتون؟

السعودية: ماذا بعد “غزوة” ريتز كارلتون؟

الرياض – “جورنال”

 

تمخض “ريتز كارلتون” الرياض فولد 400 مليار ريال سعودي (106 مليارات دولار) تنوعت بين اصول شركات واموال نقدية، في حين يعكف موظفوه على ازالة أثار 381 من المحتجزين بوضع “VIP ” كانوا فيه من أمراء ورجال اعمال ووزراء ومسؤولين بارزين، خرجوا جميعا عدا 56 شخصا رفض النائب العام السعودي الدخول معهم بتسويات بحسب البيان الذي اصدره أمس. لكن السؤال الذي قد لا يرغب الكثيرون في المملكة وخارجها سماع اجابته هو: ماذا بعد ال”ريتز كارلتون”؟.

منذ أن أصبح ولي العهد الامير محمد بن سلمان هو الحاكم بأمره، نزعت السعودية ردائها المعروف شيئا فشيء على الاصعدة كافة:  حرب اليمن، حصار قطر، ضرائب المواطنين، قيادة المرأة، صعود التيار الليبرالي على حساب التيار الديني وما صاحبه من انفتاح متمثل بنشاط هيئة الترفيه، اعتقالات للأمراء والمتنفذين، كل هذه وأكثر من قرارات لم يتم تهيئة الشارع السعودي لها، وهو ما يعزز من الفجوة بين المواطن البسيط وقيادته، وهي قرارات اتخذت في أغلبها بشكل مفاجئ ومن دون دراسة استراتيجية على الصعيدين المحلي والخارجي، حتى باتت خطة التنمية المعروفة بـ2030 محل تندر من قبل الشعب السعودي لما صاحبها من تضخيم اعلامي وارقام فلكية لم تقدم إلى الشارع إلا لتعزيز الموقف من القرارات المتخذه مثل اقامة 3 الاف دار سينما بحلول العام 2030 مع دخل سنوي يبلغ 90 مليار ريال وهو أمر قد لا تجنيه معظم الدول الاوروبية سنويا من هذا القطاع.

“غزوة ريتز كارلتون” لا تعني أن السعودية أصبحت بلدا خاليا من الفساد، طالما أن الاموال التي جناها النظام من المعتقلين هناك لم تعرف بالنسبة الى كثيرين حتى الان ما اذا ذهبت الى خزينة الدولة أم الى خزينة ولي العهد، وسط تقارير اعلامية عديدة تتحدث عن حالة البذخ التي يعيشها الامير والحلقة الضيقة المحيطه به من شراء يخوت وقصور ولوحات فنية نادرة، وسط حملات تقشف عديدة تطال جيب المواطنين كضريبة الدخل المضافة وارتفاع اسعار المحروقات وفواتير الماء والكهرباء.

ولا تبدو الرياض جاهزة حاليا لأي انعطافة على صعيد سياساتها الخارجية، وسط التعبئة الاعلامية لمفاهيم تغلغلت في افكار المواطنين: العدو الايراني، خيانة قطر، القضاء على الحوثيين، حتى أن الامور تسير على سياق متسارع نحو اعلان تدريجي للتطبيع مع اسرائيل وهو الامر الذي يواجه مطبة أخيرة تتمثل بموقف الفلسطينيين الموحد في رام الله وغزة تجاه عقد “صفقة القرن” رغم ما يتردد من تقارير حول محاولات محمد بن سلمان للتسويق لها عبر اغراءات مالية للرئيس محمود عباس.

الاوضاع الحالية جعلت من “الدولة العميقة” في السعودية أكثر هشاشة من ذي قبل، كفقدان الذراع الديني الذي حكم به أل سعود طوال العقود الماضية، وسقوط هيبة اقطاب كبيرة من افراد العائلة المالكة الذين تحولوا بين ليلة “ريتز كارلتون” وضحاها من “طويل العمر” إلى “فاسد” هذا بالاضافة الى فتح جبهات اعلامية غربية وعربية كانت حتى وقت قريب تتحاشى تسليط الاضواء عليها.

سعودية محمد بن سلمان اليوم ليست كسعودية اعمامه بالامس، ولن تبقى على حالها بالغد. الالة الاعلامية من خلفه لم تكذب اطلاقا بوصفها له أنه يقفز بالبلاد .. لكن هل سيكون الى المجهول؟

 

 

 

 

 

عن جورنال