الرئيسية » العالم والخليج » السعودية » من غموض “الاعتقال” الى غموض “الحرية”

من غموض “الاعتقال” الى غموض “الحرية”

بيروت – “جورنال”

 

اذا كان احتجاز الوليد بن طلال حمل أسرارا كثيرة الى غرفته المرفهة في “ريتز كارلتون”، فان خروجه اليوم، حمل المزيد من الغموض والالتباس الذي قد لا يتبدد قريبا خصوصا حول طبيعة “التسوية” التي ابرمت معه، او فرضت عليه، وحول إعلانه الولاء قبيل ساعات على خروجه للملك وولي العهد اللذين يريدان “سعودية جديدة”، مشيدا بنزاهة حملة الاعتقالات حول الفساد. فهل لذلك فتحت الأبواب امام استعادته “حريته”؟

وفيما تأكدت عودة الوليد بن طلال الى منزله بحسب مصادر عائلية، فان ما قاله في المقابلة المفاجئة والمصورة مع وكالة “رويترز” في ريتز كارلتون”، ثم تصريحات “المصدر الحكومي السعودي” لوكالة الصحافة الفرنسية، حول التسوية، اضافت الكثير من الالغاز على المشهد.

وبينما كان الوليد بن طلال ان هناك مجرد سوء فهم بينه وبين السلطات، وانه سيظل رئيسا ل”المملكة القابضة”، كان المصدر الحكومي يقول لاحقا “تمت موافقة النائب العام السعودي صباح اليوم على التسوية التي تم التوصل لها مع الأمير الوليد بن طلال، وعاد الأمير في الساعة 11:00 من صباح اليوم إلى منزله”.

وقال المصدر الحكومي “بكل تأكيد، لا يوجد تسوية إلا بسبب مخالفات، ولا تتم التسويات إلا بإقرار المتهم بها وتوثيق ذلك خطيا وتعهده بعدم تكرارها”، مضيفا “هذا مبدأ عام لكل من تم إيقافهم في قضايا الفساد مؤخرا وليس لحالة الوليد بن طلال فقط”.

ولم يذكر المصدر الحكومي تفاصيل إضافية باستثناء الإشارة الى ان بن طلال باق بالتأكيد على رأس شركة “المملكة القابضة”.

بمعنى آخر، لم يكشف لا المصدر الحكومي ولا بن طلال نفسه عن طبيعة التسوية، وان اتفقا مبدئيا على انها حصلت. كلام الأمير مع “رويترز” لم يعط إجابات شافية. فلما سئل عن رايه في “الحملة على الفساد”، قال بن طلال “بالنسبة لي، كانت حملة عادلة ونزيهة، وكنت عادلا ونزيها معهم”.

وتابع قائلا “المملكة العربية السعودية، كان بها فساد، هذا أمر لا شك فيه، ومن المؤسف أن يكون شخصا مناهضا للفساد يتورط في كل تلك الأمور”. ومضى بقوله “هذه حقيقة أقبلها، جاء إلى هناك أكثر من 300 شخص، وأعتقد أن أغلبهم ليسوا هنا الآن، وأغلبيتهم أبرياء، والبقية أجروا تسويات، لكن هذا تم بينهم وبين الحكومة”.

وأشار إلى أنه “في العقد الماضي، تم إهدار الكثير من المال، وبعض الأشخاص في الحكومة كانوا متورطين في الفساد”. وأضاف “أعتقد أنه من الجيد التخلص منهم، وأن تصبح المملكة العربية السعودية نظيفة نقية”.

واختتم بالقول “لا أستطيع إلا أن أن أقول إنني أؤيد الملك (سلمان) وولي العهد (الأمير محمد) في كل الجهود، التي يبذلونها حقا لسعودية جديدة”.

وكانت السلطات السعودية اطلقت الجمعة سراح عدد من رجال الأعمال والشخصيات البارزة كانوا محتجزين في قضايا فساد بعد التوصل إلى تسويات مالية معهم. ومن بين هؤلاء الوليد آل إبراهيم مالك شبكة “إم بي سي” التليفزيونية وخالد التويجري رئيس الديوان الملكي السعودي السابق.

وفي المقابلة المصورة مع “رويترز”، قال بن طلال، إنه “يشعر وكأنه في بيته” وإن التقارير التي تحدثت عن احتجازه بأحد السجون “محض كذب”، مشيرا الى انه عومل بشكل حسن.

وبدا بن طلال أنحف مما ظهر في آخر مقابلة تلفزيونية معه في أكتوبر/تشرين الثاني، ونمت لحيته اثناء احتجازه، بحسب الوكالة.

 

 

وقال “ليس لدي ما أخفيه على الإطلاق. أنا مرتاح جدا وعلى راحتي جدا. احلق هنا وكأنني في البيت ويأتي حلاقي إلى هنا. أعيش كأني في بيتي بصراحة”. وأضاف “قلت للحكومة سأبقى للفترة التي تريدها لأنني أريد أن تنكشف الحقيقة بشأن كل تعاملاتي وكل الأمور من حولي”.

وشدد بن طلال على القول “لا توجد اتهامات. هناك بعض المناقشات بيني وبين الحكومة … اعتقد أننا على وشك انهاء كل شيء خلال أيام”. وأضاف “لدينا قيادة جديدة الآن في السعودية ويريدون فقط تقصي كل التفاصيل قلت حسنا وهو كذلك، لا مشكلة لدي على الاطلاق. تفضلوا”.

لكن مما يزيد هذه التفاصيل غموضا، ان بن طلال قال أن قضيته قد تستغرق وقتا أطول لأنه مصمم على تبرئة ساحته تماما، لكنه يعتقد أن القضية انتهت بنسبة 95 في المئة، مضيفا انه أنه يعتزم مواصلة الحياة في السعودية بعد إطلاق سراحه وكذلك العودة الى إدارة أعماله في العالم. وقال “لن أغادر السعودية بالقطع. هذه بلدي وهنا أسرتي وأحفادي وأملاكي. ولائي ليس مطروحا على الطاولة”. كما توقع الإبقاء على سيطرته الكاملة على شركته “المملكة القابضة” من دون مطالبته بالتنازل عن أي أصول للحكومة واحتفاظه بكل استثماراته، بحسب الوكالة.

ويعني في ما يعنيه كلامه انه ربما لن يتمكن من مغادرة السعودية، اقله قريبا، وان تصميمه على تبرئة ساحته، يعني ان ملفه لم يقفل بعد، وان شيئا ربما استجد جعل السلطات التي قررت فجأة منح “رويترز” المقابلة الاستثنائية، تسمح له بالحديث والخروج في اليوم التالي تماما.

المغرد البارز “مجتهد” كتب عن الوليد بن طلال قائلا “قررابن سلمان دعوة رويترز لمقابلة الوليد جاء لتكذيب BBC على تقريرها عن الوليد الذي اعطى انطباعا أنه تعرض للتعذيب . رويترز طلبت عدة مرات ورُفض طلبها ثم تفاجأوا قبل أمس بالموافقة وعُرض على الوليد إن قال كلاما جيدا عن اعتقاله أن يطلق سراحه ولن يطلق سراحه إلا إن أراد تكذيب مجتهد”.

 

 

عن جورنال