ما بين جرائم “سجن سدي تيمان” واغتيال اسماعيل هنيّة في طهران، صورة تختصر إسرائيل بنظرتها إلى “الفلسطينيّ”. النقاش الدائر في الكنيست وبين الجمهور وإعلامه بـ”أحقيّة” الجنود بـ”اغتصاب” المعتقلين في ذلك السجن، هو التجلّي الأوضح لاحتقار الصهاينة لإنسانيّة الفلسطيني أينما كان، إذا لم يكن بالإمكان اغتياله كما جرى في طهران.
من اغتيال غسّان كنفاني، إلى جرائم التصفية والتسميم والتفجير في السبعينيّات والثمانينيّات ضدّ قادة المقاومة الفلسطينيّة ومثقّفيها ورموزها في عواصم عربيّة وأوروبيّة، وصولًا إلى اغتيال أوّل قيادي بارز في حركة حماس عماد عقل العام 1993، ظلّت إسرائيل تتعامل مع الفلسطينيّين باعتبار أنّهم “أهداف مشروعة”.
المفارقة الكبرى أنّ حركة حماس، والمقاومة الفلسطينيّة عمومًا بما في ذلك حركة الجهاد الإسلاميّ، وخلايا المقاومة المتنوّعة في الضفّة الغربيّة وقطاع غزّة، ظلّت منذ ما قبل عزّ الدين القسّام، وما بعده، قادرة على حمل السلاح والمواجهة، ولم تنكسر شوكتها.
حماس تحديدًا التي تقاتل منذ 10 شهور وهي شبه محاصرة في محيطها العربيّ والإسلاميّ، قدّمت مجموعة كبيرة من خيرة قادتها في مواجهة العدوّ الإسرائيليّ.
– مؤسّس جناحها العسكريّ عماد عقل في العام 1993، بعد اشتباك في حيّ الشجاعيّة في غزّة، وكان يوصف بـ”الأسطورة”.
– يحيى عيّاش الذي حمل لقب “المهندس” لكثرة ما فرض على الاحتلال كوابيس التفجيرات، واغتالته إسرائيل في العام 1996.
-7 سنوات وإسرائيل تطارد محمود أبو هنود حامل لقب “صاحب السبع أرواح” والذي خطّط لعشرات العمليّات الفدائيّة ضدّها إلى أن اغتالته بصواريخ أطلقتها على سيّارته، مروحيّة في مدينة نابلس العام 2001.
– كان صلاح شحادة يُعتبر قائدًا عامًّا لكتائب القسّام، وكان يوصف بأنّه “المطلوب رقم 1″، ولم تترّد إسرائيل من أجل قتله في إلقاء قنبلة زنتها طن على منزله في الحيّ المكتظ في حيّ الدرج فيما وصف بالمجزرة في العام 2002.
– في العام 2004، اغتالت إسرائيل الشيخ أحمد ياسين، مؤسّس حماس وزعيمها الروحيّ، بغارة جوّيّة في العام 2004. وبعد هذه الجريمة اغتالت أيضًا عبد العزيز الرنتيسي، وهو أحد أبرز مؤسّسي الحركة وقائدها في غزّة.
قويت شوكة حماس برغم سلسلة الاغتيالات الطويلة والمؤلمة.
في العام 2005، اضطرت حكومة ارييل شارون إلى الإقرار بعجزها عن الاستمرار باحتلال غزّة، فقرّرت سحب مستوطناتها وقواعدها من القطاع. وبعدها بعام، كانت حماس تخرج منتصرة من صناديق الاقتراع في الانتخابات التشريعيّة الفلسطينيّة، ما دفع إدارة جورج بوش لمحاولة تنظيم وتمويل “انقلاب” ضدّها.