الرئيسية » منوعات و رياضة » وثائقي “سوريانا – نسور الزوبعة”: هل ينصفهم الاعلام؟

وثائقي “سوريانا – نسور الزوبعة”: هل ينصفهم الاعلام؟

عرض مساء أمس على قناة “الميادين” الفضائية وثائقي عن المقاتلين في الحزب السوري القومي الاجتماعي، بعنوان “سوريانا – نسور الزوبعة ” من إخراج يارا أبو حيدر، تستعرض فيه مشاركة القوميين في الحرب السورية. وهي مشاركة يتم التعاطي بها بشكل منقسم، كما هي الحال في معظم الحرب السورية، بين معترض عليها كونهم يقاتلون إلى جانب الجيش السوري، ومنهم مؤيد كونهم يقاتلون لوحدة البلاد. وبين هذه الانقسامات يصبح صوت القوميين بين الغياب والتغيب، لإعتبارات عديدة منها داخلية متعلقة بالحزب او خارجية من الحلفاء والخصوم.

في الوثائقي تحرص يارا أبو حيدر، على إظهار عقيدة الحزب من خلال الميدان العسكري، فهي تنطلق بعدسة الكاميرة من بيروت وتتوجه بها إلى السويداء، في إشارة إلى تجاوز حدود سايكس – بيكو بين لبنان وسوريا والتي يسعى إلى تعزيزها الحزب بشكل دائم في رفضه لها، كما الاشارة إلى المقاتلين والشهداء من لبنان الذي يظهرون في الوثائقي. تتنقل أبو حيدر بين المناطق من دون ذكر توزعها الطائفي علنا، ولكنها المعروفة للمتابع في الحرب السورية، في رسالة أن القوميين من مختلف الطوائف والمذاهب يقاتلون في كافة المناطق على اختلاف تنوعها الديني والثقافي، من صدد السريانية إلى السلمية الاسماعيلية والسويداء الدرزية وعين ترما السنية وغيرها.

وكان الحرص أن تكون فلسطين حاضرة في حديث المقاتلين، لتعبر عن امتداد المعركة في كافة الاراضي التي يعتبرها القوميون الاجتماعيون جزء من الامة السورية.

 

 

استخدمت يارا أسلوب أن يكون المتحدث عنه في الوثائقي هو “النجم” لا أن يكون صاحب الفيلم هو نجمه. قد يكون من المرات القليلة التي يتم فيها الحديث عن مقاتلي ” نسور الزوبعة “، كما غيرهم من التنظيمات التي لا تملك وسيلة إعلامية تتحدث بصوتهم بشكل مرتفع، إضافة إلى بعض المقالات التي كتبت عن دورهم في التصدي للحرب على سوريا.

هل ينصفهم الاعلام؟، لا يمكن لوثائقي واحد أن يوضح تماما الحالة القومية الاجتماعية في سوريا، أو (الكيان الشامي) بحسب أدبيات الحزب، وهل القومي هو مقاتل وعسكري فقط؟ أما أن هناك جهدا في مجالات مختلفة منها الفكرية والفلسفية والاجتماعية والثقافية وحتى الاقتصادية؟.

يطرح تساؤل دائم منذ أكثر من عقد من الزمن، هل يسيء القوميون في تقديم أنفسهم أم يساء تقديمهم ويمنع في بعض الحالات؟. الاسباب عديدة ومختلفة، على القوميين أن يستثمروا في الاعلام، وخاصة في الاعلام الافتراضي، بسبب التكلفة المادية العالية لإنشاء أي محطة تلفزيونية، وليس فقط الاكتفاء بصفحات التواصل الاجتماع. هذه ي تشكل سدا للفراغ الاعلامي. وعلى المحطات الفضائية التي تصنف ضمن الخط السياسي للحزب، أن تعطي لهم ولغيرهم الحق في إن يعلو صوتهم ويعبروا عن رأيهم، خاصة أن الاعلام يجذب الخطاب الطائفي والديني، ويكون خجولا في التعاطي مع العلماني واللاطائفي.

 

وسام عبدالله

 

عن وسام عبدالله